الصحافة الأمريكية اليوم الأربعاء
تراجع مبارك عن تعهداته التي قطعها على نفسه في انتخابات 2005، وممارسته القمع على الجميع سواء على الإسلاميين أو العلمانيين، فضلا عن قانون النفط العراقي الجديد، والانفجار الذي استهدف قاعدة بغرام الأفغانية بعيد زيارة تشيني، كانت أهم ما تطرقت إليه الصحف الأميركية اليوم الأربعاء.
أما واشنطن بوست فانتقدت في افتتاحيتها إدارة الرئيس بوش لأنها أجازت للرئيس المصري حسني مبارك فرض إجراءات صارمة بحق المنشقين وتراجعه عن الربيع الديمقراطي العام الماضي بدعوى أنه يقول إن أعداءه متطرفون إسلاميون خطرون.
ومضت تقول إن ما لا يمكن تجاوزه هو أن مبارك مارس القمع ليس على الإسلاميين الذين يحتلون خُمس مقاعد البرلمان وحسب، بل على الديمقراطيين العلمانيين الذين يكافحون من أجل انتخابات حرة وصحافة حرة وحقوق المرأة والتسامح الديني.
وسلطت الصحيفة الضوء على محاكمة المدون عبد الكريم نبيل سليمان الذي شبه الرسول محمد عليه السلام بأرييل شارون واعتبر الأزهر الوجه الآخر للقاعدة، وقالت إنه يستحق، بصرف النظر عن صحة ما كتبه، حرية التعبير نفسها التي تمنحها الحكومة لصحفها التي كثيرا ما تنشر مقالات مناهضة للسامية.
واختتمت بتذكير مصر بأنها أكبر دولة متلقية للمعونات الأميركية، متسائلة: ماذا تدعم المعونات الأميركية؟ لتجيب بالقول إن أقل ما تفعله هو القضاء على ما يمكن أن تكون أكبر حركة علمانية بالشرق الأوسط.
نيويورك تايمز خصصت افتتاحيتها للتعليق على قانون النفط في العراق، وقالت إنها ستكون خطوة كبيرة للأمام إذا ما وافق العراق ونفذ التشريع الذي طال انتظاره والذي يقضي بتوزيع عائدات النفط بإنصاف فيما بين جميع العراقيين، ولكن لسوء الحظ، بحسب تعبير الصحيفة، فإن مشروع القانون الذي وافقت عليه الحكومة يوم الاثنين ما زال بعيدا عن التنفيذ.
وتابعت أن ثمة عدة عراقيل سياسية يجب التغلب عليها، كما أنه لا يوجد ضمان بأن شيعة العراق والأكراد سيعربون عن استعدادهم لمشاركة الثروة بالتساوي مع السنة.
وحول اللقاء المرتقب بين السوريين والإيرانيين والأميركيين في بغداد، قالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية، في خطوة تقر فيها بحقيقة العراق الممزق، تقول إنها على استعداد للجلوس مع جيران العراق بما فيها إيران وسوريا، وهذه خطوة فات أوانها منذ زمن.
وأعربت نيويورك تايمز عن أملها بأن يستغل المسوؤلون الأميركيون هذا اللقاء لبحث السبل التي من شأنها أن تحتوي العنف الطائفي، لا أن ينخرطوا في مزيد من تراشق الاتهامات واستعراض العضلات.
وحول أهم الخطوات التي يتعين على الحكومة العراقية اتخاذها، بحسب الصحيفة، ينبغي على رئيس الحكومة نوري المالكي أن يتحمل مسؤولية توحيد الأمة الممزقة منذ عقود من الدكتاتورية والتمرد، عوضا عن إذكاء التقسيمات بالانتقام من السنة.
كما يجب تطهير القوات الأمنية من المقاتلين الطائفيين الذين يميلون إلى الانتقام -تقول الصحيفة- ونقلهم إلى القوات الوطنية الملتزمة بحماية جميع العراقيين.
واختتمت نيويورك تايمز بتأكيدها ضرورة تقسيم العائدات النفطية بصرف النظر عن الجغرافيا أو الدين أو العرق، مشيرة إلى أهمية اعتبار قانون النفط كأهم المعايير التي تصر عليها واشنطن شرطا لتواصل دعمها للحكومة العراقية.
وتحت عنوان «رسالة طالبان إلى تشيني» كتبت مجلة تايم تقريرها الذي تحدثت فيه عن التفجير الذي استهدف قاعدة بغرام الأفغانية، بعد وصول ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بأقل من 24 ساعة.
وقالت إن هذا الهجوم المحدد زمنيا بشكل جيد يؤكد أهمية مهمة تشيني في المنطقة، مضيفة أنه زار باكستان سرا لمدة 4 ساعات حيث سلم الرئيس برويز مشرف رسالة سرية حثه فيها على فرض إجراءات صارمة ضد تنظيم طالبان ونشاطات القاعدة.
ومضت تايم تقول إن الهجوم الذي يعد الأخير ضمن سلسلة الهجمات العنيفة التي تعصف بالبلاد، ينذر ببداية متوقعة لهجمات طالبان في الربيع.
ووصفت المجلة زيارة تشيني إلى باكستان بأنها إشارة إلى نفاد صبر الإدارة الأميركية إزاء عجز زعيمها عن كبح الجماعات الإسلامية المسلحة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد