تقرير لـ«منظمة الكيميائي» يؤكد استخدام إرهابيين غاز الخردل في سورية
بينما قال البيت الأبيض إنه «قلق للغاية» من النتائج الأولية التي توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سورية، أكد تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن إرهابيين في سورية استخدموا «غاز الخردل» في بلدة مارع شمال حلب في آب الماضي.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن تقرير للمنظمة: أن خبراء الأسلحة الكيميائية خلصوا إلى أن غاز الخردل استُخدم في بلدة سورية خلال اشتباكات بين تنظيم داعش وجماعة أخرى.
وخلص التقرير السري للمنظمة «بمنتهى الثقة إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل» في بلدة مارع شمالي حلب يوم 21 آب. وقال التقرير «من المرجح بشدة أن يكون غاز الخردل تسبب في وفاة رضيع».
ويقدم التقرير أول تأكيد رسمي عن استخدام غاز الخردل في سورية منذ وافقت دمشق على إتلاف مخزونها من الأسلحة الكيميائية التي كان بينها غاز الخردل.
ولم يذكر التقرير تنظيم داعش لأن بعثة تقصي الحقائق ليست مفوضة بتوجيه اللوم لكن مصادر دبلوماسية قالت: إن الأسلحة الكيميائية استخدمت في اشتباكات بين داعش وجماعة مقاتلة أخرى كانت في البلدة في ذلك الوقت.
وقال مصدر: إن التقرير يثير «تساؤلاً مهماً بشأن من أين جاء غاز الخردل.. إما اكتسب تنظيم داعش القدرة على صناعته بنفسه أو ربما جاء من مخزون لم يعلن عنه وسيطر عليه التنظيم. كلا الخيارين يبعث على القلق».
وسلمت سورية مخزونها من المواد الكيميائية بالكامل قبل 18 شهراً. ويمثل استخدام هذه الأسلحة انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي أبرمت عام 1997.
وهذه النتائج جزء من ثلاثة تقارير قُدمت لأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي. ويضاف ذلك إلى مجموعة من الأدلة بأن تنظيم داعش حصل على أسلحة كيميائية في العراق وسورية ويستخدمها.
وكانت سلطات إقليم كردستان العراق قد قالت في وقت سابق هذا الشهر: إن مقاتلي التنظيم أطلقوا قذائف مورتر تحوي غاز الخردل على مقاتلي البشمركة الأكراد في شمال العراق خلال اشتباكات في آب. وذكرت أن عينات دم أخذت من نحو 35 مقاتلا تعرضوا للهجوم جنوب شرقي إربيل عاصمة الإقليم أظهرت «مؤشرات» على وجود غاز الخردل.
وقال دبلوماسي: إن فريقاً من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أرسل إلى العراق لتأكيد النتائج ومن المتوقع أن يحصل على عيناته الخاصة في وقت لاحق هذا الشهر.
وكان مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون أكدوا في آب الماضي أن تنظيم داعش الإرهابي استخدم غاز الخردل خلال هجماته الإرهابية على محافظة الحسكة.
من جهتها نقلت وكالة «أسوشيتيد برس» الأميركية عن مصدر في المنظمة طلب عدم الكشف عن هويته قوله «إن المفتشين عثروا على دليل يثبت أن المسلحين استخدموا غاز الخردل في بلدة مارع يوم 21 آب الماضي».
وحذرت سورية مراراً من خطورة استخدام السلاح الكيميائي من التنظيمات الإرهابية وعبرت رسمياً عبر رسائل وزارة الخارجية والمغتربين أو بيانات مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري منذ كانون الأول عام 2012 عن تخوفها الجاد من قيام بعض الحكومات التي تدعم الإرهاب في سورية بتقديم أسلحة كيميائية للإرهابيين والادعاء لاحقا باستخدامها من الجيش السوري.
ويوم الجمعة قال البيت الأبيض: إنه «قلق للغاية» من النتائج الأولية التي توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إيميلي هورن في بيان: «نواصل فحص هذه المزاعم بدقة كبيرة واتباع إجراءات إستباقية بشأن خطر الأسلحة الكيمائية أو أخطار مماثلة أخرى».
وقالت مصادر في المنظمة حسب «رويترز»: إن المجلس التنفيذي للمنظمة المؤلف من 41 عضواً دعا إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة النتائج الخاصة باستخدام الغاز في سورية وستعقد الجلسة في لاهاي يوم 23 تشرين الثاني.
ووافقت سورية في أيلول 2013 على إتلاف برنامجها للأسلحة الكيمائية بالكامل بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وسلمت آخر 1300 طن من الأسلحة الكيميائية للمنظمة في حزيران 2014.
وكُلفت لجنة التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمهمة تحديد المسؤول عن هذه الهجمات.
وستقدم التقارير إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وكالات
إضافة تعليق جديد