50% من إنتاجنا من الحمضيات فائض عن حاجتنا
تشكل الحمضيات في اللاذقية المحصول الإستراتيجي الأول الذي يترتب عليه معيشة عشرات الآلاف من الأسر الذين يعانون منذ سنوات طويلة هموماً عديدة مرافقة لهذا المحصول وعلى رأسها التسويق ما يجعل المنتجين للحمضيات في حديث دائم لشجونهم حديث لا يخلو من نبرة العتب والحزن، العتب على جهات حكومية لم تحسن إلى الآن إنقاذ المحصول والحزن على جهد لم يقابله مردود مادي حيث إن حسابات الحقل لم تتوافق مع حسابات البيدر، ليس إنتاجاً وإنما مردود مادي، في الحديث عن الحمضيات لابد من التوقف عند محطات كثيرة تشكل بمجموعها مشهد الحمضيات في اللاذقية، زراعة وإنتاجاً ونوعية وتسويقاً.
وفي مادتنا هذه سنقف عند واقع حال الحمضيات مبتدئين بالمساحة المزروعة بالحمضيات والتي وصلت إلى 33 ألف هكتار تحوي 10.550 ملايين شجرة، يقدر إنتاجها لهذا الموسم بـ772 ألف طن، وتقوم على خدمتها ورعايتها 60 ألف أسرة، وما زال التوسع في الزراعة مستمراً رغم فائض الإنتاج الذي لم يجد إلى الآن أسواقاً مستقبلة له، فمن المقرر أن يتم توزيع 121 ألف غرسة حمضيات جديدة هذا الموسم وهي الكمية المنتجة في مشاتل مديرية الزراعة لهذا العام عدا عشرات الآلاف من الغراس التي تنتجها المشاتل الخاصة.
للحديث عن الحمضيات وشجون تسويقها التقينا مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك الذي تحدث قائلاً: الإنتاج هذا العام جيد وحالة الثمار جيدة جداً، وبالنسبة لنا كمديرية حاولنا جاهدين حل مشكلة التسويق وقد أرسلنا عدة مذكرات بهذا الخصوص كل مذكرة كان لها صدى وكنا نرى الإجراءات فوراً على أرض الواقع وأضاف منذ شهرين ونصف الشهر دعونا لاجتماع بحضور: وزراء الاقتصاد والزراعة والصناعة والتموين لبحث آفاق تسويق الحمضيات وكان اجتماعاً جيداً ومثمراً حضرته كل الجهات المعنية بالعمليات التسويقية، كغرف الصناعة، اتحاد غرف الزراعة، اتحاد المصدرين السوريين، ومجلس رجال الأعمال السوري- البلاروسي، والكثير من المهتمين بتسويق وتصنيع الحمضيات، نتج عنه قرارات مهمة، حيث التزم اتحاد المصدرين بتصدير 100 ألف طن، كما التزم اتحاد الغرف بتصدير 50 ألف طن، ناهيك عن أرقام التسويق الداخلي بالتعاون مع مؤسسة الخزن والتسويق، وفي سياق المعالجة فقد تمت معالجة مشاكل الإخوة المصدرين وإزالتها كما تم الاتفاق مع اتحاد فلاحي العراق من خلال مبادرة كريمة من اتحاد فلاحي سورية بالتعاون مع مؤسسة الخزن والتسويق واتحاد المصدرين السوريين لعقد بروتوكول لتصدير الحمضيات السورية، ومنذ فترة تم تصدير 50 براداً ونتيجة الأوضاع في العراق والحوادث توقفنا وكلنا أمل أن تعود الحالة كما كانت عليه، لأن سوق العراق واعدة بالنسبة لنا نتيجة الكثير من المعطيات الموجودة، رغم ذلك هناك الكثير من الشركات التي أتت للبحث في تسويق الحمضيات في سورية.
وأضاف خير بك: لدينا معاناة سوء النقل وارتفاع الأجور، وكثير من الأسواق خرجت من الخدمة بسبب الوضع الأمني ونحن أمام مشكلة حقيقية لأن لدينا 50% من الإنتاج هو فائض، مهما تكن الدول فهي غير قادرة على حل الموضوع بعصا سحرية، لكني أؤكد أن هذا العام خطونا خطوات مدروسة بشكل علمي ودقيق وستكون الأمور أفضل وخاصة أنه تم وضع حجر الأساس لمعمل الحمضيات خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة حيث منذ نحو 30 سنة ونحن نطالب بإقامة هذا المعمل ورغم طاقة هذا المعمل المتواضعة إلا أنه سيسهم بحل 25% من مشكلات الحمضيات.
نهى شيخ سليمان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد