غزو أميركي يعقّد مفاوضات التسوية اليمنية

09-05-2016

غزو أميركي يعقّد مفاوضات التسوية اليمنية

لا تقدّم في المحادثات اليمنيّة في ظلّ عودة الغارات ومواصلة «التحالف» خرق وقف إطلاق النار، وإقرار الولايات المتحدة دخولها الحرب ضدّ تنظيم «القاعدة» لمساندة الإماراتيّين في «مهمّتهم» الجديدة، وإن كان بأعداد «صغيرة جداً»، وهو ما يمكن أن يُعقّد أي مسارٍ للحلّ، في وقتٍ تتشعّب فيه القضايا الخلافيّة بين طرفي النزاع.
الخلاف تجلّى يوم السبت بعدما علّقت الجلسات المباشرة «بسبب عدم إحراز أيّ تقدّم»، بحسب ما أشاع «وفد الرياض»، ولعلّ أبرز أسباب تعثّر المحادثات، هو اختلاف الرؤى بشأن التدخّل الأميركيّ ضدّ «القاعدة» في اليمن، والذي يرفضه «وفد صنعاء» قطعاً، ويطالب الطرف الآخر بتحديد موقف واضح من هذا التدخل.يمنيون يتظاهرون في الذكرى الأولى لقصف زوارق نازحين من المدينة، في ميناء للصيادين في عدن الجنوبية، أمس الأول (أ ف ب)
وفي سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»، قال المتحدّث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إنَّ «رفض انتهاك السيادة اليمنيّة ودخول قوّات أجنبيّة واحتلال موانئ ومطارات هو المعنى الحقيقي للدولة وللهوية الوطنية الجامعة». وأضاف «ليخرج الاحتلال من بلدنا غزاة وعتاداً، ومن يدّعي الشرعية ويتحدّث عن سلاح الجيش، عليه أن يخبرنا أولًا عن معنى السيادة والاستقلال والحريّة». تابع «يوم كنّا نقول القاعدة وداعش تتواجد في بعض مناطق الجنوب ويجب على الجيش أن يتولّى مهمة مواجهتهم استنكروا ذلك، واليوم نسألهم أميركا لماذا جاءت؟».
وفي حين لم يُعلن عن أيّ مواعيد جديدة لاستئناف المحادثات، أكَّدت مصادر «الأناضول» أنَّ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عقد صباح أمس، جلسات منفصلة مع رئيسي وفدَي الرياض وصنعاء، لتذليل الصعوبات التي تسبّبت في تعثّر جلسات أمس الأول.
كما كان من المقرّر، وفق المصادر، أن تبدأ مساء أمس، جلسات مشتركة للجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، لكنّها تعذرت أيضاً.
ونقلت «فرانس برس» عن مصدر في «وفد الرياض» قوله، إنَّ «الحوثيين تراجعوا (عن مواقفهم) إلى نقطة البداية»، وإنَّ ذلك «عقّد الوضع»، مضيفاً أنّهم يشترطون «الاتفاق أولاً على إنشاء هيئة تنفيذيّة انتقاليّة».
ولإضافة عراقيل جديدة، شنّ طيران «التحالف» السعودي، يوم أمس، غارات جويّة على مناطق عدّة في نهم، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنيّة «سبأ» عن مصدر أمني قوله، إنَّ «طيران العدوان واصل خروقاته لوقف إطلاق النار، مستهدفاً بسلسلة غارات مناطق الحول وضبوعة ومسورة في نهم، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين وجرح 17 آخرين في منطقة مسورة كحصيلة أولية».
في هذه الأثناء، وصلت دفعة جديدة من القوات الأميركيّة للمشاركة في الحرب على «القاعدة»، وفق الوكالة اليمنيّة.
وأوضحت مصادر لوكالة «سبأ»، أنَّ زورقين حربييّن يحملان جنوداً أميركيّين وصلا إلى ميناء بير علي في محافظة شبوة، مشيرةً إلى أنَّ القوّات الأميركيّة قامت بتفتيش السفن الراسية في الميناء، ومنعتها من التحرّك.
ويأتي وصول هذه القوّات الجديدة بعد وصول قوّات أميركيّة إلى قاعدة العند الجوية في لحج الجنوبية، ووصول 200 جندي أميركي إلى مدينة المُكلّا (مركز محافظة حضرموت) بكامل عرباتهم وعتادهم العسكري، ودخول حاملة الطائرات الأميركيّة روزلفت إلى خليج عدن مع 6 فرقاطات، وفق الوكالة.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة، جيف ديفيس، أعلن، يوم الجمعة الماضي، أنَّ «عدداً صغيراً جداً» من الجنود الأميركيّين أُرسل مؤخراً إلى اليمن لمساعدة «التحالف» لطرد تنظيم «القاعدة» من مدينة المُكلّا الساحليّة.
من جهة ثانية، قال ديفيس، إنَّ الولايات المتحدة شنّت أربع ضربات جويّة ضدّ تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» منذ 23 نيسان الماضي، أدّت إلى مقتل عشرة مقاتلين وإصابة آخرين.
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكّد فيها البنتاغون عودة جنود أميركيين إلى الميدان اليمني، منذ مغادرة آخر القوّات الأميركيّة في آذار 2015، تاريخ بدء الحرب السعودية على البلاد.
وأشار المتحدث الأميركي إلى أنَّ واشنطن «قدّمت مساعدة للقوّات اليمنيّة وقوّات التحالف وخصوصاً الإمارات، في الأسابيع الماضية، تشمل تقديم معلومات استخباريّة إلى جانب وضع عدد محدود من العسكريين في تصرّفها».
وهذه المعلومات كانت قد كشفتها وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر أميركيّة أفادت منتصف نيسان الماضي، بأنَّ الإمارات تخطّط لشنّ هجوم ضدّ «قاعدة» اليمن، وطلبها مساعدة الولايات المتحدة.
وفيما أوضح ديفيس أنَّ الغارات الجوية الأخيرة منفصلة عن العمليّات في المُكلَّا، أشار إلى أنَّ عمليّة المُكلَّا شكّلت «مصلحة كبيرة لنا: ليس من مصلحتنا وجود تنظيم إرهابي يسيطر على مدينة ساحليّة، ولهذا السبب نحن نقدّم المساعدة».
لكن القوى الوطنيّة اليمنيّة ندّدت «بوصول طلائع قوّات غزو أميركيّة بمعداتها إلى جنوب الوطن وقاعدة العند الجوية».
وقالت، في بيان، «إنّنا نعتبر الوجود الأميركي والإماراتي وغيره في الأجزاء الجنوبيّة من بلادنا وجوداً عدوانياً استعمارياً يهدف إلى نهب الثروات واستعباد الشعب وتقسيم واحتلال الأرض، وسيواجه بالمقاومة بكل الوسائل والخيارات».


 («السفير»، أ ف ب، «الأناضول»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...