فرنسا سخرت لافارج لصناعة الجواسيس في سورية و مولت تنظيمات إرهابية
كشف فيلم استقصائي بعض الأسرار المتعلقة بشركة «لافارج» الفرنسية للإسمنت العاملة في سورية وعلاقتها المزدوجة بالسلطات الفرنسية والأميركية من جهة وبالتنظيمات الإرهابية في سورية من جهة أخرى وقيامها بعمليات تمويل ولاسيما لتنظيم داعش تحت ذريعة التجسس على هذه التنظيمات لحساب الاستخبارات الفرنسية والأميركية بين عامي 2011 و2014.
وحسب مواقع إلكترونية معارضة، عرض الفيلم الذي يحمل عنوان «مصنع الجواسيس» من إنتاج قناة «الجزيرة» الداعمة للتنظيمات الإرهابية، مجموعة من الأسرار حول نشاط عمل الشركة في سورية استناداً إلى آلاف الوثائق ومقابلة من كانوا على صلة بالموضوع من عملاء مخابرات ومسؤولين في هرم السلطة بفرنسا.
الفيلم الذي كانت محطة «M6» الفرنسية قد عرضته في 8 نيسان الماضي ضمن برنامج «تحقيق خاص» أظهر أن كبار المسؤولين في مصنع «لافارج» قاموا ببناء شبكة تجسس في شمال سورية، «للحفاظ على مصالح شركتهم التجارية»، وفي الوقت نفسه «تسريب معلومات غاية في السرية إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية وأجهزة أخرى أميركية وغربية».
وقدّمت «لافارج» للمخابرات الفرنسية شبكة جواسيس جاهزين كان على رأسهم مدير الأمن في المجموعة جون كلود فيار، الذي قام برحلات مكوكية في شمال سورية، المنطقة التي كانت بعض الأجهزة مهتمّة بها.
وكان كلود فيار يزوّد المسؤولين الفرنسيين في شركة «لافارج» بكل التفاصيل الدقيقة عن مقار بعض «الفصائل الجهادية» وأسماء أفرادها وعناوينهم، وهي معلومات غاية في الأهمية والدقة كما يقول أحد المتحدّثين في الفيلم.
وحسب الفيلم الاستقصائي، جنّد كلود فيار عميلين، أحدهما نرويجي يُدعى جاكوب وارنيس، وكان شرطياً في جهاز الأمن الداخلي في بلاده، والآخر أردني اسمه أحمد جلودي، وهو مسؤول الأمن في مصنع «لافارج»، وقد تعاون مع المخابرات الأميركية لتخصصه في تعقّب الشبكات الإرهابية وكرّمه الكونغرس الأميركي، وتمت ملاحقة الإثنين لاحقاً بتهمة الإرهاب.
وعرض الفيلم رسالة إلكترونية أرسلها كلود فيار إلى المخابرات تضمّنت خرائط أعدّها جلودي تُظهر مواقع الأطراف المتحاربة في سورية ومواقع قيادات التنظيمات المتطرفة ونقاط التفتيش مع أسماء المجموعات التي تسيطر عليها.
وبعد أيام أعدّت المخابرات الفرنسية مذكّرة بشأن الوضع في سورية، لتأتي المفاجأة في الوثائق المرفقة، حيث تضمنت الخرائط نفسها التي أرسلها موظفو «لافارج»، وصُنّفت تلك الخرائط في خانة أسرار الدفاع.
بدوره، قال الأستاذ المحاضر في جامعة ليون فابريس بالانش إن المصنع كان أكبر استثمار فرنسي في سورية، مشيراً إلى أنه لو كان يقع في مناطق سيطرة الحكومة السورية لفعلت باريس كل ما في وسعها لإغلاقه، لكن وجوده في منطقة التنظيمات الإرهابية كان يوافق توجهات الدبلوماسية الفرنسية التي كانت تتأمل في إسقاط الدولة السورية.
كما كشف الفيلم كيف أن أجهزة المخابرات الفرنسية طلبت من عملائها في «لافارج» التجسس على تنظيم داعش، حيث تم تكليف جلودي في تشرين الثاني 2013 مهمة التعرف إلى بعض كوادر التنظيم، ومنهم أبو عمر الشيشاني الذي سيصبح قائداً ميدانياً فيه.
وبعد 6 سنوات من التحقيق توصلت الشرطة القضائية الفرنسية إلى أن مصنع «لافارج» مكّن التنظيمات الإرهابية من الحصول على ما يتراوح بين مليونين و7 ملايين يورو دفعها مساهمون في الشركة في حين تركت أطنان من الإسمنت على الأرض.
والعام الماضي، أقرّت شركة «لافارج» الفرنسية للإسمنت ومجموعة «هولسيم» السويسرية الأمّ، بالذنب في التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية وتعريض الأرواح للخطر بسبب أنشطتها في سورية بين عامي 2013-2014.
وأعلنت الشركة، أنها ستسدّد غرامة قدرها 778 مليون دولار لوزارة العدل الأميركية لمساعدتها تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين خلال الحرب على سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد