العراق: استعادة قاعدة القيارة: الموصل في مرمى النيران
حققت القوات العراقية تقدماً مهماً على صعيد معاركها التي تخوصها باتجاه تحرير الموصل، وذلك باستعادتها قاعدة القيارة الجوية، التي تخطّط لاستخدامها كنقطة انطلاق للهجوم على مسلّحي تنظيم «داعش» في معقلهم في المدينة.
ويعد هذا التطوّر الأبرز منذ البدء بمعارك جنوب الموصل في آذار الماضي، ثم إعادة الزخم إلى هذه المعارك في حزيران، بالتزامن مع معارك الفلوجة.
وتعد قاعدة القيارة، التي تبعد 58 كلم جنوب مدينة الموصل، أكبر القواعد العسكرية الإستراتيجية، حيث يضم المطار مدرجين للطيران، ويعني تأمينه توفير خط إمداد ونقل للقوات العراقية، التي تتهيّأ لاستعادة الموصل. وقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن العملية التي أدت إلى تحريرها، نفذتها «الفرقة المدرعة التاسعة وقوات مكافحة الإرهاب والفرقة الخامسة عشرة، بدعم من طيران التحالف الدولي». كما أشارت إلى أن «عصابات داعش الإرهابية تحتجز عناصرها الفارين من جنوب الموصل، وتمنعهم من دخول المدينة بعدما فروا مع عائلاتهم خلال عملية تحرير القاعدة»، فيما أفادت مصادر أمنية بأن العناصر «الجهادية» هربوا من المعارك باتجاه الموصل. إلا أن وكالة «رويترز» نقلت معلومات استخبارية تفيد بأن تعليمات صدرت لمسلّحي التنظيم بالانسحاب من القاعدة، في حال تعرضها لهجوم من قبل القوات العراقية، والتوجه نحو ناحية حمام العليل، على بعد 15 كيلومتراً جنوب الموصل.
وهنّأ رئيس الحكومة حيدر العبادي، خلال لقائه جهاز مكافحة الإرهاب، الشعب العراقي بـ»هذا الانتصار»، داعياً «أهالي نينوى للتهيؤ لتحرير مدنهم». ونقل بيان رسمي عن العبادي قوله «مثلما قضينا على الدواعش في الفلوجة، وهربوا كالجرذان في الصحراء، سنقضي عليهم في الموصل». كما أكد أن «قوّاتنا تلاحق الدواعش من دون ضجيج إعلامي»، موضحاً أنه «خلال الأيام الماضية، كان هناك تخطيط وقتال وتحرير وتقدمنا 100 كيلومتر، وهذا انتقام مهم من العصابات الإرهابية التي سنسحقها ونطهر جميع أراضينا منها قريباً جداً إن شاء الله».
كذلك، أفاد ضابط في عمليات نينوى بأن «الجهد الهندسي يقوم حالياً بإجراء التحصينات اللازمة وإزالة العبوات والألغام والعوائق، التي تركها التنظيم داخل قاعدة القيارة». وأشار إلى أن «القوات تعمل على إصلاح المباني والشوارع والمناطق المحررة الأخرى، كما تقوم بإعادة تأهيل وإصلاح مشروع ماء القيارة، الذي يغذي ناحية القيارة ومخمور». ولكن مصادر أمنية أفادت، في مقابل ذلك، بأن التنظيم عمد إلى إحراق خمس آبار نفطية في حقل بلدة القيارة، بعدما تمكنت القوات العراقية من تحرير القاعدة الجوية.
وفي تطور منفصل، أعلن الجيش العراقي، قبل يومين، مقتل أكثر من 60 من مسلّحي تنظيم «داعش» شمال غرب الرمادي. ونُقل عن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي قوله إن المسلحين قُتلوا في معارك أدت الى «استعادة القوات الأمنية السيطرة على منطقة آلبوريشة». وبحسب المسؤول العسكري العراقي، فإن عدداً لم يحدده من مسلّحي التنظيم هرب باتجاه جزيرة الرمادي، عبر نهر الفرات.
كذلك، أعلنت قيادة «الحشد الشعبي» في محافظة الأنبار انسحاب قوات «الحشد»، بكافة فصائلها، من قضاء الكرمة (شرقي الفلوجة)، بعد انتهاء معارك تطهيرها من تنظيم «داعش». وفيما أكدت تسليم الملف الأمني في القضاء لقوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، أشارت إلى أن بعض فصائل «الحشد» توجهت إلى مدينة الموصل للمشاركة في معارك التحرير.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مجلس محافظة الأنبار استعداد مقاتلي «الحشد العشائري» لدخول مدينة الفلوجة، ومسك الأرض المحررة من سيطرة «داعش». وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجح بركات العيساوي، إن «لواء درع الفلوجة من مقاتلي العشائر، يستعد لدخول مدينة الفلوجة خلال الأيام القليلة المقبلة لمسك الأرض المحررة من تنظيم داعش، وإسناد قوات الشرطة وأفواج الطوارئ في حماية المدينة».
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد