اقتراح أميركي لإسرائيل: مظلة صاروخية تشمل الأردن ومصر

11-03-2014

اقتراح أميركي لإسرائيل: مظلة صاروخية تشمل الأردن ومصر

في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتباهى فيه أمس، أمام عدسات الصحافيين بوقوفه أمام الصواريخ والأسلحة التي أعلن «ضبطها» على متن سفينة في البحر الأحمر الأسبوع الماضي، كان حلفاؤه الأميركيون يقترحون توسيع نطاق منظومة الصواريخ الإسرائيلية في المنطقة، لتشمل مصر والاردن.
وخلال «مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» في تل أبيب، طرح الملحق العسكري للسفارة الأميركية اللواء جون شابلاند، فكرة توسيع نطاق المظلة الإسرائيلية المضادة للصواريخ، حيث قال للمسؤولين والخبراء الإسرائيليين الحاضرين، إنه «إذا تمكنّا من بناء قدرة دفاعية إقليمية في الأردن مثلاً، فستدافع تلك القدرة بسهولة عن إسرائيل والأردن وحتى مصر إن شئتم ذلك، بإضافة طبقة أخرى لمنظومة دفاعاتكم المتعددة الطبقات»، واصفاً اقتراحه بأنه «مجرد فكرة للبحث».نتنياهو يحمل رصاصة في يده قبيل المؤتمر الصحافي في إيلات أمس (أ ف ب)
وأبدى مدير هيئة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية يائير راماتي تقبله للفكرة في ما يبدو، قائلاً خلال المؤتمر إن «سياسة وزارة الدفاع الإسرائيلية تتمثل دائماً في التعاون مع دول المنطقة، بما في ذلك الدولتان المشار إليهما».
ورفض راماتي الخوض في موضوع القدرة الحالية للمنظومتين الإسرائيليتين «أرو 2» المضادة للصواريخ الطويلة المدى، و«القبة الحديدية» المضادة الصواريخ القصيرة المدى، على توفير التغطية لدول مجاورة.
وقال في حديث لوكالة «رويترز»، «لن أطلعكم على خرائط العمليات. يمكنكم استخلاص ما شئتم من نتائج من إصرارنا على عدم الإجابة».
وتشير معلومات نزعت عنها السرية بشأن مدى منظومة «أرو 2» الى أنها تستطيع نظرياً توفير الحماية لمعظم غرب الأردن، بما في ذلك عمان والمناطق الشرقية في مصر، بالإضافة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
ويقول مصممو منظومة «أرو 3»، وهي نسخة جديدة من المنظومة مقرر نشرها في العام 2016، إنها ستكون قادرة على إسقاط الصواريخ الإيرانية فوق العراق قبل وصولها إلى الأردن أو المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل.
ويقول خبراء أميركيون إن القبة الحديدية تغطي مساحة نصف قطرها عشرة كيلومترات، وهي مساحة يمكن أن تكفي لحماية العقبة حسب موقع الصواريخ الاعتراضية.
وقالت مصادر أمنية في عمان، إن بواعث قلق الأردن بخصوص التهديدات الصاروخية تقلصت في الأشهر الأخيرة بسبب المسار الديبلوماسي لتسوية الخلاف بين إيران والقوى العالمية حول الملف النووي، وموافقة سوريا على شحن أسلحتها الكيميائية لتدميرها خارج البلاد.
وفي سياق عسكري آخر وخلال المؤتمر نفسه، أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال شاحار شوحاط، أن إسرائيل تخشى أن تنشر الجماعات المسلحة في لبنان وغزة طائرات من دون طيار تحمل متفجرات تستخدمها ضد إسرائيل في حرب مستقبلية إلى جانب ترساناتها الرئيسية من الصواريخ.
وقال شوحاط إنه «سيتعين علينا التعامل مع عشرات الطائرات من دون طيار في كل من جبهتينا الشمالية والجنوبية». وأضاف أن «الطائرات من دون طيار التي ستحوزها الجماعات المسلحة ستتراوح بين طائرات يجري التحكم فيها باللاسلكي وتزن بضعة كيلوغرامات وأخرى كبيرة تصل حمولتها إلى مئات الكيلوغرامات».
وعلق خبير الفضاء الإسرائيلي عوزي رابين على كلام شوحاط، قائلاً إن «درع القبة الحديدية الصاروخية وصواريخ باتريوت الإسرائيلية الاعتراضية تمكنت من إسقاط معظم الطائرات من دون طيار».
وقال ضابط آخر في سلاح الجو، إن شوحاط كان يشير إلى الطائرات من دون طيار التي تحمل المتفجرات والمصممة للاصطدام بالأهداف.
والإشارة إلى النوع الأثقل من المركبات، تشير إلى أن إسرائيل تعتقد أن «حزب الله» سيحصل على هذا النوع من الطائرات من إيران، بحسب محللين.
يأتي هذا الحديث، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأميركية عن تقديم دعم فوري لإسرائيل بقيمة 429 مليون دولار، دعماً لمنظومة «القبة الحديدية».
وجاء هذا الإعلان بعد أيام عدة على انتهاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، وفقاً لما نشره موقع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أمس.
من جهة أخرى، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفه بـ«نفاق المجتمع الدولي» في ما يتعلق بإيران، بعد تجاهل اعتراض السفينة المحملة «أسلحة إيرانية» في البحر الأحمر، قيل إنها كانت متوجهة إلى قطاع غزة.
وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي عقد في إيلات في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تم عرض الأسلحة على الصحافيين، «رأيت ابتسامات ومصافحات بين ديبلوماسيين غربيين ومسؤولين إيرانيين في طهران في الوقت الذي كنا نقوم فيه بتفريغ حاويات تحتوي على أسلحة»، في إشارة إلى زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى طهران.
وأضاف أن «الصواريخ التي وُجدت على متن السفينة كانت ستصل إلى تل أبيب والقدس وحتى ضواحي حيفا»، محذراً «قبل فوات الأوان، يجب أن يستيقظ العالم من أوهامه ويمنع إيران من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي».
وبالرغم من إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي، أن السفينة كانت تحمل أسلحة من بينها 40 صاروخ أرض أرض من طراز «إم 302» مصنوعة في سوريا، كان إلى جانب الصواريخ نحو 180 قذيفة «مورتر» و400 ألف طلقة بندقية مصفوفة في أكوام مرتبة على رصيف في ميناء إيلات.
ورأى معلقون أن نتنياهو يأمل أن يؤدي اعتراض السفينة إلى توفير مزيد من الحجج له للضغط على المجتمع الدولي ليواصل عقوباته الاقتصادية ضد طهران.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن الأخير سيتوجه للمرة الأولى بصفته الرسمية إلى إسرائيل غداً، حيث يلتقي نتنياهو ويدلي بخطاب أمام الكنيست. وسيلتقي كاميرون أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارته التي تستغرق يومين.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...