العقارب تثير الرعب بالمنازل الدمشقية القديمة والريفية

كثر خلال الفترة الأخيرة ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة وقدوم فصل الصيف، ظهور عدوة أنواع من الحشرات وخصوصاً في الطوابق الأرضية أو المنازل القديمة ومنازل المناطق الريفية التي شهدت أيضاً ظهور ملحوظ لبعض أنواع العقارب فيها، بحسب ما أكد عدد من قطنيها.

وهنا أوضح الخبير في الحياة البرية أحمد أيدك أنه في سوريا بشكل عام لا توجد دراسات حول عدد أنواع العقارب الموجودة، مرجحاً وجود 10 أنواع منها كحد أدنى، لافتاً إلى أن العقارب من مفصليات الأرجل القديمة جداً ونشاطها ليلي غالباً وتظهر صيفاً مع ارتفاع درجات الحرارة ومن الطبيعي أن تكون موجودة في المناطق السكنية فهي مستقرة في الأرض منذ مئات السنين.

وبحسب أيدك، لا توجد طريقة مكافحة للتخلص من العقارب بشكل جذري لكن يمكن أخذ بعض الاحتياطات لتجنب تكاثرها وأذيتها فالبعض منها لسعته مؤذية وتكون مميتة للأطفال، مبيناً أن استخدام المواد الكيميائية لا يعطي جدوى مهما كان نوعه في المنازل السكنية عدا عن أنه مكلف جداً ولا يقضي على العقارب لأن لديها مناعة ضد الكثير من المواد الكيميائية ولا تتأثر بها بسهولة، محذراً من خلط وكثرة استخدام هذه المواد لأنه من الممكن أن تؤثر على الإنسان والأطفال أكثر من العقارب، منوّها إلى إمكانية خلط نوعين أو أكثر من أدوية مكافحة الحشرات (ليس المواد الكيميائية) ليكون تأثيرهم طويل المدى ويتم رشهم على الأثاث والشقوق للتخلص من العقارب وتخفيف نسبتهم في المنزل.

وبين أيدك أنه يمكن للعقارب أن تبقى 6 أشهر ضمن المخبأ دون أن تخرج لتحصل على الغذاء وبالتالي استخدام تلك المواد الكيميائية لن يعطي نتيجة وهي تختبئ في الأماكن الضيقة التي من الصعب وصول المواد لها كالشقوق الصغيرة وتحت أثاث المنازل وداخل الملابس وفي حديقة المنزل.

طرق الوقاية:

أما عن طرق الوقاية أشار أيدك إلى أنه يفضل في المنازل التي يشاهد بها عقارب أن تتم إزالة بقايا الخشب الموجود أو القماش و”الكراكيب” وسد الشقوق والفجوات الموجودة في الأرض أو الحائط لضمان عدم وجود أماكن من الممكن أن يختبئ بها العقرب، كما يمكن وضع الخيش المبلل بالمياه في الأماكن التي يتوقع أن يتواجد بها عقرب فيخرج منها ويختبأ أسفل تلك الأقمشة من أجل الرطوبة لأنه يتوقع وجود فرائس بهذه المنطقة وبذلك يمكن عند خروجه من مخبئه القضاء عليه.

ولفت إلى أن وجود قطط في المنازل وتدريبها على مسك العقارب له دور بالعثور عليها وتعد طريقة فعالة، كما من ضمن طرق المكافحة المثلى، وضع زيت محرك محترق ضمن الشقوق والحفر الموجودة في المنزل فهو يؤثر على العقرب ويؤدي لموته أو خروجه من مخبئه وهي من الطرق المتبعة بشكل كبير.

الشؤون الصحية على استعداد للقضاء على العقارب:

وبهذا السياق أوضح مدير الشؤون الصحية في دمشق د. قحطان إبراهيم أنه في حال ورود أي شكوى تفيد برؤية عقرب أو أفعى ضمن المنزل، يتم التوجه إليه على الفور لمعالجة المشكلة.

وتطرق بحديثه إلى وجود خطة عمل تتبعها المحافظة لمكافحة الحشرات (كالذباب والبرغش) حيث يتم رش المبيدات الحشرية مرتين في اليوم، الرش الرذاذي مساء والرش الضبابي صباحاً.

من جانبه، بين عضو المكتب التنفيذي للقطاع الصحي في ريف دمشق خليل داوود أن محافظة الريف أيضاً ترش المبيدات الحشرية بنوعيها الضبابي والرذاذي خصوصاً في فصل الصيف حيث تم توزيع الكميات اللازمة من المبيدات لجميع الوحدات الإدارية مع مراعاة الكثافة السكانية في المناطق، لافتاً إلى أن خروج العقارب بريف دمشق أمر وارد بسبب الأراضي الزراعية مؤكداً أنه يتم التعامل مع أي شكوى واردة.

الجدير ذكره أن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، د.قحطان إبراهيم دعا خلال حديثه جميع الأهالي إلى التعاون وعدم رمي مخلفات الأوساخ ووضعها ضمن أكياس محكمة الإغلاق في مكانها المخصص؛ لأنها إذا وجدت متناثرة ستكون سبباً في انتشار الحشرات والأمراض والأوبئة.

وكانت مديرية الشؤون الصحية بدأت مع حلول فصل الربيع برش المبيدات الحشرية في مناطق دمشق على فترتين خلال اليوم الواحد حيث أن الرش يتم صباحاً بمبيد سام يقتل الحشرات الصغيرة والبيوض التي لم تفقس بعد، أما مساء سيكون الرش ضبابي ومواد المبيدات القاتلة للحشرات فقط.

يذكر أن معهد بحوث الصناعات الصيدلانية والكيميائية في مركز الدراسات والبحوث العلمية في منطقة برزة، عاد للعمل وإنتاج كميات من الأمصال المضادة للدغات منذ عام 2019، والذي يعتبر الوحيد في البلاد المتخصص بإنتاج الأمصال الخاصة بلدغات العقارب والأفاعي.

اثر برس