شابة تقتحم مهنة الحلاقة الرجالية في سوريا
حسمت الشابة “مروة أبو حسون”، أمرها وقررت اتباع دورة بالحلاقة الرجالية العام الفائت. لتنجح بها وتعود للعمل بهذه المهنية في مدينتها “السويداء”. لتكون بذلك حالة نادرة على مستوى سوريا ككل في ظل احتكار الرجال لهذه المهنة.
بدأت “أبو حسون” بمتابعة فيديوهات عن الحلاقة الرجالية لغاية التعلم، كما تقول مضيفةً أنها كانت الشابة الوحيدة في الدورة التي اتبعتها بدمشق مع 18 شاباً.
ابنة الثلاثين عاماً حصلت على الشهادة الثانوية عام 2011 وبسبب ظروف الحرب. لم تمتلك فرصة الالتحاق بالجامعة، فتزوجت وأنجبت طفلين، واتجهت بعد الانفصال إلى دمشق للعمل بأحد الفنادق. تضيف: «لكن رغبتي بامتلاك حرفة دفعتني للبحث عن ما يناسبني، واخترت الحلاقة الرجالية كوني مهتمة بها. لذلك تابعتها على اليوتيوب ودرست ما طرأ عليها من تطورات والمهارات الفنية للقصات الرجالية ولم أبح برغبتي إلا لعدد قليل من الأصدقاء الذين ساعدوني للتدرب على يد مختصين».
وحيدة بين 18 شاباً
كانت “مروة” الشابة الوحيدة بين 18 شاباً خضعوا للدورة، إلا أن ذلك لم يضعف من عزيمتها لتتعلم وتنجز في شهر واحد ما احتاج غيرها 3 أشهر لإنجازه والنجاح به والحصول على الشهادة.
وتضيف أن وجودها بالدورة التدريبية أثار استغراب الشباب المسجلين بها، لكن بالمقابل فإن إدارة المعهد كانت متحمسة جداً ومهتمة بالتجربة. حيث إن المرأة قادرة على ممارسة هذه المهنة والمساعدة بالخروج من الفكرة النمطية السائدة كون الحلاقة الرجالية حكر على الرجال. في الوقت الذي نجحت النساء بالقيام بها في دول عديدة.
لم تخبر “مروة” أهلها في البداية، إلا أنها أَطلعتهم على فكرتها بعد حصولها على الشهادة، وكان الأمر بمثابة مفاجأة لهم مضيفةً أنهم لم يقفوا بوجه تحقيق رغبتها لكون المهنة جيدة.
وتابعت: «توقعت ردود فعل مختلفة لكن أهلي تفهموا رغبتي بوعي واحترام كبير لمشروعي وما خططت القيام به في السويداء. وليس في دمشق ورغبت بالانطلاق من هنا بين أهلي وتشجيع شابات مثلي لاختبار مهن جديدة فالعصر تغير والخضوع للصورة النمطية. سيفقدنا فرصة المشاركة والعمل الذي نحن اليوم كشابات بأمسِّ الحاجة له».
كأيّة امرأة عاملة أخرى، توازن “مروة” بين عملها ورعاية أطفالها، حيث يبدأ عملها في صالون الحلاقة عند الـ10 صباحاً ويستمر حتى الـ4 عصراً. وباتت اليوم تمتلك عدداً من الزبائن.
لا يخلو من العقبات
ومثل أي عمل آخر، تواجه “مروة” بعض المنغصات، مثل إحباط عزيمتها حين يخبرها أحدهم أنه بمقارنة الرجل والمرأة فإن الرجل أقدر على هذه المهنة. إضافة إلى وجود عدد قليل من النساء اللواتي لا يقبلنَ أن يذهب أزواجهنّ إلى حلاقة امرأة. وترى الشابة الثلاثينية أن تلك الأفكار قديمة ولا يمكن تعميمها. وتضيف: «بالمقابل كثير من الصديقات أخبرن أزواجهن عن عملي وزاروا الصالون وأبدوا إعجابهم بالعمل. بطريقة راقية ورافقنَ أطفالهن للحصول على تسريحة جميلة مثل هذه المواقف محفزة ومشجعة للاستمرار وإتقان مهارات أفضل».مشيرةً لتلقيها دعماً كبيراً من النساء.
الشابة التي تستثمر كرسي في صالون بمدينة السويداء تثق بمهارتها وتحلم أن يكون لها صالونها الخاص بالإضافة إلى قيامها بتدريب شابات على المهنة. التي عشقتها كونها مهنة متجددة وحيوية تحتاج للذوق والتعامل الراقي الذي يقودها للنجاح الذي تحلم به.
“مجد عبدالله عبود” صاحب الصالون رحّب بشراكة مروة لاحترامه لمهارتها والحرفية العالية التي تظهرها ومن وجهة نظره فإن دخول النساء مجال القصات الرجالية. سيفتح الباب واسعاً أمام مهن أخرى ويقول : «مروة نشيطة وملتزمة بعملها تتعامل بمهنية عالية واحترام كبير للمهنة. وهي السيدة الأولى التي تمارس الحلاقة في حين كانت النساء تعمل بالصالونات ككاشير أو غسيل وقد نجد في المرحلة القادمة صالونات للحلاقة الرجالية تعمل فيها نساء فقط».
يذكر أن هناك الكثير من الرجال المشهورين الذين يعملون بمجال الحلاقة النسائية، وبالمقابل سيكون من الطبيعي أن تدخل النساء سوق عمل الحلاقة الرجالية دون وجود أي عوائق تتعلق بنوع الجنس، طالما أنها قادرة على إنجاز مهامها وناجحة بها.
سناك سوري
إضافة تعليق جديد