حرب التكفير تشغل الإعلام في تونس

16-01-2014

حرب التكفير تشغل الإعلام في تونس

صادق المجلس التأسيسي التونسي يوم الأحد الماضي، على تعديل فصل في الدستور الجديد، يجرّم بمقتضاه التكفير والتحريض على العنف.. إلا انّ الضجّة الإعلاميّة المثارة حول الحادثة التي عطّلت أعمال المجلس، لم تهدأ بعد. ولا تزال وسائل الإعلام التونسيّة منشغلة بتصريحات نائب المعارضة منجي الرحوي الذي تحدّث عن صدور فتوى بقتله، وذلك عقب اتهامه من قبل النائب والقيادي في "حزب النهضة" الحبيب اللوز، بـ "معاداة الإسلام".
انتقل السجال من حرم المجلس التأسيسي، إلى دوائر الإعلام الجديد، وكان محطّ اهتمام الناشطين التونسيين في وقت تسعى البلاد لاستكمال دستورها وتنتظر تأليف المهدي جمعة لحكومة مستقلّة. وانتشر تسجيل منقول عن راديو "صراحة أف أم" المحسوب على الحزب الحاكم، يتهم فيه الحبيب اللوز القيادي في الجبهة الشعبية منجي الرحوي بـ"عدائه للدين الإسلامي" وبـ"انتمائه للفكر العلماني الذي يتوتر من كلمة الإسلام". كما تمّ تداول تسجيل آخر عن الإذاعة نفسها، يقول فيه اللوز ان الرحوي لا يحبّذ أن يحتوي الدستور على أية كلمة تدل على الإسلام مصرحاً: "إنّه مسكين قد فضح نفسه بنفسه من خلال مواقفه المعادية للإسلام".
الرحوي ردّ على ذلك الهجوم، عبر منابر إعلاميّة أخرى، منها قناة "التونسيّة" وراديو "موزاييك أف أم"، مؤكداً أنّه "تمّ قطع الطريق أمام إبدائه لرأيه"، وأن "الدين دين الشعب لا دين الدولة". كما أكد في حوار له على القناة الوطنيّة التونسيّة الأولى، أنّ تصوّره لدولة مدنيّة أثار استياء نوّاب حركة "النهضة"، وخصوصاً اللوز، ما أدى إلى ظهور فتوى تدعو إلى تصفيته جسدياً خلال ثمان وأربعين ساعة.
وعلى مواقع التواصل، أعلن الناشطون المناهضون لـ"النهضة"، أنّ "اللوز لم يفعل شيئاً سوى إظهار الوجه الحقيقي للنهضة"، وأنّه "أصدق نهضاوي، ولا يعرف مستلزمات المناورة ولبس قناع الديموقراطية". وكتب بعضهم أنّه "عبّر بشكل واضح عمّا خفي على التونسيين، وأبرز الوجه الحقيقي لفكر النهضة الإجرامي، فكر الاغتيالات والتكفير وجهاد النكاح واختلاس قوت الشعب". في حين تداول أنصار الحزب الحاكم فيديو يظهر الرحوي وهو يحمل كتاب القرآن ويقول انه "كتاب الإرهاب والإرهابيين".
واستمر السجال على منصّات الإعلام الجديد بين الطرفين، رغم إعلان الرحوي قبوله اعتذار اللوز الذي بثته كلّ وسائل الإعلام التونسية. أما الصحف التونسية فقد انتهجت ذات "ميكانيزمات التلاعب بالجماهير"، وانقسمت عناوينها بين "اللوز يهذي، والرحوي مهدد، والنهضة تتبرأ"، و"زوبعة في التأسيسي"، في جوّ يشبه بحماوته أجواء الحروب الصليبيّة.
التهديد والاعتذار كانا موضوع تعليق من قبل الصحافي والمدوّن التونسي هيثم المكي المعروف بأسلوبه الساخر. وشبّه المكّي الحادثة بمباراة كرة قدم وأن الحبيب اللوز "وضع الكرة وسط الميدان ليفسح المجال في ما بعد أمام الإرهابي ليدخلها برأسية إلى المرمى، تماماً كما حدث مع المرحوم شكري بالعيد".

منجي الرحوي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...