محاكمة ليبي وتأثيراتها السلبية على الرئيس بوش ونائبه تشيني

24-01-2007

محاكمة ليبي وتأثيراتها السلبية على الرئيس بوش ونائبه تشيني

الجمل:  يتساءل بعض الصحفيين الأمريكيين حول: هل ستكون محاكمة ديك تشيني نائب الرئيس بوش، هي الخطة الثابتة، المتوقعة بفعل التطورات الدراماتيكية الجارية حالياً في محكمة سكوترليبي؟
تقول السيرة الذاتية بأن لوس اسكوترليبي، المولود في 22 آب عام 1950 من أسرة يهودية، عمل بالمحاماة لفترة، ثم تولى منصب مساعد ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي. وفي الفترة من عام 2001 وحتى عام 2005م، كان يعمل رئيس هيئة موظفي مكتب نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي.
وقد أتاح له هذا المنصب وجوداً وظهوراً ثابتاً في كافة مجالات عمل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية.
كذلك فقد سبق وأن عمل ليبي خلال فترة إدارة بوش الأب بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مساعداً لوزير الدفاع للشؤون الاستراتيجية والموارد، وبعد ذلك أصدر الكونغرس مواقفه الداعمة لتعيين ليبي نائباً لوزير الدفاع للشؤون السياسية.
ويعتبر ليبي من الشخصيات البارزة بين جماعة المحافظين الجدد.
في 28 تشرين الأول تمت إقالة ليبي من منصبه في البيت الأبيض بعد ساعات من صدور الاتهام و(فتح محضر قضائي) ضده بواسطة المجلس الخاص بوزارة العدل الأمريكية، تحت تهمة الإفشاء والتشهير وفضح أمر العميل فاليري بالمي في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وبرغم ذلك فقد عملت جماعة المحافظين الجد على دعم ليبي وعدم التخلي عنه، وقاموا بتعيينه في مطلع كانون الثاني 2006 في وظيفة مستشار معهد هدسون، المسؤول عن المسائل المتعلقة بالحرب ضد الإرهاب ومستقبل القارة الآسيوية.
بدأت  إجراءات محاكمة ليبي  في يوم 16 كانون الثاني 2007م، وتفيد المعلومات الواردة من واشنطن إلى الآتي:
• إن ليبي ليس مهتماً من بعيد أو من قريب بفقدان منصبه في البيت الأبيض، ولكنه مهتم ومتأثر إلى أبعد حد بحالة كونه أصبح (كبش فداء) للآخرين.
• صرح ليبي (أعتقد بأن رجال البيت الأبيض يحاولون استخدام أساليب الغش والخداع لوضعي في هذا المكان، وهم يريدونني حالياً أن أكون كبش فداء، فرجال البيت الأبيض يريدونني أن أحمي كارل روف( (كارل روف هذا أحد أبرز المقربين لجورج بوش، ويقال بأنه هو الذي أشرف على صنع بوش وإدارة عملاته الانتخابية، إضافة إلى أنه ظل يعمل في البيت الأبيض مستشاراً لبوش في الشؤون الاستراتيجية).
• أبدى تشيني ملاحظات حول ما قاله ليبي، وأشارت هذه الملاحظات إلى أن ليبي قد أخبر ديك تشيني بأنه لم يشترك في عملية الكشف عن هوية عملية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
الشهود الذين سوف يمثلون أمام المحكمة سوف يضمون عدداً كبيراً من نخبة كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، ومن أبرز الشهود:
- كولن باول- وزير الخارجية السابق، ورئيس هيئة اركان الجيش الأمريكي.
- البرتو غونزاليس- النائب العام الأمريكي الحالي، والذي كان موظفاً سابقاً في البيت الأبيض الأمريكي.
- جورج تينيت- مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- بيل هارلو- المتحدث الرسمي السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- جون ماكلوغين- نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الحالي.
