الدردري :أرقامنا حقيقية وتدعونا إلى عدم الاسترخاء
تحت شعار (الصناعة سورية منافسة في الاسواق العالمية) اطلق رسميا امس برنامج التحديث والتطوير الصناعي في سورية الذي تموله المنظمة العالمية للامم المتحدة اليونيدو لمحة عن المشروع
يهدف البرنامج الى تطوير تنافسية القطاع الخاص الصناعي مع التركيز على سلسلة القيمة المضافة لقطاع النسيج والملابس لكي يستفيد الاخير من الفرص الناشئة في الاسواق الاقليمية والعالمية على حد سواء ويزود البرنامج وزارة الصناعة والقطاع الخاص بالمساعدة الفنية اللازمة في انشاء برنامج التطوير والتحديث الوطني الرامي الى رفع القدرة التنافسية والانتاجية للقطاع الصناعي بشكل عام.
وسيقوم بصياغة برنامج وطني للتطوير الصناعي بالاضافة الى وضع خطة للتمويل بحيث يصبح بامكان الشركات المحلية اجراء تشخيص مفصل وتنفيذ خطط التطوير. كما يهدف البرنامج الى تحديث وتطوير 40 شركة في القطاع النسيجي على اساس تجريبي. وتبلغ قيمة تمويل المشروع 2,2 مليون يورو.
رأى شيخ تيديان ساخو ممثل اليونيدو ورئيس المكتب الاقليمي ان اليونيدو تولي اهتمامها بتقوية القدرات الانتاجية على مستوى المؤسسات اضافة الى تطوير القدرات المحلية الضرورية لتنفيذ عملية التحديث والتطوير على نطاق اوسع ما يجعل المؤسسات السورية قادرة على انتهاز الفرص المتاحة لها في الاسواق المحلية والدولية.
وقال: كخطوة اولى نحو تطبيق البرنامج تم تشكيل لجنة توجيهية يرأسها وزير الصناعة وممثلون عن الحكومة الايطالية وغرفتا صناعة دمشق وحلب واليونيدو وستعمل اللجنة على تنظيم استراتيجيات ونشاطات البرنامج وتنسيقها ومتابعتها.
اشار فؤاد الجوني وزير الصناعة في السياق ذاته الى ان برنامج التحديث والتطوير الصناعي ينطلق من تحليل للتحديات التي تواجه الصناعة السورية والناشئة عن العولمة وتحرير التجارة الدولية والتطورات التكنولوجية السريعة في العالم المتقدم صناعيا اضافة الى الضغوط التنافسية المتزايدة في الاسواق العالمية مبينا ان الدراسة التحليلية التي تم الاعتماد عليها في وضع وثيقة هذا البرنامج اوضحت انه وعلى الرغم من مساهمة الصناعة الهامة في عملية التنمية الاقتصادية الا انها لا تزال تعاني من نقاط ضعف بنيوية عديدة ومواطن خلل تنظيمية ناجمة عن تمتع الصناعة السورية بالحماية لفترة العقود الثلاثة المنصرمة, وقال: نتيجة لذلك سوف يتجه برنامج التحديث والتطوير الصناعي الى تحسين الموقع التنافسي للقطاع الصناعي والخدمات المرتبطة به لمواجهة تلك التحديات وتنمية قدرة الشركات الصناعية على تحقيق نمو مستدام في قدراتها التنافسية عبر تطوير المهارات التنظيمية والادارية والاساليب الانتاجية والتسويقية وتنمية طاقات الابداع والابتكار والتجديد.
أكد المهندس عماد غريواتي رئيس اتحاد غرف الصناعة أن سورية تم تصنيفها وفقاً للدراسة التي أعدتها اليونيدو عن الأداء الصناعي التنافسي في المرتبة 75 من مجموعة 88 دولة وضمن تفاصيل المؤشرات أن سورية تحتل المرتبة 56 من مجموعة 88 دولة لجهة نصيب الفرد من القيمة المضافة المحققة من الصناعات التحويلية. والمرتبة 69 لجهة نصيب الفرد من إجمالي صادرات الصناعة التحويلية والمرتبة 87 لجهة استخدام التقنيات العالية في القيمة المضافة المحققة من الصناعات التحويلية والمرتبة 80 لجهة صادرات المنتجات الصناعية التحويلية متوسطة وعالية التقانة.
