جهنم فوق المتوسط وهي البداية فقط!
توجهت مجلة “The Economist” البريطانية نحو إشارة إلى أن موجات الحر تسبب حوالي 8% من حالات الوفاة المرتبطة بالطقس. علاوة على ذلك، أصبحت بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تعتاد على درجات الحر المرتفعة، ولكن تكهنات المستقبل تظهر تغيرًا جذريًا.
بحلول منتصف القرن الحالي، تتزايد احتمالات تجاوز درجات حرارة يوم واحد على الأقل في العام الواحد حاجز الـ 50 درجة مئوية في معظم الدول، باستثناء المناطق الأكثر برودة من بلدان البحر المتوسط.
تلك التغيرات الجوية المتوقعة ستؤدي إلى زيادة في حالات الجفاف والحرائق، وهو ما شهدته أوروبا خلال العام 2022 عندما اندلعت ثاني أسوأ موجة حر وحرائق غابات على الإطلاق، وتركزت معظم هذه الحرائق في بلدان تقع على البحر المتوسط.
وقد حذرت الأمم المتحدة بشكل مؤكد من أن العالم يجب أن يتوقع موجات حر أكثر شدة. وصرح جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، مع تأثير محتمل من ظاهرة إل نينيو على زيادة تردد موجات الحر الشديدة.
درجات الحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية في مناطق مختلفة من العالم مثل أميركا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط. تدعو السلطات الصحية الناس في تلك المناطق لتوخي الحذر وشرب الماء والسوائل والحماية من أشعة الشمس، حيث تعد هذه التحذيرات تذكيرًا بمخاطر الاحترار العالمي.
وتؤكد تقارير ودراسات حول المناخ أن شدة الحرارة في فصول الصيف تتزايد سنة بعد سنة، وتشير مجلة “ساينتفيك أميركان” إلى تحذيرات من صعوبة فصول الصيف في المستقبل.
شبكة “سي إن إن” الأميركية تصف موجات الحر الحالية على أنها “ما هي إلا البداية”، وتحذر من موجة حر ثانية باسم “شارون” قادمة إلى بلدان جنوبي أوروبا، وتتوقع ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة. تشبه موجات الحر هذه الظواهر الأسطورية في الأساطير اليونانية التي تنقل الأرواح إلى العالم السفلي، وتعبر عن خطورتها الكبيرة.
في النهاية، يمكن أن تقترب درجات الحرارة في أوروبا من الرقم القياسي الذي بلغ 48.8 درجة مئوية في عام 2022، وهو ما يظهر تصاعد حاد لحرارة الجو في القارة. ويجدر بنا جميعًا التأهب لتلك الظروف المتطرفة التي ستؤثر بشكل كبير على الصحة العامة وسبل الحياة في المستقبل.
المصدر: The Economist
إضافة تعليق جديد