- ديك تشيني- نائب الرئيس الأمريكي.
- كارل روف- كبير مستشاري الرئيس بوش.
- إسرائيل هيرنانديز: مستشار كارل روف الخاص.
إضافة إلى عدد أخر من الشهود من البيت الأبيض، وأجهزة المخابرات، وأجهزة الإعلام الأمريكية التي قامت بعملية كشف هوية عملية المخابرات.
ورطة ديك تشيني نائب الرئيس بوش، سوف تبدأ من كونه تم إخطاره بواسطة المحكمة لكي يحضر ويقدّم شهادته أمام القاضي الأمريكي، وبعد ذلك سوف يتم استجوابه حول إفاداته بواسطة فيتز جيرالد محامي الدفاع عن ليبي.
يقول الصحفي جاستن رايموندو متسائلاً حول استجواب ديك تشيني: (..ولكن من الذي، بالفعل، سوف يكون ماثلاً هنا؟.. في الحقيقة ليس هذا الشخص هو مجرد ليبي وحده، ولكنه أيضاً (معلم) ليبي ورئيسه –أي ديك تشيني- وقد تم تحديد وتسمية ليبي كمتهم، ولكن الذي سوف يمثل حقيقة أمام المحكمة سوف يكون هو ديك تشيني نائب الرئيس بوش..).
إن عملية (زراعة القصة) في أجهزة الإعلام، والتي هدفت إلى التقليل من شأن السفير الأمريكي جو ويلسون عن طريق فضح ارتباط زوجته فاليري بالعمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دون علمه، وذلك عقاباً لهذا السفير، الذي فضح محاولة المحافظين الجدد التي هدفت لتزوير وتلفيق مستندات شراء نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لليورانيوم من دولة النيجر العراقية في غرب افريقيا.
خلف عملية التلفيق والتزوير توجد مجموعة من (الأشباح الموجودة حالياً في الإدارة الأمريكية)، وبالذات في مكتب ديك تشيني، وبالتالي لما كان دفاع ليبي سوف يركز على أنه كذب بسبب ضرورات ومتطلبات طبيعة عمله في مكتب ديك تشيني، خاصة وأن خطوط دفاع محامي ليبي تركز على الأتي:
- أن كارل روف هو الذي اخترع القصة المتعلقة بهوية فاليري عملية المخابرات والتي تمت زراعتها في أجهزة الاعلام الأمريكية.
- ان ما قام به كان نتيجة لطبيعة عمله في مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، وبناء على تعليماته المطلقة.
ومن ثم فإن استجواب المحامي فيتز جيرالد لديك تشيني، سوف يجعل ديك تشيني أمام أمرين أحلاهما مر، أي إما أن يقرّ بأن كارل روف هو الذي فبرك القصة، وبالتالي يتورط كارل روف، والذي لن يكون صيداً سهلاً لأنه سوف يورط الجميع بما فيهم بوش وديك تشيني، أو أن يكشف طبيعة عمل مكتب نائب الرئيس في صنع وتلفيق الاكاذيب امام الرأي العام الأمريكي، وبالتالي يكون ديك تشيني ليس المسؤول والمتهم الأول في هذه القضية، وحالياً يقال بأن ديك تشيني أصبح هذه الأيام يبذل العديد من المحاولات والجهود من أجل (لفلفة) الموضوع وإيجاد مخرج لليبي.. ولكن كما تقول المعلومات فإن محاولات ديك تشيني أصبحت غير ممكنة إن لم تكن مستحيلة، خاصة وأن الديمقراطيين أصبحوا يسيطرون على مجلس النواب والشيوخ، وبالتالي فإن صدور أي قرار بواسطة الكونغرس أصبح غير ممكن، وهو على ما يبدو الأمر الذي أغضب ليبي، وذلك لاعتقاده أن ديك تشيني وبوش وجماعة المحافظين الجدد كان بإمكانهم التحرك لإنقاذه عندما كان الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس، وكلنهم تباطؤوا وتجاهلوه، وتركوه وحده حالياً أمام الورطة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...