ورأى غريواتي أنه من الضروري اتخاذ السبل السليمة لإعادة الصناعة السورية إلى مكانتها الطبيعية بين أقرانها وكشف رئيس اتحاد غرف الصناعة وبالأرقام بعض المؤشرات للقطاع الصناعي والتي تخالف واقع المؤشرات الرسمية, فأوضح أن قيمة الصادرات السورية من المنتجات الصناعية غير التحويلية في عام 2006 بلغت 6 مليارات دولار منها 3.3 مليارات للقطاع النسيجي. وعدد العاملين في الصناعات التحويلية بلغ 760 ألف عامل منهم 75 ألف عامل لدى القطاع العام والباقي في الخاص ومساهمة الصناعة التحويلية في الناتج الإجمالي المحلي بحوالي 18 بالمئة.
السفير الايطالي بدمشق فرانسيسكو شيروللي اعتبر أن الهيكليات الموجودة في سورية للشركات الصغيرة والمتوسطة تتشابه مع ايطاليا وتشكل العمود الفقري لايطاليا موضحاً انه تم تقديم الكثير من المساعدات كقروض وشراء المكننة الحديثة للكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة وان ايطاليا دائماً تصدر خبراتها وقررت البدء بالتعاون مع سورية من خلال تأسيس وحدة يديرها شركاؤنا في اليونيدو. وأشار إلى أن اليونيدو قدمت أكثر من 80 مليون يورو لسورية معظمهها تركز في مشاريع القطاع الزراعي والصحي مبدياً سروره للعمل في قطاع جديد وهو القطاع الصناعي آملاً أن يكون التعاون مثمراً وناجحاً.
لم يتفق عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية مع رأي رئيس اتحاد غرف الصناعة على ان لدى الاخيرة مؤشرات للقطاع الصناعي تخالف المؤشرات الرسمية وأن الارقام التي ذكرهها رئيس اتحاد غرف الصناعة ليست بالبعيدة عن الارقام الرسمية وان تقرير منظمة الامم المتحدة اليونيدو حول التنافسية يبّين موقع سورية فيه وانه ومنذ ذلك الحين تغير واقع الصناعة السورية مشيراً انه في عام 2000 كانت القيمة المضافة للصناعة السورية لا تتجاوز 13 مليار ليرة سورية بالاسعار الجارية وفي عام 2006 أصبحت القيمة المضافة للصناعة التحويلية 80 مليار ليرة أي بمعدل زيادة 40% خلال السنوات الماضية موضحاً ان هذه زيادة هامة وحقيقية. ولكن هذه الارقام تدعونا إلى عدم الاسترخاء والقول أننا أنجزنا ما يجب أن ننجزه في الخطة فما يزال هناك تحديات أساسية في مواجهة نقاط الضعف في الصناعة والتي أشار اليها تقرير اليونيدو مؤكداً وجود نقاط ضعف في الهيكلية للصناعة وفي التنافسية التي تعرقل الطفرة خاصة انها نتائج عمل لعامين كاملين وأكثر.
وأضاف أن هناك تحسناً ملموساً في الصناعة السورية وصادراتنا وتنافسيتها وان قيمة الطن للصادرات السورية كان عام 2003 (8) آلاف ليرة وقيمة الطن من المستوردات 23 ألف ليرة مؤكداً أنه لا تزال هناك قضايا نحتاج إلى البحث فيها وان هذا المشروع مع وزارة الصناعة له أهميته كونه يغطي ثلاثة مستويات السياسات والاستراتيجيات والمؤسسات وذلك من خلال خمس مراكز لدعم الصناعة ودعم المؤسسات النسيجية. ونوه انه مازال هناك تحديات اخرى للصناعة السورية كاستكمال بناء المدن الصناعية الجديدة واقرار ثلاث مدن صناعية اخرى حتى عام ..2010
وختم الدردري بالقول: انه لا يمكن عزل ما تم في الصناعة عن الاصلاح في القطاع الاقتصادي كله وانه قد يقول أحد ما يكفينا أرقاماً وخططاً ولكن برأيي من لا يخطط بشكل استراتيجي لن يجد ما يأكله في المستقبل..
وترعى تنفيذه وذلك بحضور عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصاية ووزير الصناعة الدكتور فؤاد الجوني والمدير الاقليمي لليونيدو شيخ قديان ساكو وسفير ايطاليا بدمشق ورئيس اتحاد غرف الصناعة المهندس عماد غريواتي وعدد كبير من المدراء في المؤسسات العامة والشركات الخاصة وشخصيات اقتصادية وصناعية.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد