مليون مسن في سورية 2010 وقريباً إستراتيجية وطنية للرعاية
أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وبمناسبة اليوم العالمي للمسنين ورشة عمل أمس تحت عنوان «شيخوخة نشطة» بهدف إطلاق دليل الاهتمام بالمسنين ورعايتهم الذي أعدته الهيئة، كما تمت مناقشة مسودة التوجهات العامة لإستراتيجية رعاية المسنين ولتحسين واقع الخدمات المقدمة لهم.
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط في افتتاح الورشة أمس أنه تم إعداد إستراتيجية وطنية للمسنين ستكون في مرحلة ما بعد الأزمة عبر التواصل مع الجهات المعنية الأخرى والتوجه إلى الإشراف وإدخال المجتمع الأهلي والارتقاء بالعمل والاستثمار الأمثل لهذه الفئة من المجتمع، مشيرة إلى أن الظروف الحالية أثرت بشكل كبير وبصورة مباشرة في هذه الفئة وخاصة في المناطق الساخنة الذين فقدوا أدنى حدود الرعاية بأنواعها كافة، مضيفة: إن الإستراتيجية التي تم إعدادها سيتم التوقيع عليها وهي على طاولة رئيس مجلس الوزراء ليتم العمل عليها من الجميع.
ومن جانبها أوضحت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان هديل الأسمر أن الواقع الديمغرافي للمسنين في سورية أثر وسيؤثر في كل مناحي الحياة ذات العلاقة بهذه الشريحة السكانية التي باتت بازدياد في أعدادها ومن ثم ستزداد احتياجاتها وتكاليف رعايتها، ولا سيما أن الدور التقليدي للأسرة المتمثل باحتضان المسنين ورعايتهم بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً، مشيرةً إلى أن انتقال الأسرة في سورية من الأسرة الممتدة إلى الأسرة الصغيرة أثر في منظومة القيم من خلال الخصائص أو الصفات المرغوب فيها من الجماعة والموجهة لسلوكهم.
وأشارت الأسمر إلى أن الأسرة السورية لا تزال هي الحاضن الأول لمسنيها غير أن الظروف الموضوعية التي تحيط ببعضها جعلتها عاجزة عن تلبية الاحتياجات الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والخدمية لكبار السن فيها، الأمر الذي استدعى عام 1981 صدور القانون 20 الذي نص على إحداث دور حكومية وأهلية لرعاية هذه الشريحة من الذين ربوا وتعبوا وخدموا أسرهم ومجتمعهم، مضيفة: إن المسنين هم صلة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل وتشكل حكمتهم وخبرتهم شريان الحياة في المجتمع، وكشفت الأسمر نتيجة لتحسن مستوى الحياة عموماً والوعي الصحي خصوصاً انخفض معدل الوفيات وبخاصة وفيات الرضع الأمر الذي أدى إلى ارتفاع متوسط الأجل المتوقع من 57 سنة عام 1975 إلى 75.1 للإناث و72.6 للذكور عام 2010 ما ساهم بدوره في ازدياد أعداد المسنين بعمر 60 سنة فأكثر بحيث وصل عام 2010 إلى أكثر من مليون مسن أي بنسبة 5.0 من إجمالي عدد السكان تقريباً.
وبدورها أشارت رئيسة دائرة صحة البالغين والكبار في وزارة الصحة الدكتورة فايزة الجوهرة إلى أن دور الوزارة تقديم الخدمات للمسنين من كل الأبعاد إضافة إلى البعد القانوني لأن التشريع يعطي الدعم للمسنين وهناك معاير بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإطلاق ما يسمى مدن صديقة للمسنين بحيث تجذب المسنين للخدمات.
عمار الياسين
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد