الدواجن السورية تبحث عن قوانين تنظم شؤونها
تعاني مهنة تربية الدواجن في الآونة الاخيرة من عدم الاستقرار نتيجة تعرضها للظروف الموسمية والاحتكار وتقلبات السوق وعدم الفصل بين الانشطة المختلفة ضمن هذا القطاع إضافة إلى الخوف من انتشار مرض انفلونزا الطيور ومارافقه من عزوف للمربين عن هذه المهنة..!!
ولعل عدم الاستقرار ناتج بالاول والاخير عن غياب القانون الذي ينظم هذه المهنة وبالتالي فهي تخضع لمجموعة تعليمات واجراءات ادارية وفنية موضوعة من قبل مديرية الانتاج الحيواني في وزارة الزراعة التي تقوم بادارة وتوجيه بعض الانشطة في هذا القطاع. وقد بلغ عدد المداجن المرخصة 4861 مدجنة لتربية الفروج وتشكل 64% فقط من مجموع مداجن الفروج,و1956 مدجنة للدجاج البياض وتشكل 94% من مجموع مداجن البياض ويبدو ومن خلال هذه الارقام الضئيلة أن هناك تهرباً من قبل مالكي المزارع من الترخيص تجنباً للتكاليف المرتفعة,حيث تتضمن التعليمات الناظمة ترخيص منشآت الدواجن وجوب تصديق مخططات الابنية من الناحية الفنية من المكاتب الهندسية الخاصة والدوائر الفنية ذات العلاقة وعلى الرغم من أهمية هذه الاجراءات إلا أنها تمثل تكاليف اضافية يتحملها أصحاب المزارع قد تساهم في اعاقة التوسع في هذا القطاع خصوصاً وأن رسوم ترخيص الابنية بهذه الطريقة تعتبر مرتفعة نسبياً وهي تخدم أصحاب المكاتب أكثر مما تخدم الغاية منها,في حين يمكن للمكاتب الفنية في وزارة الزراعة أن تقوم بهذا الدور مقابل رسوم منخفضة,باعتبار الوزارة هي الجهة المخولة أصلاً بوضع الشروط الفنية للتربية والاشراف على حسن تنفيذها ومنع التراخيص النهائية.
ويبقى السؤال: إلى متى ستبقى مهنة تربية الدواجن بدون قانون ينظمها ويحمي أصحابها خاصة اننا علمنا أن هناك الكثير من الاجتماعات التي عقدت ما بين القطاع الخاص ومؤسسة الدواجن وبين وزارة الزراعة لوضع صيغة لقانون يهتم بهذه المهنة اضافة إلى انشاء اتحاد عام للدواجن..ولكن وللاسف إلى الآن لم نشاهد أو نلمس أية خطوة بهذه الاتجاه وماذا تفعل وزارة الزراعة التي تشهد يومياً ما يحدث في الاسواق من ارتفاع لاسعار البيض والفروج?!!
ربما لا تتوفر معلومات دقيقة حول حجم العمالة وفئاتها في هذا القطاع إلا أن دراسات التكاليف لمزارع الفروج التي تطبق الخدمات الالية بحجم 5000 طير تعتمد وجود 3 عمال عاديين بدوام 8 ساعات عمل في اليوم وإلى 1/8 عامل فني مشرف متخصص,وكذلك بالنسبة لمداجن الدجاج البياض بحجم 10000 طير تعتمد وجود (6) عمال عاديين خلال اليوم وكذلك إلى 1/8 عامل فني وبذلك يمكن تقدير حجم العمالة في قطاع الدواجن بشكل تقريبي حيث وصل عددهم في العام 2004 إلى 17825 عاملاً عادياً و 471 عاملاً فنياً,ورغم ان هذه الارقام تعود لعام 2004 ولاشك ان العدد قد زاد فإن هذا الكم من العمالة التي تم تأمين فرص العمل لهم رقم لا يستهان به ويستوجب التوقف والتأمل وأخذ المبادرة إلى تنظيم هذه المهنة حتى لا يتعرض من يعمل بها إلى عدم الاستقرار نتيجة غياب القانون الذي يحمي كل هؤلاء من أصحاب مزارع إلى عمال!!.
وفاء فرج
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد