الصحافة الأمريكية اليوم
الصحف الأميركية لا تزال تعير اهتماما بالغا بالشأن العراقي, إذ تحدثت عن الموت الشنيع لصدام وسراب أسلحة الدمار الشامل العراقية, وتجاوز عدد قتلى الجنود الأميركيين في العراق الـ3000 والأعداد الهائلة من الضحايا العراقيين, رابطة ذلك كله بضغط المحافظين الجدد لزيادة القوات الأميركية في العراق.
تحت عنوان «الموت الشنيع لصدام» قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لا يستحق رأفة أحد, لكن صور شنقه بعيدة كل البعد عن العدالة النزيهة المنفذة من قبل دولة, إذ يبدو أن الدكتاتور المحكوم عليه سلمته القوات الأميركية إلى مجموعة من رعاع الشيعة للتشفي فيه.
وأضافت أنه بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش, التي لا تزال تصر على أنها شنت الحرب على العراق لإقامة الديمقراطية والعدل, فإن هذه الصور التي نشرت على نطاق واسع عبر العالم تمثل إحراجا مخجلا.
وعبرت الصحيفة عن أسفها لأن اللوم في هذه المسألة سينحى به على كل الأميركيين, بينما يرجح أن تزداد معاناة العراقيين.
وقالت إن ما كان ينظر له على أنه تحول رمزي للعراق من حقبة ظالمة سيدخله بدلا من ذلك دوامة من العنف الطائفي المغذى بالعمليات الانتقامية.
وأضافت أن هذه الحلقة البشعة من تطورات الشأن العراقي تظهر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لن يكون صاحب تشكيل حكومة الوفاق الوطني العراقية التي طالما حثته أميركا على تشكيلها.
وقالت إن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن على بوش وهو يحضر خطته العراقية أن يواجه الحقائق الكئيبة للعراق.
وتابعت تقول إن هذا البلد يفتقر مع بداية عام 2007 إلى جيش يستطيع الاعتماد على ذاته, وإلى نظام عدلي يضع حكم القانون فوق المنافع السياسية, كما أن قواته الأمنية تسيطر عليها المليشيات وقطاع الطرق, والأهم من ذلك على بوش أن يدرك أن هذا البلد يحتاج بصورة ملحة لحكومة ملتزمة بحماية حقوق العراقيين وسلامتهم الشخصية.
وتحت "ألف قتيل آخر" كتب بوب هيربرت في الصحيفة نفسها يقول إن صدام قد مات وأسلحة الدمار الشامل كانت مجرد سراب وقد قتل حتى الآن أكثر من 3000 جندي أميركي وأعداد هائلة من العراقيين, كما أن الأميركيين أظهروا من خلال الانتخابات الأخيرة أنهم يعارضون الحرب على العراق واستمرار الأعمال البربرية الحالية في هذا البلد بل إن الجنود الأميركيين أنفسهم بدؤوا يعبرون عن معارضتهم لهذه الحرب.
لكن الكاتب لاحظ أن كل ذلك, فضلا عن نصائح القادة الميدانيين, لا يبدو أنه سيثني بوش عن إرسال مزيد من الأميركيين إلى خط النار.
تحت عنوان "قوة المحافظين الجدد هي الدافع وراء زيادة القوات الأميركية في العراق" قال بيتر سبيغل في تحليل له في صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن المثقفين الذين هندسوا الحرب على العراق, المعروفين بـ"المحافظين الجدد", وجدوا أنفسهم منذ أن تفاقمت دوامة العنف في العراق أمام انتقادات شديدة, ليس من طرف المجالس السياسية الأميركية فحسب, بل من طرف البيت الأبيض نفسه.
وأضاف أن هذا هو الذي تسبب في تحويل بول وولويتس إلى البنك الدولي ودوغلاس فيث إلى أكاديميا وجون بولتون إلى الأمم المتحدة.
لكن الكاتب لاحظ أن مجموعة أخرى من هؤلاء المحافظين الجدد, تضم ويليام كريستول وفريدريك كيغان، دخلت على الخط من جديد لدفع الإدارة إلى إرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى العراق والتركيز على توفير الأمن للعراقيين بدل ملاحقة المقاتلين.
وأضاف أن هؤلاء يروجون لأفكارهم عبر وسائل الإعلام والمحادثات الخاصة مع مسؤولي الإدارة الأميركية.
ونقل عن كينيث أدلمان الذي وصفه بأنه أحد أهم منظري المحافظين الجدد قوله إن ما نحتاجه في العراق هو توفير الأمن للسكان, ثم الاعتماد عليهم في التصدي للمقاتلين العراقيين.
- نقلت صحيفة يو أس أيه توداي عن مريم الرايس إحدى المقربين من المالكي قولها إن حارس أمن متهما بتصوير محاكمة صدام ونشرها تم اعتقاله.
وأضافت الرايس أن هذا الفيلم وبث محطات التلفزيون العراقية له عمل موجه ضد الحكومة العراقية, مشيرة إلى أن لجنة من ثلاثة أشخاص شكلت لتحديد هوية من كانوا يرددون هتافات مسيئة لصدام وقت إعدامه.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الأميركي اللواء ويليام كالدويل قوله إن تنفيذ الحكم في صدام كان مسألة عراقية بحتة وإن الأميركيين لو تولوها لنفذوها بطريقة مغايرة, مشيرا إلى أن هذه الحكومة لا تزال حديثة وستستخلص دروسا من كل أمر تقوم به.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد