غلاء المعيشة يفرض حيلاً جديدة لإحياء الملابس القديمة
مع العودة إلى المدارس يعاني الأهالي من مشقة تأمين اللباس المدرسي في ظل ظروف معيشية صعبة، حيث تلجأ الأسر لإعادة تدوير القطع القديمة لديها لتأمين احتياجات أبنائها من الملابس.
يحدث ذلك نتيجة ترنح ميزانية الأسرة تحت ضغط فواتير المؤونة والقرطاسية وفواتير أخرى ترهق كاهل الأهالي في شهر أيلول.
وبهذا الخصوص أكد حسام صاحب مصبغة بأنه خلال الشهر الحالي تزايدت طلبات الأهالي بخصوص تغير ألوان البنطلونات وإعادة صبغها باللون الرمادي أو الكحلي لاستخدامها لطلاب الإعدادي والثانوي، وأضاف: إن أجور الصباغة أيضاً لم تعد رخيصة كالسابق، فقد كنا نصبغ البنطال ب 5 آلاف ليرة، واليوم أصبحت التكلفة 25 ألف ليرة ورغم ذلك تبقى مقبولة للأهالي كحل بديل فأي بنطال في السوق لايقل سعره عن 90 ألف ليرة.
وفي حديثها تقول الخياطة أم عدنان: إن أغلب القطع التي تردها لإصلاحها تكون قديمة وتحتاج إلى “رتي” أو إجراء تعديلات عليها بتقصيرها أو تضييقها لتصبح على مقاس الولد الأصغر، وأحياناً يتم تعديل الموديل والقصة ككل لتصبح مناسبة للموضة في الأسواق، مضيفة: إن الأسعار تغيرت كثيراً فقد كنا نأخذ 500 ليرة لإصلاح القطعة سواء تقصير أو تطويل أو حبكة، واليوم أي درزة بسيطة تكلف 5 آلاف ليرة.
وفي هذا الإطار تشرح ريم وهي أم لثلاثة أولاد، بأنها لم تشتر شيئاً من المستلزمات المدرسية، ففي العادة كانت تشتري الزي المدرسي والبيجامة الرياضية والبوط والقرطاسية والحقيبة وجميعها لا تكلف أكثر من 15 ألف ليرة للولد الواحد، واليوم تجهيز الطفل بكل هذه الحاجيات يكلف وسطياً 400 ألف ليرة، مضيفة: إن إعادة تدوير الملابس القديمة الخيار الوحيد المتاح حتى الله يفرجها.
ولكن من جهة أخرى، نجد بأن المبادرات المجتمعية بهذا المجال لاتزال خجولة فلا توجد مؤسسات منظمة تعمل على توفير الملابس للعائلات التي تعاني صعوبات مالية، وتقتصر على مبادرات فردية في تجميع الملابس المستعملة وتوزيعها على المحتاجين.
ولابد من الإشارة إلى أن الظرف الاقتصادي القائم لم يغفل عن وزارة التربية التي أصدرت في السنوات السابقة تعاميم بمنع التشدد في اللباس المدرسي، فلا يجب أن يكون عبئاً على الأهالي مع ترك الحرية لهم وفق إمكاناتهم المادية لاختيار ما يناسب أطفالهم.
بدوره، أكد أمين سر جمعية كي الألبسة وليد سكر لـ«غلوبال»بأنه منذ أكثر من عام تقريباً هناك توجه بشكل كبير على صباغة الملابس، وتأتي طلبات أسبوعية بكميات كبيرة أكثر من التنظيف والكوي، فالبنطال الذي كان سعره بين 20- 50 ألف ليرة أصبح سعره اليوم ب 150ألف ليرة، ولذلك تتم إعادة إحيائه ب نحو 10آلاف ليرة، إلى تزايد طلبات صباغ الجينزات لطلاب المدارس هذه الفترة.
ولفت سكر إلى ارتفاع أسعار الصباغ وتفاوته بين مصبغة وأخرى حسب التكاليف والكميات، حيث وصل سعر كيلو الصباغ إلى 75 ألف ليرة للكيلو.
وتابع سكر: غالباً تتم مراعاة من يقوم بصباغة الملابس فمن يصبغ ليس لديه قدرة على شراء ملابس جديدة، مضيفاً بأنه صدرت مؤخراً تسعيرة جديدة عن محافظة دمشق وسعرت تكلفة غسيل وكوي كل على حدة من القميص والبنطال والتنورة النسائية ب 4آلاف ليرة، والكوي فقط بألفي ليرة، وغسيل وكوي طقم كامل ب 10 آلاف ليرة، والمانطو الصيفي ب 7 آلاف ليرة، والجوخ ب9 آلاف ليرة، وباقي القطع تتم بالاتفاق مع الزبون.
غلوبال
إضافة تعليق جديد