«داعش» تمدّ نفوذها الأوحد نحو ريف إدلب
الأتارب التي كانت من أولى مناطق الريف الحلبي التي استقبلت مقاتلي «القاعدة» والجهاديين من جنسيات مختلفة، وقعت خلال ساعات تحت سيطرة «داعش». وسارعت مجموعات تابعة لـ«الجيش الحر»، كانت تنتشر في منطقة «الفوج 46»، إلى إخلائها فور شيوع نبأ السيطرة على الأتارب.
وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ ريف إدلب يستعد لمعارك وجودية مع «داعش»، الذي يكتسح المناطق الريفية في حلب ويقوم بتصفية خصومه ودفعهم إلى الاستسلام.
وقدّر المصدر عدد أفراد التنظيم بما لا يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل، أكثر من نصفهم من العرب والأجانب، وهم محترفون ومدرّبون ومعظمهم قاتل في بلدان أخرى قبل قدومه إلى سوريا، وانضم إليهم مسلحون بالآلاف أقل شأناً كانوا قد هجروا تنظيماتهم وجماعاتهم المسلحة.
وقال مصدر معارض إن الشهور السابقة شهدت قيام تنظيم «داعش»، الذي يتمتع بسيولة مالية كبيرة، بشراء كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من قيادات في «الجيش الحر» والكتائب المختلفة، وبالأخص في ريف حلب، ما أفقدهم القدرة على الصمود في مواجهته.
كذلك أكّد المصدر، في الوقت نفسه، أن المعارك حُسمت لمصلحة «داعش» في فترات قياسية نتيجة التخطيط الدقيق للمعارك، ومعرفة التنظيم بأحوال «الجيش الحر»، وضعف إرادة القتال لدى مقاتليه وانصراف بعضهم إلى جمع المال وفرض الأتاوات على السكان، والاستيلاء على «الغنائم» بعد المعارك، التي كان يخوضها مقاتلو «داعش» وغيرها من الجماعات الجهادية.
وفي منبج، وهي أكبر مدينة في الريف الشرقي لحلب، تسعى المجموعات المسلحة إلى تسليم المدينة إلى «داعش» وتجنّب الدخول في مواجهة معها، وخصوصاً بعد سقوط مدن وبلدات عديدة في قبضتها.
كذلك، أفادت وسائل اعلامية معارضة، نقلاً عن «مصادر ميدانية في مدينة الرقة»، عن اختطاف أمير «جبهة النصرة» فيها «أبو سعد الحضرمي» داخل المدينة على يد حاجز تابع لـ«الدولة». ثمّ أبعد عناصر من «داعش» سيارة الحضرمي إلى القرب من بلدة دير حافر في الريف الشرقي من مدينة حلب «للتمويه».
في موازاة ذلك، قام مسلحون إسلاميون متطرفون بخطف ركاب حافلة كانت متوجهة من حلب إلى دمشق عند بلدة الزربة كانت تقلّ نحو 63 راكباً من النساء والأطفال من بلدتي نبّل والزهراء. وأعلن الخاطفون أنهم يشترطون إخلاء سبيل أحد رفاقهم الموقوف في فرع الأمن السياسي في طرطوس لإطلاق سراح المخطوفين.
من جهة أخرى، قتل «أمير جهادي» إماراتي خلال اشتباكات بين «الدولة» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي»، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض.
وأفاد الأخير أنّ الاشتباكات دارت في المنطقة الفاصلة بين ناحية جنديرس في ريف حلب، ومنطقة أطمة في ريف محافظة إدلب، ما أدى إلى «مصرع أمير من الدولة الإسلامية في ولاية حلب من الجنسية الإماراتية».
وأوضح أنّ الاشتباكات استمرت أمس، على نحو متقطّع، لافتاً إلى أنها اندلعت فجر الثلاثاء «بعدما هاجم مقاتلون من الدولة الاسلامية حاجزين لوحدات حماية الشعب الكردي». في سياق متصل، قتل قائد كتيبة «عمر الفاروق» ومؤسسها أحمد الحمد، الملقب بـ «أبو بري»، في منطقة جرود معلولا في ريف دمشق، في اشتباكات مع الجيش السوري، حسبما أفادت وسائل اعلامية معارضة. كذلك قتل معه 3 آخرون من بابا عمرو، أيضاً، وهم: عبد القادر الشحم، وأحمد البقاعي، وعبد الفتاح وزير. جاء ذلك بالتزامن مع استمرار حملة الجيش السوري في حيّي القابون وبرزة، وعدد من المزارع والقرى في ريف دمشق.
باسل ديوب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد