احذروا الدعارة الهاتفية

موظف يعمل ب 7000 ل.س في الشهر ضرب ابنه ضرباً أودى به إلى المشفى وهو في حال الخطر بعد أن أصيب هذا الرجل بالهيستريا جراء فاتورة الشبكة التي وصلت إلى 350 ألف ليرة فقط لاغير, وقد أفادنا أحدهم بأن فاتورة هاتفه بلغت 500 ألف ليرة في شهر واحد وتبين أن أخاه الذي لم يبلغ الثامنة عشرة بعد, كان السبب في هذا الرقم الذي اضطر أخاه الأكبر إلى عرض محله للبيع لسد فاتورة طق الحنك هذه. نحن لا نتحدث هنا عن بيوت الدعارة أو الأفلام الإباحية أو غيرها فهذه الوسائل باتت قديمة وذات مردود ضعيف مقارنة بآخر صرعات الإباحية عبر الشبكة الذكية التي تسعى لاصطياد عقول المراهقين والمراهقات في حبائلها الواهية استجابة للإعلانات التي تدعو هذه الشريحة الواسعة إلى الدردشة وطق الحنك عبر الهاتف مع أشخاص مأجورين باعوا أنفسهم لأخطبوط الشبكة الذكية في سبيل ابتلاع المال والأخلاق (الدقيقة الواحدة ب 25 ل.س والساعة ب 1500 والحسابة بتحسب) فلو دردش الشخص مدة ساعة واحدة باليوم فإنه سيكحل بفاتورة قدرها 45000 ل.س شهرياً ولا أعتقد أن دخل أعلى درجة وظيفة في بلدنا يصل إلى نصف هذا المبلغ.‏

(ألو نعم حبيبي) هذه أول كلمة يسمعها المتصل ولا توجد أي ضوابط للحديث مهما بلغ من قلة الذوق بل على العكس يلجأ هؤلاء الذين يقدمون هذه الخدمات الاجتماعية القيمة إلى رفع حرارة الحديث حتى يفقد المتصل كل إحساس بالوقت ليجد في آخر الشهر أن الحكي ليس (ببلاش) وإنما بالآلاف وأحياناً بالملايين, ونحن لا نبالغ عندما نقول ملايين لأن ما سمعناه من قصص بسبب هذه الشبكة اللعينة يشيب له شعر الرأس.‏

وبمنحى آخر بعيداً عن الناحية المادية فإن المأجورين الرخيصين جداً يستخدمون أسماء وهمية أو ينتحلون شخصيات فتيات أو شبان من عائلات مرموقة ويعدون بالزواج والحب والأحلام المخملية ما يسيء إلى سمعة هذه العائلات, وهذا ما حصل مع م.غ عندما ذهب لخطبة فتاة وجد أن اسمها مطابق لتلك التي كان يدردش معها على الهاتف فأخبر والدها بذلك ولولا أن كان الأب عاقلاً وتريث حتى تبينت له الحقيقة لكنا الآن بصدد قصة فتاة تذبح انتقاماً للشرف.

عبدو رياض حليمة

المصدر: الثورة