النساء يسيطرن على مهنة التسول 

بيَّن مواطنون بحماة أن ظاهرة التسول بالمدينة لم تعد تطاق، ففي كل شارع من شوارعها الرئيسية هناك متسولات، وفي كل سوق من أسواقها تجد العديد منهن، وحتى أمام الدوائر والجوامع، تراهن يلحقن بالمواطنين ويستجدين المال للحصول عليه بأي طريقة كانت.

وأوضح المواطنون أن معظم المتسولات يستخدمن أطفالاً رُضَّعاً في التسول لاستدرار العطف والشفقة وتحصيل أكبر مبلغ ممكن.

ولفت مواطنون آخرون إلى أن انتشار ظاهرة التسول تقتصر على الإناث، فوجود المتسولين الذكور قليل جداً، وهي منتشرة بكل الشهور والأيام، ولكنها تكثر في رمضان.

كما أشار المواطنون إلى ابتكار المتسولات أساليب عديدة للتسول، كاستخدام تقارير طبية ممهورة بأختام وتواقيع، تؤكد حاجة أبنائهن لعمليات جراحية باهظة التكاليف، أو وصفات طبية لا يستطعن شراء الأدوية المدونة فيها كونها غالية الثمن.

وبعضهن يحملن لافتات ورقية يشرحن فيها وضعهن العائلي وظروفهن المعيشية القاسية، نتيجة استئجار منزل بحماة بأجرة مرتفعة.

وذكر عدد من أصحاب المحال في ساحة العاصي وطريق حلب لـ«الوطن» أن المتسولات اللواتي يرونهنَّ كل يوم في مناطقهم، هن قديمات بالمهنة، وكل صباح يحضرن من الأرياف بسرافيس، ويتوزعن بالأماكن التي يعرفنها جيداً بحكم العمل الطويل فيها. وبعضهن يحضرن بسيارات أجرة «تكاسي »، ويغادرن بها مساء أيضاً.

والأمر ذاته أكده عدد من أصحاب المحال في سوقي الطويل وابن رشد، فوجوه المتسولات هي ذاتها منذ سنوات، ويحضرن منذ ساعات الصباح الأولى ويختفين قبل مغيب الشمس.

وبين عدد من الباعة في سوق 8 آذار الشعبي، أن بعض المتسولات يستبدلن في آخر النهار منهم قطعاً نقدية من فئة الـ2000 و5000 ليرة، بـ«غلتهن» التي غالباً ما تكون من فئة الـ200 و500 ليرة. وذكر بائع أن غلة بعض المتسولات باليوم مابين 30 إلى 50 ألف ليرة!.

وبيَّن مدير الشؤون الاجتماعية بحماة كامل رمضان ، أن ظاهرة التسول المنتشرة بحماة هي ضمن الحدود الطبيعية.

وأوضح أن معظم المتسولات من الأرياف، وبالتأكيد هناك من يشغلهن، «ولكن لم نستطع مسك طرف الخيط».

ولفت إلى أن الضابطة العدلية المكلفة مكافحة التسول جالت خلال هذا الشهر بالأسواق، ونظمت 5 ضبوط، وأحالتها لقسم الشرطة المختص، وللقضاء أيضاً.
وأشار إلى أن ذلك غير مجد، فبعد 48 ساعة يُطلق سراح المتسول أو المتسولة، وغالباً لا يحمل أي منهما بطاقة شخصية.

وطالب بأن تكون عقوبة التسول أشد لتكون رادعة.

الوطن