ميليشيا (الجيش الوطني) تهدد بالتصعيد على جبهات حلب!
أجرى فصيلا ” السلطان سليمان شاه” المعروف إعلامياً باسم (العمشات)، و”فرقة الحمزة”، المنضويين في ما يسمى “الجيش الوطني”، الذي تدعمه أنقرة، قبل أيام قليلة، استعراضاً عسكرياً في منطقة “غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي.
وحملت العربات العسكرية في أثناء الاستعراض إلى جانب أعلام الفصائل المسلّحة، أعلاماً تركيّة، ضمن دورة “”قوات الردع” التي دعا فيها قادة الفصائل إلى توسيع مناطق السيطرة في أرياف حلب.
وجاء ذلك تزامناً مع تصريحات رجب طيب أردوغان التي أكد فيها، أنّ شرط دمشق المتعلق بالانسحاب التركي من سورية أمر لا يمكن حدوثه، في وقتٍ عاد فيه الجمود إلى مسار التقارب التركي- السوري.
وبرر أردوغان تصريحاته، بوجود “الوحدات الكردية” بالقرب من الحدود التركية، حيث قال إن أنقرة تبحث عن مقاربة “عادلة”، وبعد العثور على هذه المقاربة العادلة يمكن أن نتجاوز هذه المسألة وكل المسائل
وتعليقاً على الاستعراض العسكري لفصائل أنقرة، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق عقيل محفوض، أنّ هذا الاستعراض هو خط موازٍ يلوّح أردوغان به للقيام بعمل عسكري حيال دمشق، في الوقت الذي يدعو فيه للتقارب معها، بحسب ما نقلته قناة “الميادين”.
وبين محفوض أنّ هناك تناغم أمريكي- تركي جديد في الشمال السوري، بعدما هددت واشنطن في وقت سابق بأنها لن تقبل بتغيير الواقع هناك.
وتؤكد سورية أن انسحاب القوات التركية من أراضيها هو المدخل لحدوث أي تقارب مع تركيا، وفي هذا الصدد سبق أن شدد الرئيس بشار الأسد، في لقاء جمعه مع معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخاصة علي أصغر خاجي، في 12 من حزيران الفائت “على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أم بخصوص مكافحة الإرهاب أم بخصوص غيرها من القضايا، وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، أكد أن هناك صعوبات محددة في طريق تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، من بينها الوجود العسكري التركي في الأراضي السورية.
وفيما يتعلّق بإعادة فتح الطرق الدولية، قال الدبلوماسي الروسي، إنّ العمل مستمر على ذلك، وإن الالتزامات التي أخذتها تركيا على عاتقها، بإبعاد الفصائل المسلحة مسافة 6 كم عن أوتوستراد M4، ووضع نقاط للجيش التركي مستمرة فيها.
وأشار إلى وجود بعض الصعوبات بشأن العلاقة بين تركيا وبين الفصائل المسلّحة التي تسيطر على تلك المناطق، وأضاف أن موسكو مستمرة بالعمل عن قرب، وبتنسيق بين سورية وتركيا بوساطة العسكريين الروس.
وبشأن وجود القوات الأمريكية شمال شرقي سورية، أكد لافرنتييف، أنّه لولا الوجود العسكري الأمريكي في سورية، لتحسنت الأوضاع هناك، فواشنطن تنهب خيرات سورية، لتغطية نفقات قواتها في هذه البلاد.
يشار إلى أن “الجيش الوطني” تشكّل من ائتلاف “فصائل المعارضة” في الشمال السوري بدفع من تركيا مطلع عام 2018، لتنضم إليه في أواخر عام 2019، “الجبهة الوطنية للتحرير”، التي تضم فصائل الشمال الغربي من سورية
وتسيطر فصائل “الجيش الوطني” على منطقة “درع الفرات” في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، التي تضم عدداً من المدن والبلدات، أبرزها الباب وجرابلس ومارع، كما تنتشر فصائله في منطقة “غصن الزيتون” التي تضم منطقة عفرين، وفي منطقة “نبع السلام”، شرق نهر الفرات، التي تنتشر على الشريط الحدودي بطول 100 كيلومتر بعمق 33 كيلو متراً.
أثر برس
إضافة تعليق جديد