حرب جديدة بين أوروبا وروسيا
كشفت وسائل إعلام روسية، عن “ذريعة حرب” أوروبية جديدة، بعد فرض حصار على مدينة روسية هي الوحيدة التي لا ترتبط بروسيا بممرات برّية، وتقع بقلب أوروبا، ونقلت المصادر عن مسؤولين روس تهديدهم لليتوانيا بعد إيقافها الإمدادات عن المدينة، معتبرين أنه “انتهاك للاتفاقيات”.
“أندريه كليموف”، عضو مجلس الاتحاد الروسي،قال إن «ليتوانيا “أطاحت بالمقعد” الذي تجلس عليه كدولة في الاتحاد الأوروبي بحصارها المفروض على كالينينغراد، وانتهاكها للاتفاقية».
وجاء ذلك بعد حديث حاكم منطقة كالينينغراد الروسية، أنطون أليخانوف، حيث حذّر من أن قرار ليتوانيا فرض حصار على المنطقة «لن يمر دون عواقب، وأن هذه الإجراءات غير قانونية وقد تكون لها عواقب بعيدة المدى على ليتوانيا والاتحاد الأوروبي».
وكانت روسيا وليتوانيا اتفقتا عند انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، بتوفير منطقة عبور لروسيا لتزويد كالينينغراد بالإمدادات، إلا أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا غيّرت الموازين بالقارة الأوربية.
وذكر حاكم المدينة الروسية أنه تم تقديم “3 مقترحات جدية”، بشأن تدابير الاستجابة لقرار ليتوانيا بتقييد العبور، وهي، وفقاً لأليخانوف، «قد تؤثر، من بين أمور أخرى، على مجمع النقل لدول البلطيق».
بدوره، كتب المبعوث الخاص السابق للرئيس الروسي لمنطقة كالينينغراد، ورئيس مؤسسة “روس كوسموس”، دميتري روغوزين، في قناته على تطبيق “تلغرام”، أنه «إذا دمرت بروكسل وفيلنيوس بشكل مبدئي وغادرتا حزمة الاتفاقيات التي وقعاها بشأن العبور إلى منطقة كالينينغراد، والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 يوليو عام 2003، فيجب على الاتحاد الأوروبي أن يفهم عواقب قرارهما الانتحاري على شرعية حدودهما الشرقية».
بينما نقلت صحيفة “أوكرانيا رو” الموالية لروسيا عن الدبلوماسي الأوكراني السابق روستيسلاف إيشينكو، قوله إن «قرار السلطات الليتوانية أتى بمثابة ذريعة لبدء الحرب من قبل روسيا لأن السلطات الليتوانية انتهكت حق موسكو للوصول إلى أراضيها».
وحملت المدينة والمقاطعة الروسية اسم كالينينغراد منذ عام 1946 تخليداً لاسم القائد البلشفي ورجل الدولة السوفييتي ميخائيل كالينين. وقبلها كانت تحمل منذ تأسيسها كجزء من روسيا في عام 1255 اسم كونيسبورغ وتعني بالألمانية جبل الملك.
وكانت المدينة مسرحاً لحروب طويلة للاستيلاء عليها لموقعها الاستراتيجي، وفي عام 1758 سيطرت عليها الإمبراطورية الروسية أثناء حرب السنوات السبع بين عامي “1756-1763″، التي قادتها الامبراطورة إليزابيتا بيتروفنا الابنة الصغرى للإمبراطور بطرس الأكبر.
ولاحقاً احتلتها الإمبراطورية البولندية الليتوانية قبل أن تعود لسيطرة الألمان حتى عام 1945، إلى حين دخلها الجيش السوفييتي وطرد قرابة 350 ألف ألماني منها، وباتت جزءاً من الاتحاد السوفييتي نتيجة مؤتمر بوتسدام الألماني 1945.
وبعد انضمام بولندا وبلدان البلطيق إلى الاتحاد الأوروبي في 2004 برزت مشكلة تنقّل المواطنين الروس ونقل البضائع من وإلى كالينينغراد نظراً لموقعها الجغرافي البعيد عن روسيا، وتم التوصل إلى صيغة لترانزيت الأفراد والبضائع لسكان المنطقة وفق إجراءات توافقت عليها روسيا والدولتين والاتحاد الأوروبي.
إضافة تعليق جديد