حقيقة المجوس
د.سامح عسكر:
المجوس طائفة دينية اسمها الحقيقي (الزرادشتية) ويبلغ عددهم مليون نسمة تقريبا حول العالم ،يعيش معظمهم في الهند وإيران موطنهم القديم.
طائفة متسامحة ..لا يوجد لديهم غزو ولا تكفير ولا حزام ناسف.. يفرغون أنفسهم لعبادة ربهم (آهورا مازدا) وهو الله عندنا في الإسلام.. يصارع دائما إله الشر (أهريمان) أو الشيطان أبو فيس كما كان يطلق عليه الفراعنة القدماء..
أصل كلمة (مجوس) يونانية وتعني السحرة.. ومن أطلقها عليهم جنود الاسكندر الأكبر في صراعهم مع الفرس في القرن الرابع قبل الميلاد.. . والسبب إن كهنة زرادشت كانوا في أغلبهم يعملون بالسحر والتنجيم..
قصص وأساطير إسلامية كثيرة أصلها زرادشتية كالمعراج شاعت في العصر العباسي وانتقلت لكتب أهل الحديث.. بل يوجد محدث فارسي مشهور هو أبو داوود الطيالسي عاش قبل البخاري يبدو أنه لا يعلم شئ عن صعود النبي إلى السماء.
اللفظ له مدلول سئ في الذهنية العربية ومنه وضعوا حديث قديم شبهوا فيه المعتزلة والأحناف بالمجوس في حديث (القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة) والسبب إن الزرادشتيين كانوا يقولون بحرية الاختيار وإن القدر هو قانون الكون للإنسان حرية التعامل معه.. وهذي نفس عقائد المعتزلة والأحناف الأوائل..
من بالغ في ذم المجوس هم الجبرية من أهل الحديث.. إنما القرآن ذكرهم طائفة عادية مع كل الأديان يمكن لأصحابها النجاه إذا عملوا صالحا.. وهذا يعني بنص القرآن إن المجوسي اللي بتشتمه ممكن يدخل الجنة.. وحضرتك يامسلم تدخل النار إذا لم تعمل صالحا...
فكرة ذم الطوائف لمجرد الانتماء لها غير سليم يؤدي إلى التعصب وضياع البوصلة.. المسلم خصيصا مطلوب منه إعادة تعريف مفهومه عن الدين وأركانه وتعاليمه من جديد.. فالنسخة الحالية من الإسلام لا تصلح لبناء حضارة أو مجتمع مستنير ومتسامح.. بل أصبح المسلم شئ أشبه بقنبلة موقوتة إذا لم تنفجر الآن فغدا...المهم سينفجر حتما إذا لم يعيد النظر.
إضافة تعليق جديد