هل يمكن حدوث زلزال قوي مرة ثانية حالياً ؟
حرك الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا أمس في الأذهان أبرز الأسئلة حوله، وخصوصاً كيفية التنبؤ بتوقيت حدوث الزلازل أو شدتها، وهل يمكن حدوث زلزال قوي مرة ثانية حالياً والاحتياطيات المستقبلية.
وفيما يلي أبرز الأسئلة حول الزلازل، وإجاباتها من الجيولوجي سمير الأسد رئيس الجمعية الجيولوجية السورية:
ماذا حصل ؟..
انطلاقاً من فرضية وجود عدة صفائح تكتونية “متحركة لسطح الأرض”، ومنها الصفيحة العربية التي تنفصل عن الصفيحة الأفريقية بفالق البحر الأحمر الذي يؤدي إلى تباعد ضفتيه بمقدار 2 سم سنوياً انتقالاً إلى البحر الميت ثم سرغايا وبعلبك بلبنان ثم سهل الغاب، وصولاً إلى منطقة كلس شمال غرب سورية وجبال طوروس, أدى تحرك الصفيحة العربية نحو الشمال والشرق إلى تصادمها مع صفيحة الأناضول، الأمر الذي سبب تحرير قوة كامنة على شكل هزة أرضية على شكل زلزال قوي ومدمر بشدة 8ر7 درجات على مقياس ريختر.
يحد الصفيحة العربية من الشرق صفيحة زاغروس الإيرانية, ومن المتوقع أن تتجمع الطاقة الكامنة على هذه الحدود في المستقبل، ومن الممكن أن تنقل عبر فوالق السلسلة التدمرية لتشكل هزات أرضية يصعب التنبؤ بتوقيت حدوثها أو شدتها.
تاريخياً آخر زلزال حصل عام 1759 ودمر جزءاً كبيراً من مدينة دمشق.
تبين الزلازل التاريخية بأنه بين كل 250 و300 سنة يحدث زلزال كبير على خط الانهدام السوري الأفريقي الكبير، ولكن ذلك ليس مؤكداً.
هل يمكن حدوث زلزال قوي مرة ثانية حالياً ؟
لا… لأن الطاقة الكامنة قد تم تفريغها بشكل كبير ولا يمكن حدوث زلزال رئيسي آخر حالياً، وما يحدث هو هزات ارتدادية فقط.
هل يمكن حدوث هزات ارتدادية ؟
نعم، ستحدث عدة هزات ارتدادية كثيرة تستمر من عدة ساعات إلى عدة أيام إلى أن تتلاشى القوة الكامنة.
هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل؟
مع الأسف لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل بشكل دقيق وبكل دول العالم, وإنما يتم رصد حدوث الزلازل عبر المركز الوطني للرصد الزلزالي لوضع قاعدة بيانات معرفية لتحليلها مستقبلاً.
هل يمكن حدوث تسونامي بحري حالياً؟
لا… لا يمكن حدوث تسونامي من الزلزال الحالي، لأن مركزه على اليابسة وليس بحرياً.
وعندما يحدث زلزال في البحر يمكن حدوث تسونامي.
لا داعي للقلق لأن الهزات الارتدادية ستضعف شدتها بشكل تدريجي.
الاحتياطيات المستقبلية:
يجب وضع كودات هندسية للأبنية مقاومة للزلازل فلو كانت الأبنية البعيدة عن بؤرة الزلزال مبنية وفق الكودات الهندسية لما تأثرت بهذا الزلزال، وخاصة أن مركزه وسط تركيا، وهو المكان الذي من المتوقع حدوث هزات كبيرة فيه بالمستقبل.
وبمقارنة الخسائر في موقع بؤرة الزلزال في تركيا مع الخسائر في سورية والتي تبعد مسافة كبيرة عنها، نجد أن خسائرنا أكبر نتيجة عدم وجود اشتراطات للأبنية، وهو ما يجب التخطيط له مستقبلاً حتى لا نقع في هذه الكارثة الطبيعية.
إضافة تعليق جديد