تردي الوضع المعيشي يفاقم حالات الطلاق

06-08-2023

تردي الوضع المعيشي يفاقم حالات الطلاق

أدى تراجع الظروف المعيشية في سوريا وتردي الواقع الاقتصادي إلى ازدياد حالات الطلاق في المجتمع ، لكن الذي لوحظ مؤخراً هو انتشار هذه الحالات بين الزيجات القديمة.

وذكر محامٍ “فضّل عدم الكشف عن اسمه” استقباله لحالتين وأحياناً 3 من الأزواج الذين مضى على زواجهم أكثر من 30 عاماً يرغبون بالطلاق ، وحسب المحامي فإن السيدات هي الفئة التي تبادر لطلب الطلاق والسبب سوء الوضع الاقتصادي والغلاء وارتفاع أجار المنازل فالبعض بالكاد يؤمن الخبز يومياً لأولاده فما بالك بمصروف المدارس والجامعات وغير ذلك.

بدورها إحدى السيدات التي رفعت دعوى طلاق على زوجها البالغ 65 عاماً بسبب بخله وعدم الوفاء بالتزاماته تجاه عائلته؛  أوضحت أن زوجها بعد التقاعد قبض مبلغ يقارب الـ7 ملايين لكن لا تدري أين ذهب به وعندما يطلب منه أولاده أي شيء يقول (ما معي- مافي مصاري)، مضيفة: “الغلاء غلب الناس التي بالكاد تؤمن لقمة يومها؛ فكيف إذا كانت ربة المنزل غير موظفة وليس لها معيل وأولادها في المدارس ماذا تفعل؟ لذلك قررت أن أطلب الطلاق فلن أعود لأعيش معه بسبب بخله”.

فيما أم علي التي تعمل (عاملة في إحدى الدوائر الحكومية) حكاية أخرى فقد طلبت هي أيضاً الطلاق من زوجها بعد مضي 27 عاماً على زواجهما، والسبب كما تقول : لا يصرف على المنزل وهو بلا عمل منذ تقاعده وينتظرني لأقبض راتبي كل شهر من أجل أن نشتري حاجات المنزل؛ وتشير إلى أنها على هذه الحال منذ 6 أشهر وكل شهر تتأمل أن يكون أفضل من الذي سبقه لكن طفح الكيل والوضع لم يعد يحتمل بحسب تعبيرها.

من جانبه، أكد المحامي ناصر عنقا ان الحالة الاقتصادية هي من أكثر أسباب لجوء الزوجين للطلاق فتكاليف الطعام واللباس والتداوي والدراسة أصبحت أكبر من أن يتمكن الشخص العادي من تأمينها؛ وبالتالي فإن عدم مقدرة الزوج على تأمين أساسيات الحياة يخلق مشكلات داخل العائلة وقد ينتهي بها المطاف إلى تدمير استقرارها.

مضيفاً: “الوضع الاقتصادي الذي نمر به جميعاً يفاقم الإشكاليات داخل الأسرة لتصل إلى خلافات قد تنتهي بالطلاق وهذا ما أصبحنا نراه حالياً بكثرة بالنسبة للزيجات القديمة؛ على اعتبار أن نسبة الطلاق سابقاً كانت الغالبية العظمى منها للزيجات الحديثة أما بالنسبة للزيجات القديمة فقد كانت في الحدود الدنيا”.

وفي وقت سابق، كشفت بيانات المجموعة الإحصائية لعام 2022 والصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء، عن عدد عقود الزواج التي تم تسجيلها في سوريا خلال عام 2021، والبالغة 237944 عقد، فيما بلغ عدد شهادات الطلاق خلال العام نفسه 41957 شهادة، وذلك بنسبة 17.6% من إجمالي واقعات عقود الزواج المسجلة، حيث أكد الخبراء  أنّ أسباب الطلاقة عديدة ومختلفة ومنها اقتصادية واجتماعية وثقافية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...