ابتكارات تجارية لكسب ود عشاق الشاي

يلقى شرب الشاي إقبالاً متزايداً في أوروبا، التي طالما كانت فيها القهوة المشروب غير الكحولي المفضل، الأمر الذي فطنت إليه شركات عالمية لتحتدم المنافسة بينها في ابتكار خلطات شاي متنوعة وصنع آلات خاصة لطهيه.
في الواقع، لم يعد الشاي المشروب المفضل لدى الصينيين واليابانيين والعرب فقط، فعندما تنخفض درجات الحرارة، حتى أولئك الذين أدمنوا شرب القهوة يلجأون أحياناً إلى تناول كوب من الشاي بين الحين والآخر.
وفي أيام الشتاء الباردة يكون الشاي أفضل وسيلة للشعور بالدفء، خصوصاُ مع الزنجبيل بالليمون، أو حتى كوب الشاي الأسود الكلاسيكي.
وفي ألمانيا، التي تعد فيها القهوة المشروب المفضل، فإنّ كل مواطن يشرب في المعدل 26 ليتراً سنوياً من الشاي الأسود والأخضر، وضعف تلك الكمية من شاي الفاكهة وشاي الأعشاب. ويبدو أن الإقبال على شرب الشاي في تزايد بشكل كبير.
على صعيد آخر، ساهم الوعي الصحي ورغبة المستهلكين في الحصول على أصناف أكثر تنوعاً من حيث النكهة في نمو تجارة الشاي.
وفي هذا السياق، تقول عضو «رابطة تجارة الشاي الألمانية» مونيكا بيوتغن إنه «يمكنك شراء الشاي على شكل مسحوق قابل للذوبان، وكذلك كأحد مكونات المواد الغذائية ومستحضرات التجميل». ويروج تجار الشاي له كبديل للقهوة، إذ يمكن الحصول على شاي «آسام شوت» كبديل للـ«اسبريسو»، كما يمكن لعشاق شرب القهوة بالحليب الحصول على مشروب الشاي بالحليب، أيضاً.
وعلى الصعيد العالمي، فإن الشاي يُعدّ إلى حد بعيد المشروب الأول المفضل في العالم بعد الماء. ولهذا فليس من المستغرب أن تحرص الشركات متعددة الجنسيات مثل شركتي «نستله» و«ستاربكس» على الاستثمار في هذا المجال.
وفي هذا السياق، توقع الرئيس التنفيذي لشركة «ستاربكس» هوارد شولتز في وقت سابق من العام الماضي، بعد الإعلان عن صفقة الاستحواذ على «تيفانا» المتخصصة في متاجر بيع الشاي بالتجزئة بمبلغ 620 مليون دولار، أن «تحتل تجارة الشاي قمة الأعمال التي تشهد نمواً مطرداً وسريعاً»، إذ يبلغ حجم تجارة الشاي العالمية ما قيمته 40 مليار دولار في السنة.
وتعد صفقة استحواذ «ستاربكس» على «تيفانا» الأكبر في تاريخ الشركة. وجاء في بيان للشركة في حينه «نعتقد أنه يمكننا أن نفعل مع الشاي نفس الذي فعلناه مع القهوة». وفي هذا الإطار، يشار إلى أنّ «ستاربكس» تعمل حالياً بالفعل على توسيع نطاق عملها الأساسي من خلال محاولة جذب عملاء وزبائن جدد بإدخال مشروبات مثل الشاي، وعصائر الفاكهة، وكذلك الكعك، وغيرها من الحلويات.
من جهتها، تسعى شركة «نستله» السويسرية أيضاً لاتباع نفس الأسلوب، برغم أنها شهدت نمواً مقداره 20 في المئة في تجارة القهوة في السنوات الأخيرة، وذلك بحسب آخر الإحصائيات الرسمية. وفي هذا الصدد، طورت «نستله» علامتها التجارية «نستله نسبرسو» وكبسولات القهوة لجذب زبائن جدد، وتقوم الشركة الآن بعمل الشيء ذاته مع الشاي، فماكينة الكبسولات الخاصة بها «سبيشال تي» تسعى إلى جذب محبي شرب الشاي، ولكن لا يمكن الحصول عليها في الوقت الحالي إلا في عدد محدود من البلدان الأوروبية.
وتستند ماكينة الكبسولات الجديدة الخاصة بالشركة «سبيشال تي» على نفس المفهوم الخاص بمنتجها «نسبرسو»، ألا هو إدخال كبسولة للحصول على كوب من الشاي المخمر تماماً على الفور. وفي هذا الصدد، قالت المسؤولة في شركة «نستله» باربارا غرول «لقد نال النظام قبولاً حسناً من قبل الزبائن ونحن سعداء بالمبيعات».
ويشار هنا، إلى أنه وحتى هذه اللحظة تباع ماكينة «سبيشال تي» فقط في ألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، والنمسا، وليكسمبورغ، بالإضافة إلى بلجيكا، وهولندا، ولكن شركة «نستله» تخطط للتوسع خارج أوروبا قريباً.

(«دويتشه فيليه»)