تفاصيل الخطة السرية الأمريكية للإبحار عبر الزمن
“خطة سرية للاستخبارات الأمريكية لتوليد شعاع ليزر من المخ البشري، يستطيع الإبحار في المستقبل والماضي”، ليست هذه قصة فيلم للخيال العلمي بل محاولة كشفت عنها تقارير استخباراتية رُفعت عنها السرية، ويبدو أن التجارب في مجال علاقة الليرز والمخ ما زالت جارية.
وتولي الولايات المتحدة الأمريكية عناية كبيرة لأبحاث تطوير أسلحة الليزر، بغرض استخدامها في إسقاط الطائرات والمسيرات والصواريخ، لكن الليزر أثار لديها طموحات أكبر وأكثر جموحاً
ففي عام 1983، طلبت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من اللفتنانت كولونيل واين إم ماكدونيل بالجيش الأمريكي تقديم تقرير عن طريقة ممكنة للناس لتحويل طاقة أذهانهم وأجسادهم إلى شعاع ليزر يمكنه تجاوز “الزمكان”، حسبما ورد في تقرير لموقع Popular Mechanics الأمريكي المتخصص في التقنيات والقضايا العلمية.
والزمكان، أو الزمان المكاني هو دمج لمفهومي الزمان والمكان، هو الفضاء بأبعاده الأربعة، الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها؛ الطول والعرض والارتفاع، مضاف إليها الزمن كبُعد رابع.
التقرير الذي كان سرياً جاء ضمن اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بجميع أنواع الأبحاث النفسية في ذلك الوقت، بما في ذلك نظرية وتطبيقات المشاهدة عن بُعد، والتي تحدث عندما يرى شخص ما أحداثاً حقيقية بقوة عقله فقط.
عملية البوابة تستهدف السفر عبر الزمان بواسطة المخ البشري
يُدعى هذا الإجراء باسم عملية البوابة، وهو الإجراء الذي يُدعى أنه يساعد الناس على الوصول إلى المعرفة البديهية للكون، وكذلك السفر في الوقت والتواصل مع كائنات ذات أبعاد أخرى.
تقرير ماكدونيل المكون من 28 صفحة، والذي تم رفع السرية عنه في عام 2003، يحدد ما يعتبره “الأسس العلمية” لعملية البوابة ويقدم الإرشادات والمساعدة الفنية.
مؤلف تقرير The Gateway Process هو المقدم واين إم ماكدونيل، المشار إليه ببساطة باسم واين؛ حيث لا يوجد قدر كبير من المعلومات المتاحة عن الرجل.
بدأت هذه المقاربة في الخمسينيات، مع روبرت مونرو، المدير التنفيذي للبث الإذاعي بالولايات المتحدة، الذي قال إنه قدم أدلة على أن أنماط الصوت المحددة لها تأثيرات محددة على القدرات البشرية، وتشمل هذه اليقظة والنعاس وحالات الوعي الموسعة، حسبما ورد في تقرير لموقع Vice.
في عام 1971، نشر مونرو كتاب “رحلة خارج الجسد” ، وهو كتاب يُنسب إليه الفضل في الترويج لمصطلح “تجربة الخروج من الجسد”.
وادعى المنتج الإذاعي روبرت مونرو، أن تجاربه أدت إلى تجارب خارج الجسم من خلال مزامنة نصف الكرة المخية، أو “Hemi-Sync”. وإليك كيفية عملها: عندما يستمع الشخص إلى دقات بكلتا الأذنين (يتم إنشاؤها عن طريق سماع أصوات مختلفة في كل أذن)، فإن التباين يربك الدماغ؛ مما يتسبب في تحوله عن نمط الموجة العادي والمبعثر إلى حد ما إلى نمط متماسك مشترك بين اليسار ونصفي الكرة المخية الأيمن، بعبارة أخرى، يقوم بمزامنة نصفي الكرة المخية في تيار واحد قوي من الطاقة، مثل الليزر.
محاولة لتوليد ليزر من العقل البشري
من جانبه، استخدم ماكدونيل منهجيات مختلفة لتغيير الوعي؛ بما في ذلك الارتجاع البيولوجي وهو أسلوب يستخدمه العقل والجسم للتحكم في العمليات البدنية؛ مثل أنماط التنفس ومعدل ضربات القلب واستجابات العضلات وكذلك أسلوب يدعى التأمل التجاوزي أو الوساطة التجاوزية وهو أسلوب إلى “تهدئة جسدك إلى حالة من اليقظة المريحة”، من خلال تكرار عبارات في الرأس وهذا النوع من التأمل يمكن أن يساعد الشخص على تحقيق “حالة من الوعي الصافي”.
واستخدم ماكدونيل أيضاً التنويم المغناطيسي، وأسلوب يوغا يسمى كونداليني أو يوجا الوعي له جذور هندية قديمة، والذي يهدف إلى تنشيط الطاقة الروحية؛ لشرح منهجية البوابة.
والتنويم المغناطيسي هو وسيلة لتحقيق “حالة يقظة من الإدراك، (أو الوعي)، حيث يتم فصل انتباه الشخص عن بيئته المباشرة ويتم امتصاصه من خلال التجارب الداخلية؛ مثل المشاعر والإدراك والصور”، يخلق المعالج والمريض “واقعاً منوماً” يشعر فيه ما يتم تخيله بأنه حقيقي.
التجربة تزعم أنها تنسج علاقة بين المخ والكون
يفترض أنه في ظل نظام Hemi-Sync، ينتج العقل “تياراً منظماً من الضوء”، لذلك، بمجرد أن يصبح تردد وسعة الدماغ متماسكين، يمكن حينئذٍ أن يتزامن مع مستويات الطاقة النادرة في الكون، مع سلامة هذا الاتصال، يبدأ الدماغ في تلقي الرموز وعرض ومضات مذهلة من الحدس الشامل.
وفقاً لتقرير ماكدونيل، “يعمل جسم الإنسان بأكمله كنظام اهتزازي مضبوط ينقل الطاقة في نطاق يتراوح بين 6.8 و 7.5 هرتز إلى تجويف الأيونوسفير للأرض، والذي يتردد في حد ذاته عند حوالي 7 إلى 7.5 هرتز، حسب ما ذكر موقع Popular Mechanics .
يطلق بعض العلماء على هذا الرنين الأيونوسفير “نبض قلب الأرض”، بشكل أساسي، ترتبط طاقة الدماغ/الجسم هذه بأصوات طبقة الأيونوسفير للأرض ويمكنها السفر حول الكوكب في سُبع من الثانية.
رغم بعض المآخذ على التقرير في محاولة لشرح طبيعة الكون الذي يرسل إليه الدماغ هذه الإشارات، قام ماكدونيل بوضع نظريات فيزيائية مقبولة فوق العبارات التي لا أساس لها، حسب موقع Popular Mechanics.
كتب ماكدونيل أن هذا النشاط يخلق نمط تداخل “يشكل الصورة المجسمة العالمية وهي تعكس تطور الكون في الماضي والحاضر والمستقبل.
يعمل نظام Gateway فقط عندما يكون الصوت، الذي يتم إدخاله من خلال سماعات الرأس، مصحوباً بهدوء جسدي”.
يبدو أن صورة الهولوغرام هذه تستند إلى آراء منظري الأوتار حول الكون الهولوغرافي، يستلهم منظرو الأوتار من المعادلات التي توضح أنه في حين قد تسقط الأشياء في ثقب أسود وتختفي إلى الأبد، يجب الاحتفاظ بالمعلومات حول هذه الكائنات، ويتم الاحتفاظ بها في شكل ثنائي الأبعاد في أفق الحدث.
وفي الوقت نفسه، تنص الوثيقة على أن الدماغ البشري -وهو نظام ثنائي مثل الكمبيوتر- يعرض نفسه بالمثل على شكل صورة ثلاثية. يتيح لنا تفاعل الصور المجسمة لدينا مع الهولوغرام العالمي أن نعكس أنفسنا مرة أخرى، واكتساب فهم أكثر اكتمالاً لأنفسنا.
يكتب ماكدونيل: “تتضمن حالة الخروج من الجسد إسقاط جزء كبير من نمط الطاقة التي يمثل الوعي البشري، بحيث يمكن أن يتحرك بحرية في جميع أنحاء الكرة الأرضية لأغراض الحصول على المعلومات أو في أبعاد أخرى خارج من الزمان والمكان، ربما للتفاعل مع أشكال أخرى من الوعي.
عندما يصل الوعي إلى حالة من التعقيد يمكنه من خلالها إدراك نفسه (صورة ثلاثية الأبعاد خاصة به)، فإنه يصل إلى نقطة الإدراك الذاتي”.
في هذه الأثناء، يمكن لنسبة صغيرة من الأشخاص استخدام Hemi-Sync بنجاح لتخطي حدود أجسامهم والزمكان وفحص الأبعاد والوعي الأخرى، رغم أنه، مثل التأمل، يتطلب ذلك الكثير من الممارسة.
