21-11-2017
موضة النوادي الرياضية.. للتخفيف أم لتفريغ الطاقة السلبية
لا سبب محدداً لانتشار ثقافة النوادي الرياضية الخاصة بالسيدات في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، فلكل سيدة دوافعها التي تجعلها تخصص وقتاً ومالاً لممارسة نوع من أنواع الرياضة التي تختارها.. قد تستمر لتحقق غايتها الرياضية، أو تصاب بالملل بعد عدة أشهر مما يجعلها تترك هذه الموضة وتتجه للبحث عن موضة جديدة. تعترف سناء (22 عاماً) أن سبب ارتيادها النادي الرياضي؛ وجود عدد من صديقاتها وجاراتها في السكن يمارسن الرياضة هناك بهدف التنحيف، وأنها تتمنى أن تحصل على جسم رياضي مميز كالمشاهير لكنها لا تعرف إن كانت قادرة على الوصول إلى ذلك، أما فاطمة (38 عاماً) أم لـ 3 أولاد، تحاول من خلال رياضة الأيروبيك إزالة آثار الحمل والولادة التي غيرت شكلها أكثر من 50%، بينما الفرق بين (عبير وسمر) وهما أختان في النادي ذاته، أن الأولى تريد تخفيف وزنها بالرياضة، والأخرى تأتي للاستمتاع بدرس الرقص والتسلية مع صديقات النادي.
في لقاء مع المدربة هبة سليمان، صاحبة ناد رياضي للسيدات، ولديها 12 عاماً من الخبرة في هذا المجال، تشير إلى أن اتجاه السيدات إلى ممارسة الرياضة في النوادي يعود لأسباب عدة أهمها السعي إلى تغيير شكل الجسم وخاصة إنقاص وزنهن، والتنحيف الموضعي، أو زيادة الوزن في بعض الحالات، إضافة إلى تخفيف تأثير بعض الأمراض التي يعانين منها كالضغط والسكري والتهاب المفاصل وغيرها، وزيادة صحة الجسم من خلال التركيز على عمل عضلة القلب وتوسيع الرئتين وتنظيم عمل الجهاز التنفسي، وهناك بعض السيدات اللواتي يرتدن النوادي لتفريغ الطاقة السلبية التي تسببها ضغوط الحياة وللتخفيف من التوتر النفسي والاكتئاب، وقد يكون ارتياد النوادي من قبل بعض السيدات متطلباً أساسياً لتكوين علاقات اجتماعية جديدة، وباباً إضافياً لقضاء أوقات مسلية.
وتوضح المدربة هبة أن ثقافة النوادي الرياضية لم تعد مقتصرة على رياضة الأيروبيك أو استخدام الآلات بشكل إفرادي، وإنما ظهرت رياضات جديدة أغلبها من فئة الرقص كالرقص الشرقي، الزومبا، الباليه وغيرها، التي تستقطب سيدات من فئات عمرية مختلفة من عمر 6 سنوات إلى 68 سنة. مع ملاحظة أنه في الفترة الأخيرة هناك اتجاه للنساء المتزوجات أكثر من النساء العازبات إلى ارتياد النوادي الرياضة، حيث إن انتشار ثقافة النوادي زاد من وعي المرأة المتزوجة نحو ضرورة اهتمامها بشكلها ولياقتها بعد أن مرت في فترة أهملت بها نفسها إلى حدّ كبير. وتبين المدربة أن الإنترنت لعب دوراً كبيراً في انتشار ثقافة النوادي الرياضية، واهتمام سيدات الجيل الجديد بأشكالهن بالدرجة الأولى وتأثير أفكارهن فيمن حولهن من السيدات، إضافة إلى التسهيلات المتاحة أمامهن لارتياد النوادي، سواء من حيث التكلفة؛ أو قرب النوادي من أماكن السكن، وهناك عوامل أخرى؛ كالأريحية في التواجد في النادي على اعتباره للسيدات فقط، ووجود مكان تقضيه بمفردها بعيداً عن أجواء العائلة أو العمل، والرغبة في الحصول على الفائدة الرياضية من جهة متخصصة، ولا ننكر اتجاه بعض السيدات إلى النوادي كنوع من البرستيج والموضة فقط.
أما حسناء اليوسف التي ارتادت نادياً رياضياً قبل 4 سنوات بغاية تخفيف الوزن، وجدت بعد فترة من الالتزام أنها قادرة على الاتجاه إلى موضوع التدريب، فأصبحت قبل عام مدربة معتمدة من قبل الاتحاد العام الرياضي بعد خضوعها لدورات تدريبية متخصصة في مجال رياضة الأيروبيك والحصول على شهادة بذلك، وأصبح التدريب على هذه اللعبة عملها الأساس، تقول: من خلال التمرين أحببت هذه الرياضة ووجدت أنني قادرة على الانتقال من مرحلة التمرين إلى التدريب بما أن وضعي صحياً وجسدياً يسمح بذلك وأملك الوقت والخبرة للعمل في هذا المجال.
وتجد حسناء أنه رغم الإقبال الكبير على النوادي الرياضية من قبل السيدات إلا أن نسبة الالتزام قليلة، فالأعداد كبيرة إلا أن الوجوه جديدة دائماً، والفئة التي تستمر أكثر من 3 أشهر هي من السيدات اللواتي تهتمن بلياقتهن فعلاً.
الدكتور جهاد حاج إبراهيم رئيس اتحاد الطب الرياضي السوري، يشير إلى أن أحد أهم أسباب اتجاه السيدات إلى النوادي الرياضية بشكل لافت، هو قلة اللياقة بشكل عام وظهور البدانة والمعاناة من أمراض المفاصل وترقق العظام، وهذا أمر طبيعي ناجم عن قلة الحركة، إضافة إلى اتجاه العديد من السيدات إلى التأهيل ما بعد الولادة ومعالجة الآلام القطنية، وهذا ما أمنته النوادي ولاسيما المتخصصة منها، ومن أحد أسباب انتشار ثقافة النوادي الرياضية_ إن صح التعبير- الانتقال من ممارسة الرياضة وخاصة المشي في الهواء الطلق إلى داخل قاعات النوادي بسبب الازدحام والكثافة السكانية، والانتقال من ممارسة بعض التمارين الرياضية في البيوت إلى النوادي أيضاً بسبب صغر حجم المنازل، إضافة إلى السعي لتأسيس حياة اجتماعية والحاجة إلى مصدر متخصص للحصول على النصائح الرياضية وخاصة الرياضة التي تهدف إلى علاج مرض معين، وهذا محقق في النوادي ذات المستوى العالي، ما يبشر أن المجتمع بشكل عام والسيدات على الخصوص لديهم وعي لأهمية الرياضة واهتمام بهذا المجال بما يعود بالفائدة على الصحة الجسدية والنفسية.
لمى علي- تشرين
إضافة تعليق جديد