لماذا طالت حربنا ؟
كما لو أني منجّم يسألني بعض من أقابلهم كيف أرى مستقبل الحرب؟! وبما أن النتائج مرهونة بالمقدمات، ولا يوجد أي رغبة بالتنازل عن النصر لدى فريقنا أو فريقهم، أرى أن الحرب مستمرة، وسيظفر من يصبر أكثر، غير أن وقائع السنوات الثلاث الأخيرة تقول أن جيشنا اليوم منتصر أكثر منه بالأمس، ويجب أن نحافظ على حيويتنا وصبرنا وعنايتنا ببعضنا كما لو أننا جسد واحد يهدده الطمع والجشع والإذعان للشهوات مثلما تهدده جرثومة داعش، فقليل من العفة والتقشف وكثير من الصدق يدعم قوتنا ويمد في صبرنا ليقربنا من نصرنا..
غير أن مشكلتنا نحن السوريين جميعاً، من كلا الطرفين المتنازعين، الفريق السلفي المعارض، والجمهوري المؤيد، تكمن في نقص الأخلاق، وهاذا قد يفضي بنا إلى ما قاله أحمد شوقي : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. وما أرى إلا أن أمراء الفساد السابقين قد أعادوا انتشارهم سياسياً واقتصادياً بين الفريقين المتنازعين: الفريق المنشق لاعتقادهم أن الإستثمارات والحظوظ أكبر عند الدول المعادية لسورية، والعكس صحيح بالنسبة لمن بقي من الفاسدين الذين شكلو بذرة الأزمة وحجتها، وهاذا أحد أسباب عدم تمكن أحد الفريقين من إحراز النصر، إذ ما يزال فقراء الطرفين، السلفي ونقيضه، أكثر صدقاً في حربهما من سادتهم .. ذلك أن الصراع الطبقي قد ألغي من سوريا بعد الإنفتاح الإقتصادي، كما لم ينجح الإخونجيون في تحويله إلى صراع مذهبي في حربهم الحالية، فبات أقرب إلى انتقام الريف من المدينة. إنه صراع بين المزارع والتاجر، وبين الماضي والحاضر، حيث تجري سَعوَدة مناطق المعارضة وإعادتها إلى الأمس السلفي، بينما بقيت جمهورية المؤيدين تراوح داخل اليوم غير قادرة على العبور نحو الغد.. وفي هاذي الحالة أرى أن المعرفة + الأخلاق = النصر ، فإما إلى الخلف در وإما إلى الأمام سر.. بينما الواقع حاليا : مكانك راوح، بسبب الفساد الذي يؤجل غلبة أحد الفريقين.. حددوا بوصلتكم واطردوا فاسقيكم يا قوم، إذ ما يزال سادتنا في الجاهلية سادتنا في الإسلام: فاسدون يتسترون برداء السلف الصالح ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم..ومندسون يدّعون دعم الدولة وهم في الواقع يدعمون استمرار بنية الفساد التي أشعلت غضب العباد . وبسبب ماتقدم لا يمكن تحقيق نصر أو سلام بين الطرفين: نحن وهم، طالما الفساد يأكل الجميع..
فيا أيها السوري، كن رجلاً شريفاً واعلم أن عدد الأوغاد في سوريا سوف ينقص واحداً، وانظر جيداً إلى ما فعلت، فإذا كنت قد اعتديت على أعراض وأملاك الآخرين فإن المصالحة السياسية لن تعفيك من انتقام المظلوم .. فحارب بشرف لتحصد نصراً مشرفاً، فقد تعبنا من قلة الشرف التي لم يسبق لها مثيل في حروب العالم..
وإذا كانت قوانين الدولة ما تزال تعمل ضد من يسمي القتل جهاداً والنهب غنيمة والسبي شريعة والعقيدة المخالفة كفراً فإن النظام يبقى أفضل أو قل أقل سوءاً من المعارضة.. المعارضة التي توفرت لها كل أسباب الدعم والحشد الدولي كما لم يحصل من قبل لتستمر، ومازالت تخسر طوال أربع سنوات من الحرب بسبب ضعف الأخلاق وقلة المعرفة .. بينما تأخر نصر الدولة على المتمردين رغم بسالة الجيش والقوات الرديفة وإخلاص الدول الصديقة للسبب ذاته .. فهل أدلكم على أقصر طريق للنصر: فقط كونوا صادقين لدماء الشهداء وحقوق الآخرين لكي يؤيدكم الله بنصر مبين.. إنه سباق في الإخلاص للإنسان والوطن، ولن ندع مهوّسي الأديان والمذاهب أن يقلبو السباق من الجري نحو الأمام إلى الخلف..
هامش: على الرغم من انتهاء حفل الضحك على نكتة السلمية، جمهور المعارضة مازال يضع طنجرة العرعور على رأسه لذالك لايسمع شيئا آخر سوى صدى طنينها، ولهاذا لن يكون هناك مصالحة صادقة ولاصوت لنداء العقل.. افتحو لهم ثقبا يسمعون منه صوت الواقع..الواقع الذي يقول أن الدولة مازالت قائمة والرئيس باق والجيش مستمر ..
نبيل صالح
التعليقات
تعليق..
المعرفة + الأخلاق = النصر
لم تبدأ بعد!
الفساد من العيار الثقيل
طالما أن إيران ظاهرة صوتية
إلى الأمام
إضافة تعليق جديد