يتعرض المشاركون في التجربة لشيء يسمى تأكيد البوابة، يجب أن يكرروا لأنفسهم أشكالاً مختلفة مثل: “أنا مجرد جسد مادي وأرغب بشدة في توسيع وعيي”.
تتم ممارسة تقنيات الاسترخاء الجسدي، بينما يتم توسيع ترددات Hemi-Sync لتشمل الضوضاء “الوردية والبيضاء”. هذا يضع الجسم في حالة نوم افتراضي، بينما يهدئ النصف المخيّ الأيسر ويزيد من انتباه النصف الأيمن من الدماغ.
يمكن للممارس أن يحقق باستمرار وعياً موسعاً كافياً لبدء التفاعل مع أبعاد تتجاوز واقعه المادي.
كيف يمكن أن يكون ذلك مفيداً؟
يحدد الفرد المشكلات الأساسية، ويملأ وعيه الموسع بها، ثم يخرجها إلى الكون. يمكن أن تشمل هذه الصعوبات الشخصية، وكذلك المشاكل التقنية، أو العملية.
سبعة أيام من التدريب أدت إلى أن ما يقرب من 5٪ من المشاركين يصلون إلى المستوى التالي، وهو المستقبل؛ أي يتحرك المخ خارج “الزمكان”، وفقاً للتقرير.
أعرب واين عن قلقه بشأن دقة المعلومات التي يتم إحضارها من حالات خارج الجسم باستخدام تقنية البوابة. وتعتبر التطبيقات العملية مصدر قلق خاص؛ بسبب احتمالية حدوث “تشويه للمعلومات”.
يرجع واين هذا إلى مشكلة التفرقة بين الكيانات المادية وأبعاد الزمان الإضافي، عندما تكون في حالة الخروج من الجسد.
لإرضاء مموليه في الاستخبارات الأمريكية، ينتهي تقرير واين بسلسلة من التوصيات إلى وكالة المخابرات المركزية، حول كيفية استغلال إمكانات البوابة لأغراض الدفاع الوطني.
أحد الأمور المثيرة للفضول في The Gateway Report هو أنه يبدو أنه ينقصه الصفحة 25، والتي يقرأ منها فقط الجزء السفلي، وورد فيه: “الفكر أو المفهوم الأبدي للذات الذي ينتج عن هذا الوعي بالذات يخدم…”، وذلك دون استكمال العبارة.
وظهرت عريضة Change.org تطلب نشر هذه الصفحة، وقالت وكالة المخابرات المركزية إنها ليست لديها.
تقول إحدى النظريات إن هذا الوغد واين إم-فريكينج-ماكدونيل ترك الصفحة عن قصد. تدعي النظرية أنه كان اختباراً حاسماً – إذا تحدى أي شخص أبعاد المكان والزمان حقاً، فسيكون قادراً بالتأكيد على تحديد الصفحة 25.
التجربة خليط من الأفكار العلمية والروحية
يتحول تقرير ماكدونيل بشكل حاد من الأفكار الروحية التي ترتدي اللغة العلمية إلى العقيدة الدينية المسيحية الصريحة، وفقاً لموقع Popular Mechanics.
يقول الموقع: “دعونا نواجه الأمر – حتى الفيزيائيون لا يعرفون ما إذا كان العديد من معادلاتهم الرياضية الأكثر احتراماً ونظرياتهم تصف بالفعل الكون الذي نعيش فيه، تماماً كما قد تكون العديد من التقاليد الروحية مخطئة في طبيعة الوعي.
ومع ذلك، يميل الفيزيائيون إلى رفض محاولات استخدام المعلومات العلمية لشرح معنى الوجود البشري. في ظل نظرية المجال الكمومي، فإن حقول الطاقة تربط كل شيء في الكون. ولكن هذا شيء آخر عندما يتم تطبيق المفهوم على فكرة تواصل البشر مع الأشياء.
نظريات العلماء هي نتيجة معادلات رياضية يمكن تكرارها، من ناحية أخرى، يمكن تزوير التجربة البشرية أو تخيلها بسهولة.
لذا فإن مشروعاً مثل Gateway الذي يجمع بين العلم وتوق الإنسان إلى المعنى بدا واعداً للغاية. ولكن، كما اتضح فيما بعد، لم تكن العملية بوابة بين العلم المادي والوعي التجريبي. كان الأمر أشبه بمحاولة كتابة دليل تقني لما لا يوصف”، حسب وصف موقع Popular Mechanics.
ولكن يبدو أن الولايات المتحدة لم تيأس من محاولة خلق علاقة بين المخ والليزر حتى ولو بطريقة أقل جموحاً وأكثر واقعية.
فهناك مشروع يهدف إلى صنع أسلحة ليزر يمكنها نقل مقتطفات واضحة من الكلام البشري عبر مسافات طويلة، كجزء من مبادرة عسكرية تسمى المديرية الأمريكية المشتركة للأسلحة غير الفتاكة (JNLWP)، حسبما ورد في تقرير لموقع Live Science الأمريكي.
فلقد أجريت اختبارات حول تقنية ثورية جديدة عبارة عن شعاع ليزر ترسل كلاماً بشرياً واضحاً عبر الهواء.
لإنجاز هذه المهمة، يستخدم السلاح مبدأ يسمى تأثير البلازما المستحث بالليزر، والذي يتضمن إطلاق ليزر قوي بشكل ما لإنشاء كرة من البلازما، ثم إطلاق ليزر ثانٍ لذبذبة البلازما، مما ينتج موجات صوتية. مع إطلاق عدد كافٍ من رشقات الليزر على الترددات الصحيحة، يمكن أن تحاكي اهتزازات البلازما الكلام البشري.
يبدو الأمر وكأنه خيال علمي، ولكن وفقاً لموقع الأخبار MilitaryTimes.com في عام 2019، قد تتوفر نسخة جاهزة للجيش الأمريكي من السلاح في أقل من خمس سنوات.
في مقطع فيديو شاركته صحيفة The Times البريطانية، تظهر نسخة مبكرة من السلاح عبارة: “توقف أو سنضطر لإطلاق النار عليك” على جدار على بُعد عدة أقدام، باستخدام الضوء الوامض فقط. ستمكّن هذه التكنولوجيا الأفراد العسكريين من استهداف أشخاص محددين برسائل أو تحذيرات مع تعريض أنفسهم للحد الأدنى من المخاطر.
وقال علماء البنتاغون لصحيفة التايمز إنهم يأملون في نهاية المطاف في تنفيذ نسخة من الليزر يمكنها إرسال رسائل واضحة على بعد مئات الأميال. يمكن لمثل هذا الليزر إسقاط الأوامر من طائرة، أو قيادة حشد بعيد، أو تفريق المتسللين أو تحذيرهم بعيداً عن المنشآت العسكرية.
وقال الباحثون إن الليزر الناطق سيكون في الأساس أداة اتصال، ومع ذلك، فإنه يمكن أن يجعل هذا السلاح مفيداً للتحكم في الحشود بشكل أكثر عدوانية.
على سبيل المثال، يقوم علماء مديرية الأسلحة غير الفتاكة JNLWP أيضاً باختبار ليزر البلازما الذي يمكن أن يحترق من خلال الملابس لتهيج جلد الإنسان، والليزر الذي يمكن أن ينبض بترددات مشابهة لقنابل الفلاش بانج اليدوية (قنبلة يدوية غير قاتلة تنتج دفقة من الضوء الساطع وصوتاً عالياً بشكل مكثف).
وفقاً لصحيفة The Times، فإن كرة الليزر البلازمية التي تولد موجات صوتية بقوة 155 ديسيبل (85 ديسيبل هي الحد الأدنى لضرر السمع)، يمكن أن تكون بمثابة سلاح صوت عالٍ وقابل لإعادة الاستخدام بلا حدود، فهي باردة ومؤلمة.
قد يمكن مخاطبة أشخاص معينين سراً بوساطة الليرز ومن على مسافة
كما يعمل الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على إصدار أكثر تركيزاً على المدنيين من الليزر الناطق. يستخدم هذا الليزر النموذجي، الذي ناقشته مجلة Optics Letters، شعاع الليزر لذبذبة جزيئات الماء في الهواء بالقرب من أذن المستمع، مما يتسبب في تصادمات جزيئية محسوبة تنتج موجات صوتية. وفقاً للباحثين، يمكن استخدام الليزر في النهاية للتواصل مع أشخاص محددين عبر غرفة مزدحمة، أو تحذير الأفراد من موقف خطير.
كما استخدم علماء الأعصاب في كلية لندن الجامعية (UCL) أشعة الليزر “لتشغيل” الخلايا العصبية في الفئران.
تشرح دراسة نُشرت في مجلة Cell، كيف استخدم الباحثون “ليزر” مزدوجاً لقراءة وكتابة نشاط “خلايا المكان”، وهي نوع من الخلايا العصبية في الفئران التي تعمل في أماكن معينة، ويُعتقد أنها تمثل خريطة معرفية للبيئة – مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ولكن داخلي، وتحتفظ بذاكرة الموقع.
وكالات
إضافة تعليق جديد