مراكز تجميل تعمل بلا رخصة ولا خبرة في حمص

زاد الإقبال على عمليات التجميل خلال السنوات الماضية وكثرت المراكز التجميلية في محافظة حمص والتي تعمل دون أن تحصل على الترخيص المطلوب أو أن تكون مطابقة للمواصفات الصحية مع غياب شبه تام للرقابة عليها، علاوة على انتشار الإعلانات والعروض الهائلة والمنافسات التي لم تشهد لها المدينة مثيلاً من قبل بين مراكز التجميل التي ازداد عددها بشكل غير مسبوق وتحول عشرات محال الكوافير «الحلاق النسائي» إلى مراكز تجميل مصغرة تستعمل مواد التجميل «البوتكس- والبلازما وغيرها» دون أن يكون ضمنها خبرات أكاديمية أم متخصصة في هذا المجال أو حتى الحصول على الخبرات اللازمة لممارسة مثل هذه الجراحة، وكل ما يهم هذه المراكز أو الأطباء الذين يمارسون هذا الاختصاص من دون الخبرة الطبية اللازمة أو الجائزة له هو جني الأموال وتحقيق الأرباح المضاعفة، دون الالتفات إلى ما قد تتسببه هذه العمليات من مضاعفات أو اختلاطات أو إلحاق الأذى بالمريض والإساءة إلى هذه المهنة بشكل عام.

علاوة عن ذلك كله ارتفاع أسعار عمليات التجميل بشكل كبير جداً وتفاوت هذه الأسعار من طبيب لآخر ومن مركز لآخر بشكل مزاجي وكيفي دون أن يكون هناك رادع، فعلى سبيل المثال كانت تكلفة عملية تجميل الأنف لا تتجاوز 25 ألف ليرة، أما الآن فتبدأ من 150 ألف ليرة وتقترب من المليون في مشافي الخمس نجوم.

أحد أطباء اختصاصي جراحة التجميل في محافظة حمص أكد: وجود تفاوت بموضوع الأسعار من طبيب لآخر ومن مركز لآخر في مدينة حمص، إلا أن التفاوت الأكبر بالأسعار هو بين المحافظات السورية، وأن هذه المهنة تعتمد على الخبرة وتمكّن الجراح من عمله وزيادة دقته، فالتجميل هو إعادة الأمور لشكلها الأقرب لما كان عليه وبما يتناسب مع الحالة وخصوصاً في الوجه، لافتاً إلى أن الأخطاء الطبية متوقعة في أي عمل جراحي كما يمكن أن ترافقه اختلاطات، لكن من الضروري أن يقوم الطبيب بتوعية المريض قبل العملية أن هناك دائماً في الطب اختلاطات طبية تقدر نسبتها بحوالي 20% منها التصاقات وتليفات، ومنها أخطاء من المريض نفسه الذي يهمل توصيات الطبيب بعد العمل الجراحي ولا يهتم بنفسه أو بجرحه الذي تم ترميمه أو تجميله.

وبيّن أن عمليات التجميل زادت خلال الأعوام الماضية بعشرات الأضعاف عن سابقها، ويمكن تحديد شريحتين من الراغبين في إجراء هذه العمليات، شريحة فيها الراغبون في شباب دائم أو في جمال مميز أو الذين يريدون التشبه ببعض المشاهير، وأما الشريحة الثانية فهم ضحايا الحرب الذين أصيبوا بجروح أو حروق أثرت في شكلهم الخارجي وأثرت في نفسيتهم، لكن الأهم هو دور الطبيب في التعامل مع المريض قبل العملية وإرشاده إلى ما هو أفضل له فهناك بعض المرضى يطلبون الشيء المستحيل، ودور الطبيب هنا إما أن يرفض العملية وإما أن يقدم شرحاً يقنع فيه المريض بالحد الممكن القيام به.

على حين أشار طبيب تجميل إلى أن أكثر العمليات التجميلية المطلوبة منذ زمن وما زالت إلى وقتنا الحالي هي تجميل الأنف والتكلفة المادية تختلف من طبيب إلى آخر بحسب شهرته ومهارته، مشيراً إلى أن أسعار المواد الأولية المستخدمة في التجميل ارتفعت أكثر من 10 إلى 15 ضعفاً إلا أنها متوافرة ومضمونة إذا كانت مسجلة في وزارة الصحة كالبوتوكس والمواد المالئة وغيرها.

بدوره أكد رئيس دائرة المشافي في مديرية صحة حمص محمد الرئيس أن عدد المشافي المرخصة أصولاً تجميلية أو جلدية في محافظة حمص هي 8 مشاف منها 5 تجميلية و3 جلدية وأما عدد المراكز التجميلية المرخصة أصولاً فهي اثنان فقط، على حين يوجد 5 مراكز أخرى قيد الترخيص، لافتاً إلى أنه وخلال جولات فريق دائرة المراكز والمشافي التفتيشية خلال الفترة الماضية تم اكتشاف 10 مراكز غير مرخصة في المدينة تم توجيهها وتنبيهها بالإنذارات بالإغلاقات في حال عدم حصولها على الترخيص المطلوب أصولاً، موضحاً أنه تم إغلاق 4 مراكز تجميل إغلاقاً كاملاً وسيتم إغلاق مركز آخر قريباً بعد إحالة ضبطه إلى النيابة العامة بحمص، على حين أعطيت مهلة لخمسة مراكز للترخيص وهي حالياً تعمل على ذلك وهي قيد الترخيص.

وأضاف الرئيس: تم ضبط عشرات المراكز خلال الجولات في ظاهرها تدعي أنها مراكز تجميل إلا أنها مجرد محال حلاقة نسائية (كوافير) تعلن عن محالها على أنها مراكز متخصصة بالتجميل بهدف جذب النساء والفتيات، حيث تم توجيه هذه المحال لإزالة الإعلانات وسوف يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً بحقها في حال التكرار، مشيراً إلى أنه لم ترد أي شكاوى إلى مديرية الصحة حتى تاريخه عن أي أخطاء في العمليات التجميلية وفي حال ورودها يتم على الفور دراسة الشكوى وتشكيل لجنة خبرة خاصة للتأكد من الشكوى ومعاقبة الطبيب في حال ثبت الخطأ، منوهاً بأن أسعار العمليات التجميلية تتبع للقرار 79/ت الصادر عن وزارة الصحة، وكل عملية لها وحدات خاصة بها وأكثر العمليات الشائعة هي فيلر وبوتوكس وتجميل أنف وشد أجفان وتكبير وتصغير الثدي.

الوطن