سوق السينما البارد ولا تسخنه حمى المهرجان
أعلنت «شبكة السينما العربية»، المتخصّصة بتنمية الثقافة السينمائية، نتائج استفتاء أجرته مؤخّراً عبر موقعها على شبكة «إنترنت»، حول مساهمة المهرجانات السينمائية في تسويق الأفلام العربية، وحول التنافس الحاصل بينها كلّها. وجاءت النتيجة أن 68 بالمئة من المشاركين في الاستفتاء (ألف مشترك) قالوا إن هذه المهرجانات لا تفيد الأفلام العربية بشيء، وأن المهرجانات المذكورة «تستهدف البريق الإعلامي وأضواء النجوم». ودلّل المشاركون على ذلك بالصراع الدائر بين مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش حول النجوم العرب والأجانب، علماً أنها لا تفتح الأسواق المحلية أمام السينما العربية بمختلف مدارسها وتياراتها، وذلك بحسب ما جاء في بيان موزّع عبر البريد الإلكتروني. أضاف البيان أنه في مقابل هؤلاء، هناك 31 بالمئة يعتقدون أن هذه المهرجانات السينمائية «تساهم في إلقاء الضوء على السينما العربية، بغضّ النظر عن عرضها في الصالات السينمائية من عدمه».
جاء الاستفتاء كردّ فعل على السباق المحموم بين المدن العربية لاستضافة مهرجانات سينمائية كبيرة، خصوصاً «بعد التراشق الإعلامي بين مسؤولي المهرجانات»، التي تضاربت مواعيد إحياء دوراتها الجديدة في خلال العام الجاري، إذ تضاربت بعض المواعيد وتقاربت أخرى، «بشكل أثّر على حجم مشاركة مبدعي الفن السينمائي في هذه المهرجانات، كما أثّر على التغطية الإعلامية لنقل أحداث هذه التظاهرات الفنية». وأضاف البيان أن نقّاداً عرباً (لم يذكر أسماءهم) تساءلوا عن سبب التضارب في مواعيد المهرجانات العربية، بعد أن اتّفق مدراؤها على تثبيت مواعيد خاصّة بإقامة دورات العامين الماضيين للمهرجانات الأربعة في دبي وقرطاج والقاهرة ومراكش درءاً للتصادم، إذ تمّ إحياء الدورتين الجديدتين لمهرجاني القاهرة ومراكش في وقت واحد تقريباً (الأسبوع الأول من كانون الأول الجاري)، في حين تضارب مهرجاني القاهرة ودبي، ولم ينجُ من هذا المأزق إلاّ مهرجان قرطاج. ونقل البيان أقوالاً لمدراء بعض هذه المهرجانات، هاجموا فيها بعضهم بعضاً من دون أن يلتقوا عند ضرورة تنظيم المواعيد وأهمية تأهيل مهرجاناتهم المُصابة بألف خلل وعطل، خصوصاً قرطاج والقاهرة. لهذا، فإن مشاركين في الاستفتاء عبّروا عن رغبتهم في إيجاد قاعدة للتنسيق بين المهرجانات العربية كلّها، مشيرين إلى أهمية تأسيس «اتحاد عربي للمهرجانات السينمائية»، بعد «فشل الاجتماعات المتتالية لإدارات المهرجانات العربية في التنسيق فيما بينها، وفي اختيار مواعيد لإقامة دوراتها وفق ترتيب معيّن يسمح بعدم تصادمها فيما بينها». وتساءل مشاركون في الاستفتاء عن مغزى توجيه دعـــوات للفـــنانين أنفسهم من قبل المهرجانات كلّها، التي باتت تتنافس فيما بينها على استقطاب أكبر عدد ممكن من هؤلاء العاملين في شؤون سينمائية مخــــتلفة، ملبية لهم طلباتهم المادية والمعنوية على حدّ سواء. وأشار البيان الصادر عن «شبكة الســـينما العربية» (مقرّها القاهرة) إلى «أن عدم الاتفاق، والإصرار على سوء التنســـيق بين هذه المهرجانات، هـــما نتيجة طبيعية لعدم التواصل والتـــقارب التام في شتى مناحي الحياة العربية، السـياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد