بعد 24 عاماً الدكتور القاتل يتذكر ضحاياه
في إعلان هو الأول من نوعه، كشف رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع أن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذي خطفوا على حاجز البربارة الشمالي، في الرابع من تموز 1982 قد قتلوا على ايدي عناصر من <القوات اللبنانية>.
وقال جعجع ردا على سؤال في إطار مقابلة شاملة أجرتها <السفير> معه، وتنشر كاملة يوم السبت المقبل، إن هذا الموضوع كان محور بحث بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، على هامش جلسة الحوار، التي عقدت، أمس الأول، وانه ابلغه بما يملك من معطيات.
ولدى سؤال جعجع عن مصير الأربعة، وهم القائم بالأعمال محسن الموسوي والملحق العسكري احمد متوسليان والمصور والمراسل الصحافي كاظم إخوان وسائقهم تقي رستكار مقدم، أجاب <لقد ماتوا بعد فترة قصيرة من اعتقالهم>. وأضاف <حصل تحقيق عسكري شامل بالموضوع في وزارة الدفاع>.
وحول ما إذا كانوا قد قتلوا في لبنان أم في إسرائيل، أجاب جعجع <نعم قتلوا في لبنان>.
وعن الجهة التي قامت بتصفيتهم، أجاب جعجع <قتلوا من قبل عناصر في <القوات اللبنانية>.
وردا على سؤال حول ما تردد عن دفن جثث الأربعة في ساحة <المجلس الحربي> سابقا في الكرنتينا، أجاب جعجع <الدولتان اللبنانية والإيرانية تعرفان كل التفاصيل عن هذا الموضوع>.
وردا على سؤال حول سبب عدم إقفال هذا الملف طالما أن الإيرانيين واللبنانيين يعرفون كل تفاصيله أجاب جعجع <لا ادري>!
وحسب المعلومات ، فإن المسؤولين الإيرانيين اجروا في الأشهر الأخيرة، أكثر من اتصال غير مباشر ب<القوات> عبر أصدقاء مشتركين في محاولة لجلاء مصير الأربعة وجاءهم الجواب بأنه تمت تصفيتهم وجرى تحميل المسؤولية إلى ايلي حبيقة كونه كان مسؤولا عسكريا مركزيا في بيروت، بينما كان جعجع في تلك المرحلة مسؤولا عن ميليشيا <القوات> في الشمال، وهي الرواية التي تبناها روبير حاتم الملقب <كوبرا> في كتابه الشهير في العام 1999 <الخيانة من تل أبيب إلى دمشق>.
وتعتبر رواية جعجع، الأولى من نوعها، وقبلها رواية روبير حاتم، متناقضة مع الرواية التي كان حبيقة ابلغها في العام ألفين لأهالي الإيرانيين الأربعة بان الرهائن الأربعة كانوا ما يزالون في السجن عندما حصلت الانتفاضة الشهيرة ضده في الخامس عشر من كانون الثاني ,1986 أي غداة توقيع <الاتفاق الثلاثي> في دمشق.
ويحمل الإيرانيون المسؤولية إلى <القوات> ومن ثم إسرائيل عبر تأكيدهم على لسان أكثر من مصدر رسمي بأنهم تلقوا أدلة تشير إلى أن الإيرانيين الأربعة ما زالوا على قيد الحياة في السجون الإسرائيلية.
وحسب مصادر قضائية لبنانية تابعت هذا الملف في المرحلة السابقة، فان الإيرانيين الأربعة كانوا في طريقهم من دمشق للالتحاق بالسفارة الإيرانية في بيروت، بناء على أوامر تلقوها من السفير الإيراني الأسبق في دمشق، الشيخ موسى فخر روحاني، وقد تم تأمين مواكبة أمنية رسمية لهم من قبل جهاز امن السفارات اعتبارا من نقطة المصنع الحدودية، خاصة وان الجيش الإسرائيلي كان قد سيطر على طريق دمشق بيروت الدولية.
وبناء على نصيحة من وزارة الخارجية اللبنانية، سلك الموكب طريق البقاع، الأرز، الكورة، البربارة، وهناك تم توقيفهم من قبل عناصر <القوات> بعد الطلب من مرافقيهم اللبنانيين إكمال طريقهم (كانت هناك مواكبة لبنانية تنتظرهم عند معبر المتحف أيضا)، وعلى الفور تم نقل الأربعة بإشراف المسؤول القواتي راجي عبدو من البربارة إلى الكرنتينا حيث اختفت آثارهم منذ ذلك الوقت، بينما أعيدت سيارتهم إلى منطقة الشمال (وجدت قرب مدينة طرابلس).
وفي أواخر العام 1990 وبعد انتهاء الحرب، استقبل جعجع في مقر إقامته في غدراس وفدا من أهالي الإيرانيين الأربعة وابلغهم ما يشبه التحليل وليس المعلومات بأن الفرضية الأكثر ترجيحا هي مقتل الأربعة، وهي الفرضية نفسها التي ادلى بها أمام التحقيق العسكري الذي اخضع له في وزارة الدفاع في اليرزة، بناء على طلب من الحكومة الايرانية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد