انسحاب القوات الروسية من خيرسون.. "تكتيك أم أزمة"
أثار إعلان روسيا سحب جنودها من مدينة خيرسون الاستراتيجية حالة من الجدل، بين من اعتبره "انتكاسة كبرى" للقوات الروسية في أوكرانيا، وبين من شكك في القرار، بأنه نوع من إعادة التموضع لأهداف مخفية.
أصحاب الرأي الأول، يرون أن الحرب الأوكرانية استهلكت القوات الروسية بشكل واضح، لذلك كان قرار الانسحاب في سبيل إنقاذ أرواح الجنود والحفاظ على القدرة القتالية للوحدات العاملة على الأرض.
فالانسحاب من خيرسون يعد أكبر عملية انسحاب تنفذها القوات الروسية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وأتى بعد هجوم أوكراني مضاد بدأ منذ حوالي الشهر، مدعوماً بأسلحة أمريكية، كان لها الأثر الواضح في تقدم قوات كييف.
في المقابل، يذهب رأي على تفسير الانسحاب الروسي بأنه استراتيجية جديدة للانقضاض على المدينة مرة أخرى، خصوصاً أن قرار الانسحاب من القائد الجديد للقوات الروسية الجنرال سيرجي سوروفكين، الذي عمل سابقاً بنفس المبدأ في الحرب السورية.
والمفاجئ أن الجانب الأوكراني، هو من المشككين بالقرار الروسي، حيث خالف عادته بالاحتفاء بكل تراجع روسي، اوعتبر ما يجري مجرد مراوغة من روسيا، يجب الحذر منها.
مستشار الرئيس الرئيس الأوكراني اعتبر تصريحات موسكو حول الانسحاب من خيرسون "مسرحية" ، قائلاً خلال لقاء "أن لا معنى للانسحاب الروسي قبل أن يرفرف العلم الأوكراني فوق خيرسون".
في اتجاه مخالف للرأيين السابقين، يرى مراقبون أن الانسحاب الروسي من خيرسون له علاقة بالاتصالات الروسية - الأمريكية، معتمدين على تقارير، تؤكد وجود محاولات جادة لاستئناف المفاوضات مرة أخرى بين أوكرانيا وروسيا.
وخلال الأسبوع الأخير، انتشرت تقارير غربية عن دفع واشنطن وحلفائها أوكرانيا نحو الحوار مع روسيا، وهو ما ورد في تقرير لـ "واشنطن بوست"، يتحدث عن حث إدارة بايدن سراً الرئيس الأوكراني لمفاوضة روسيا، والتخلي عن الشروط التعجيزية لبدء الحوار.
إضافة تعليق جديد