تقرير: الصين ستكون أقوى في عام 2035

23-08-2022

تقرير: الصين ستكون أقوى في عام 2035

قالت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية إن الصين لم تصل حتى الآن إلى ذروة قوتها، على عكس التحليلات التي تشير أن بكين ستشهد قريباً تراجعاً في نفوذها وقوتها العسكرية والاقتصادية.

وأضافت، في تقرير نشرته الإثنين 22/8/2022: ”تراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لأدنى مستوى لها منذ نصف قرن، وهناك سيناريو مخيف بدأ في السيطرة على بعض المحللين وصناع السياسة الأمريكيين“.

الهدف تايوان


ومضت تقول: ”يقوم هذا السيناريو على أن فرصة الصين لضم تايوان، وهو ما يعتبر أحد أبرز أهداف السياسة الخارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ، تقترب سريعاً، وهناك ضغوط على بكين كي تتحرك سريعاً وبشكل حاسم بينما لا تزال الفرصة في يديها“.

وتابعت ”فورين أفيرز“: ”يقوم هذا السيناريو على أن صعود الصين يقترب من نهايته، هناك تراجع ديموغرافي غير مسبوق، عبء ديون ثقيل، تفاوت في الابتكار، ومشكلات اقتصادية أخرى خطيرة أدت إلى تباطؤ النمو في الصين، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا التباطؤ، وهو ما يجعل بكين دون قوة عسكرية أو نفوذ سياسي لتحدي الولايات المتحدة“.

وأشارت المجلة أن بكين تدرك هذه الصعوبات، وأن هذا يمكن أن يدفعها للتحرك سريعاً قبل فوات الأوان، وبحسب ما قاله الباحثان مايكل بيكلي وهال براندز، فإن الصين ترغب في إعادة رسم خريطة العالم، إما أن يكون الآن أو لن يتحقق أبداً.

ورأت ”فورين أفيرز“ أن هذا التحليل ”مضلل“، قائلة: ”من الحقيقي أن الصعود الاقتصادي الصيني تباطأ، وأن هذا سيكون بمثابة عائق أمام الطموحات السياسية والعسكرية لبكين، ولكن السقوط الحاد ليس متوقعاً، ومن المنتظر أن يكون أي هبوط للذروة الاقتصادية الصينية تدريجياً، ومن المتوقع أن تخف حدته من خلال الإنفاق الكبير على البحث، والتنمية، والذي يهدف إلى تعويض التراجع الديموغرافي والصعوبات ذات الصلة بالديون“.

وكتبت المجلة: ”مسارات الإنفاق الحالية على الصعيد العسكري، والدخل الحالي للدولة، تشير أن الصين سيكون لديها موارد أكبر للمنافسة مع الولايات المتحدة عسكرياً خلال السنوات العشر المقبلة، وبشكل أكبر مما كانت عليه خلال السنوات العشرين الماضية“.

وتابعت: ”نتيجة لذلك، ستصبح الصين أكثر، وليس أقل، قدرة على إبراز قوتها، بينما ستواجه الولايات المتحدة صعوبة في مواجهة التحديات العسكرية الصينية في آسيا“.

التراجع الديموغرافي

وقالت المجلة: ”التراجع الديموغرافي سيؤدي لتراجع الصين على الصعيد الاقتصادي في نهاية المطاف، ولكن من المرجح أن تكون هذه العملية تدريجية وليست مفاجئة، ويظل توقيتها غير مؤكد، من المحتمل أن تتقلص القوة العاملة في الصين وستستمر في الانكماش إلى أجل غير مسمى مع تراجع عدد السكان“.

وأشارت ”فورين أفيرز“ أنه في عام 2021، انخفضت معدلات المواليد في الصين إلى مستوى قياسي، وسينخفض عدد سكان الصين بسرعة أكبر في وقت لاحق من هذا القرن، حيث سينخفض بأكثر من 200 مليون شخص بحلول عام 2060، وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة، وهو ما يجعل النمو الاقتصادي مستحيلاً.

ولكن حتى في ظل هذا التراجع الديموغرافي، فإن الصين ستكون وفق أسوأ السيناريوهات ضمن أكبر 3 أنظمة اقتصادية في العالم، ومن المتوقع حتى في هذه الظروف أن تكون الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

مشكلة الدين

وأضافت المجلة: ”أحد المشكلات التي تعاني منها الصين هي الدين، ولكن هذه الأزمة متكررة وليست حادة، بنهاية عام 2019 كان مستوى الدين 263% من إجمالي الناتج المحلي، وهو معدل أعلى قليلاً من الولايات المتحدة 255%“.

ورأت ”فورين أفيرز“ أن الصين نجحت في إدارة أزمة كوفيد 19 بحكمة، لكن ديونها قد تتضخم بشكل أكبر مع تقدم سكانها في العمر وتوفير الرعاية لعدد أكبر من المتقاعدين، ومع ذلك، فإن عبء دين الصين سيقوض النمو تدريجياً، ولكنه لن يتسبب في هبوط حاد.

وتابعت المجلة: ”هناك عنصر آخر سوف يشكّل المسار الاقتصادي للصين، وهو الابتكار.. سياسة الحزب الشيوعي الصيني القائمة على السيطرة ستحدّ من وتيرة الابتكار، وتقليص دور الشركات التقنية الخاصة وتقوض المنافسة، ولكن يمكن لبكين أن تنفق بشكل كبير على التقنيات الجديدة، والتي ستمنحها دفعة اقتصادية معتدلة ودائمة“.

تطور عسكري كبير

وأشارت ”فورين أفيرز“ إلى التطورات المتوقعة في القدرات العسكرية الصينية خلال السنوات المقبلة، حيث سيكون لديها خلال العشر أعوام المقبلة 4 حاملات طائرات، وشبكة وبنية تحتية فضائية تعزز الاتصال وبالتالي تدعم قوة الفتك لدى قواتها، إضافة إلى الأسلحة الأرضية والفضائية القادرة على تهديد الكوكبة الفضائية العسكرية والمدنية الأمريكية، والقوة الجوية التي يمكنها تحدي التفوق الجوي الأمريكي في آسيا.

وسوف يكون لدى الصين المزيد من البارجات البحرية المقاتلة، وترسانة نووية أكبر، وقدرات أكبر في المراقبة، وتهديد أوسع لأهداف في العالم، بفضل التطور الصيني فائق السرعة.

وخلصت المجلة إلى أنه في ظل الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الجيش الصيني، فإنه يمكن أن يتحرك سريعاً للسيطرة على تايوان، ليس لأنه لن تكون أمامه فرصة أخرى مستقبلاً، ولكن لأن المستقبل دائماً ما يكون غير واضح.

وختمت ”فورين أفيرز“ تقريرها قائلة: ”إذا كان هذا هو فكر الرئيس الصيني شي جين بينغ، فإنه سيكون صحيحاً، وحتى مع ركود النمو خلال العقد المقبل، فمن المرجح أن تظل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد تستغرق أي إجراءات تقشفية يتم وضعها بعد ذلك سنوات عديدة لتصل إلى الجيش، وهناك شيء واحد مؤكد: ستكون الصين في عام 2035 أكثر قدرة عسكرياً مما هي عليه اليوم“.

 

 

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...