عون يدعو إلى انتخاب الرئيس اللبناني من الشعب مباشرة

02-05-2007

عون يدعو إلى انتخاب الرئيس اللبناني من الشعب مباشرة

تصاعد السجال السياسي اللبناني حول العناوين الخلافية التي تزخر بها الساحة الداخلية، وفاجأ زعيم “التيار الوطني الحر”، وأبرز أقطاب المعارضة، النائب العماد ميشال عون، خصومه، بطرحه انتخاب رئيس للجمهورية “لمرة واحدة” من قبل الشعب اللبناني، في وقت فرضت فيه العطلة الرسمية بمناسبة عيد العمال، استنكاف فريق الأكثرية عن تكرار “اعتصامه” داخل المجلس النيابي، لمطالبة رئيسه بعقد جلسة عامة لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي.

وأطلق عون دعوته الى انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة “لمرة واحدة”، أو اجراء انتخابات نيابية مبكرة، لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، رافضاً “أن يأتي رئيس للجمهورية يكون ولاؤه للسفارات الأجنبية”.

وجدد عون هجومه وانتقاداته اللاذعة للحكومة، واتهمها هي والأكثرية برهن قرار البلاد للوصاية والسفارات الأجنبية، كما نسب اليها تهمة خرق الدستور، وشدد على أن السيادة واحترام الدستور هما خارج التجارة السياسية.

وقد أثارت دعوة عون لانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب “ولو لمرة واحدة”، وخصوصاً انها تناغمت مع موقف ل”حزب الله” كان عبّر عنه رئيس كتلته في البرلمان النائب محمد رعد، بقوله ان الحزب يقبل رئيساً للجمهورية يلتزم وثيقة التفاهم الموقعة بينه وبين النائب عون، مخاوف لدى فريق الأكثرية من أن فريق المعارضة يحاول وضع “دفتر شروط” يحدد فيه مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، في مواجهة الضغوط الأمريكية للمجيء برئيس للجمهورية يلتزم القرار ،1559 أي يلتزم مسبقاً نزع سلاح “حزب الله”. ولاحظت مصادر واسعة الاطلاع على مواقف الأكثرية تناغما واضحا بين موقفي “التكتل” و”حزب الله” في استكمال شروط المعارضة للاستحقاق الرئاسي، معتبرة ان هذين الموقفين يعززان المعطيات التي تتحدث عن تنسيق جار بين معظم قوى المعارضة لاعلان العماد عون مرشحها الوحيد للرئاسة وفق هذه الشروط. غير أنها لفتت الى أن موقف “حزب الله” لم يذهب الى الحد الذي يستلزم تعديل الدستور على النحو الذي ذهب اليه “تكتل التغيير والاصلاح” في اقتراحه الانتخاب الشعبي المباشر للرئيس لمرة واحدة، فضلا عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري المعتصم “بالصوم عن الكلام”، لم يكتم امام زواره امس تحديدا ان الانتخابات الرئاسية “يمكن ان تشكل موقعا توافقيا بين جميع اللبنانيين”.

ولم تستبعد المصادر ان يثير هذا الموقف مزيدا من الجدل والتجاذبات بين القوى المسيحية نفسها، خصوصا ان البيان الاخير لمجلس المطارنة الموارنة شدد على التزام الدستور في انتخاب رئيس الجمهورية، كما ان القرار الدولي 1559 يقوم في جوهره على التزام الدستور في الانتخاب الرئاسي. واقتراح الانتخاب الشعبي المباشر يعني اسقاطاً لشرعية مجلس النواب.

أضافت المصادر انه يبدو ان هذين الموقفين جاءا بمثابة رد ضمني على التحرك الامريكي لدى الفاتيكان، والذي تمثل في زيارة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش للكرسي الرسولي حيث كانت آفاق الاستحقاق الرئاسي من أبرز المواضيع التي طرحت في محادثاته مع المسؤولين في الفاتيكان.

من جانبها، أكدت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان الاجواء الايجابية السائدة بعد جريمة قتل الشابين زياد غندور وزياد قبلان “يمكن ان تتطور الى حوار، وهذا هو السبيل الوحيد للتفاهم”. وكشفت “ان هناك تحركا في هذا الاتجاه للانتقال من الجو الايجابي الى خطوات عملية وحوار جدي”، متمنية “حصول هذا التطور بسرعة”. لكنها لم تشأ “استباق الامور”، مشددة على ان الجو السائد يشكل “بداية جيدة”.

بدوره، جدد “حزب الله” ترحيبه، ولو الحذر، بالخطاب الأخير لرئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، ورأى وزير الحزب المستقيل من الحكومة، محمد فنيش ان خطاب جنبلاط هو خطاب مطلوب وفيه مصلحة للوطن، واعتبر انه يصدر عن شخص مسؤول في موقع المسؤولية.

وبعد يوم واحد على اعلان الحزب انه مع مرشح لرئاسة للجمهورية يلتزم ثوابت المقاومة، رفض فنيش بشكل قاطع ترشيح قائد “القوات” سمير جعجع للرئاسة. وإذ لم يشأ فنيش أن يحدد مرشح الحزب الصريح لرئاسة الجمهورية، إلا انه لمح الى أن النائب ميشال عون هو مرشح محتمل، حيث أشار الى أنه يحظى بكل المواصفات للرئاسة، وجدد تلويح الحزب باحتمال قيام حكومتين اذا لم يتم التوصل الى تسوية للأزمة.

من جانبه، رد النائب انطوان زهرا من “القوات اللبنانية” التي يتزعمها سمير جعجع، على “حزب الله” والنائب ميشال عون، بما خص الاستحقاق الرئاسي، ورأى أن المطلوب رئيس للجمهورية لا يلتزم ثوابت المقاومة، يلتزم الموافقة على التطبيق الكامل للقرارين 1701 و،1559 وأن هذا الأمر هو المدخل الحقيقي للحلول.

وفي رد على دعوة “تكتل التغيير والإصلاح” الى انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، رأى النائب زهرا في مداخلة على محطة “إل.بي.سي” الفضائية، “أن هذا الطرح ليس جديا إطلاقا وأنه مجرد مناورة، وأن لا علاقة له بالدستور ولا بالطائف الذي هو تجربة كبرى وهدفنا تطبيقه”، وأعلن “أن نظامنا برلماني وليس رئاسياً”.

وحذر رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع من الدعوة الى اجراء انتخابات رئاسية في لبنان من الشعب مباشرة، معتبراً ان الأمر يمثل خروجاً على الدستور الذي يشدد على ديمقراطية وبرلمانية النظام اللبناني، وليس على كونه نظاماً رئاسياً.

وفي شأن آخر اعتبر جعجع ان الدولة اللبنانية هي وحدها المعنية بالدفاع عن لبنان تجاه أي خطر يتهدده، داعياً الى حصر السلاح بأيدي الدولة.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...