البيت الأبيض يعتبر زيارة بيلوسي لدمشق فكرة سيئة
يواصل الديمقراطيون الذين فازوا بأغلبية مقاعد مجلس النواب شق عصا طاعة على إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش، مشكلين عقبة حقيقية أمام عمل إدارته على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فبعد تبني الكونغرس لمشروع قانون يربط تمويل الحرب على العراق بجدولة سحب القوات الأميركية منه، جاء إصرار رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي على زيارة سوريا الأيام القادمة ليشكل ساحة مواجهة أخرى مع البيت الأبيض الذي قاد جهودا كبيرة لفرض عزلة دولية على هذه الدولة.
المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو لم تستطع كتم غيظها من هذه الزيارة واصفة إياها بأنها "فكرة سيئة"، وأضافت للصحفيين "لا أدري ما الذي تأمل في تحقيقه هناك.
أما وزارة الخارجية الأميركية فقد حاولت ثني بيلوسي عن خطوتها، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها شون ماكورماك أن دمشق تستغل مثل هذه الزيارات دليلا تقدمه لبقية العالم على أن سياساتها لا تشوبها أخطاء.
وأضاف "ليس هذا الوقت المناسب من وجهة نظرنا لقيام مثل هذه الشخصيات عالية المستوى بزيارة سوريا"، وتعد بيلوسي التي ستترأس وفدا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ثالث أهم شخصية في الولايات المتحدة بعد الرئيس الأميركي ونائبه ديك تشيني.
وبهذه المناسبة أعادت الإدارة الأميركية تكرير الاتهامات التي توجهها لسوريا التي تعتبرها عدوها اللدود في المنطقة بعد طهران، بدءا من احتضانها فصائل فلسطينية تتهمها واشنطن بالإرهاب، مرورا بالاتهام بزعزعة استقرار لبنان، وصولا إلى تسهيل دخول مقاتلين أجانب للعراق لإفشال جهود القوات الأميركية فيه.
أما المتحدث باسم بيلوسي فقد أكد أن الزيارة تأتي في إطار توصيات مجموعة دراسة العراق، بتكثيف الجهود الدبلوماسية لتشمل سوريا وإيران للمساعدة في تهدئة العنف بالعراق.
وكانت الإدارة الأميركية قد رفضت هذه التوصيات جملة وتفصيلا، ونددت بزيارة قام بها عدد من أعضاء الكونغرس لدمشق في إطار توصيات المجموعة.
وتأتي زيارة بيلوسي لدمشق التي تعد الأرفع منذ العام 2003، لتكرس فكرة فشل السياسية الأميركية بالمنطقة بشكل عام وتجاه سوريا بشكل خاص، فرغم العزلة الدولية التي دعت إليها الإدارة الأميركية ضد سوريا، ظلت الأخيرة نقطة محورية في معادلة استقرار المنطقة.
ففي الشهر الماضي شارك مسؤولون أميركيون وسوريون في اجتماع إقليمي موسع في العراق، بهدف تحقيق الاستقرار فيه.
كما عقدت ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية في وقت سابق من شهر مارس/ آذار الحالي محادثات مع دبلوماسي سوري كبير حول كيفية تعامل دمشق مع اللاجئين العراقيين، وهي القضية نفسها التي بحثها القائم بالأعمال الأميركي في دمشق مع مسؤولين سوريين الشهر الماضي.
وجاءت هذه التحركات الأميركية تجاه سوريا بعد النتائج التي خرجت بها لجنة بيكر/هاملتون، وتركز على خطأ سياسة العزلة والقطيعة التي تتعامل بها واشنطن مع دمشق.
رانيا الزعبي
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد