حلب: تعزيز الطوق.. وضربات روسية وشيكة
وسط تقدم سريع وانهيار في صفوف الفصائل المسلحة، تمكن الجيش السوري من استعادة نقاط مهمة عدة في خاصرة حلب الجنوبية الغربية أبرزها «مشروع 1070» والتلال المحيطة به وقرية منيان المحاذية لحي حلب الجديدة، الأمر الذي يساهم بتحصين خاصرة حلب الجنوبية الغربية التي ظلت هشّة لفترة طويلة واستغلتها الفصائل المسلحة في شن هجمات على المدينة. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه موسكو عن استعدادها لاستئناف الضربات على ضواحي حلب خلال الساعات المقبلة.
ونقل موقع «غازيتا. رو» الروسي عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة القوات البحرية الروسية في البحر المتوسط، المؤلفة من حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي الثقيل «بطرس الأكبر» والسفينتين الكبيرتين المضادتين للغواصات «سيفيرومورسك» و «الأميرال كولاكوف»، تستعد في القريب العاجل إلى إطلاق النار على مواقع المسلحين على أطراف مدينة حلب، موضحاً أن الهجوم سيتم باستخدام صواريخ «كاليبر» والطائرات على مواقع المسلحين على مشارف المدينة، وليس المناطق السكنية. وتابع: «يكمن الهدف الرئيسي أمام مجموعة حاملات الطائرات، بالإضافة إلى سفن أسطول البحر الأسود الروسية والطيران الاستراتيجي بعيد المدى والطائرات المتمركزة في قاعدة «حميميم» في ضرب الجماعات الإرهابية المتواجدة على مشارف حلب وتحاول اقتحام المدينة».
ويسعى الجيش السوري إلى تحصين المدينة من بوابتها الجنوبية الغربية المتصلة بريف إدلب المفتوح على تركيا، والذي يمثل مركز ثقل تنظيم «جبهة النصرة» والفصائل «الجهادية» الأخرى الوازنة في سوريا باستثناء تنظيم «داعش» القابع في مدينة الرقة وصولاً إلى شرق سوريا.
عملية الجيش السوري والفصائل التي تؤازره جاءت بشكل سريع: قصف تمهيدي عنيف تبعه تقدم راجل لقوات الجيش والتفاف نحو تلة مؤتة قادم من جنوب حلب، الأمر الذي وضع المسلحين المتمركزين في مشروع 1070 بين فكَّي كماشة وتحت خطر الحصار، ما اضطرهم للفرار بشكل غير منظم، وهو ما ساهم بمقتل أكثر من 40 مسلحاً، تمكن المسلحون من سحب جثث نصفهم فقط في حين بقيت نحو 20 جثة مرمية في شوارع المشروع.
ويعتبر «الحزب الإسلامي التركستاني» الخاسر الأكبر من هجوم الجيش السوري، خصوصاً أن جبهة «مشروع 1070» هي جبهة عمل مقاتلي الحزب من «الإيغور».
بالتزامن مع ذلك، شنت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها هجوماً عنيفا على مواقع الفصائل المسلحة خلف قرية منيان، والتي كانت تمثل خط تماس ناريا بين مواقع الجيش السوري على أطراف حي حلب الجديدة ومواقع المسلحين، حيث تمكنت قوات الجيش السوري من التقدم والسيطرة على القرية وتلتها، محصنة بذلك حي حلب الجديد.
العملية الجديدة للجيش السوري جاءت بعد أيام من فشل الفصائل المسلحة في هجومها على حلب والذي حمل أسماء عدة أبرزها «ملحمة حلب الكبرى» و «غزوة أبو عمر سراقب»، والتي كانت تهدف إلى اختراق أحياء حلب الغربية وفك الحصار عن الأحياء الشرقية، وهو هجوم أفشله الجيش السوري بشكل كامل باستثناء ضاحية الأسد التي سيطر المسلحون عليها خلال الهجوم.
وبعد سيطرة الجيش السوري على «مشروع 1070» يصبح الطريق مفتوحاً نحو التقدم والسيطرة على مدرسة الحكمة التي تمثل نقطة ارتكاز في خاصرة حلب الجنوبية وعلى ضاحية الأسد. وذكر مصدر عسكري أن عمليات التمهيد النارية جارية للتقدم إلى الضاحية وإلى مدرسة الحكمة ونحو حي الراشدين 5، موضحاً أن مسألة استعادتها هي «مسألة وقت»، وفق تعبيره.
في غضون ذلك عادت الاشتباكات بين «تجمع فاستقم كما أمرت» وكل من «حركة نور الدين الزنكي» و «كتائب أبو عمارة» بعد قيام الفصيلَين الأخيرَين بالسيطرة على مقار تابعة للفصيل الأول الأسبوع الماضي، وسط فشل التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد