بوش يتخلى عن زعيم عصابته (رامسفيلد)
أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش، أمس، فور ظهور هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية، أنه سيستبدل حليفه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أو رامي كما كان يدعوه تحبّباً بمدير جهاز الاستخبارات الاميركية الاسبق روبرت غايتس، من أجل إدخال رؤية جديدة إلى البنتاغون، على حد قوله.
وقال رامسفيلد من مقر وزارة الدفاع إنه قرر الاستقالة لأسباب عدة، بينها تغيّر البيئة السياسية بعد انتخابات أمس الأول. وأوضح الكونغرس سيكون مختلفا والبيئة مختلفة وسنكون في فترة الاقتراب من انتخابات رئاسية حيث سيكثر التنافس الحزبي، وأدركت فجأة أنها (الاستقالة) ستكون شيئا حسنا للجميع.
يأتي هذا الاعلان بعد أسبوع من تأكيد بوش أن رامسفيلد (74 عاماً) باقٍ في منصبه بعد الانتخابات، ما يعكس الأثر البالغ للضربة التي وجهتها الانتخابات إلى الادارة المحافظة. وسيتولى منصب رامسفيلد حليف آخر لبوش، ورجل محنّك خبر طوال 26 عاماً دهاليز الادارة الاميركية، وتولّى المناصب الادارية في أحد أهم أجهزتها خلال أحرج مراحل الحرب الباردة. وتنتظره مهمات عسيرة تتصدرها المسألة العراقية التي ادت دوراً بارزاً في قصم ظهر الجمهوريين خلال الانتخابات الاخيرة.
يعرف روبرت غايتس (63 عاماً) بعلاقاته المقرّبة من عائلة بوش. وهو من مواليد تكساس مسقط رأس العائلة البوشية حيث يرأس حالياً جامعة آي أند أم منذ العام ,2002 والتي سبق أن تعهد بمواصلة إدارتها خلال العام .2007 حائز على دكتوراه في التاريخ الروسي والسوفياتي من جامعة جورج تاون. وقد تولى في السنوات الاخيرة المنصب الفخري لرئيس الاتحاد الوطني لكشافة الصقور.
في العام ,1966 انضمّ غايتس في سن السادسة والعشرين إلى وكالة السي أي ايه، بعد عامين من الخدمة الاجبارية في القوات الاميركية الجوية. وتدرّج في الوكالة النافذة حتى أصبح مديراً لها بترشيح من الرئيس جورج بوش الاب بين عامي 1991 و.1993 وهو الموظف الوحيد في تاريخ الوكالة الذي صعد من درجة الموظف المبتدئ إلى أعلى رأس في الهرم الاداري لها.
وكان غايتس خسر ترشيحه لمنصب مدير السي أي ايه في تسمية سابقة في عهد الرئيس رونالد ريغان في العام ,1987 حيث رفض مجلس الشيوخ تعيينه آنذاك بسبب ما شاع عن تورطه في فضيحة صفقات سرية لبيع الأسلحة لإيران لتمويل متمردي الكونترا في نيكاراغوا، بهدف إسقاط حكم دانيال أورتيغا الذي فاز للتو في الانتخابات الرئاسية.
وقد انقطع غايتس لفترة وجيزة عن الوكالة بين عامي 1974 و,1979 تفرّغ خلالها للعمل في مكتب الامن القومي. وخدم في عهد الرئيس جيرالد فورد حين كان سلفه رامسفيلد وزيراً للدفاع. وأصبح نائب المستشار القومي للرئيس بوش الاب من العام 1989 حتى العام ,1991 تاريخ توليه إدارة السي أي ايه.
بعد تركه العمل في السي أي ايه، تفرّغ غايتس لعمله الاكاديمي في جامعة تكساس. وأصدر في العام الحالي كتاب مذكراته بعنوان من الظلال: الرواية المطلعة النهائية لخمسة رؤساء وكيف ربحوا الحرب الباردة. وفي العام ,2005 رفض غايتس عرض بوش بتولي منصب مدير السي أي ايه مجدداً، فشغله جون نيغروبونتي.
ولعلّ أهم الاسباب التي زكّت غايتس لمنصب وزير الدفاع الاميركي، بالاضافة إلى علاقته المقرّبة من عائلة بوش، أنه يشغل عضوية لجنة مجموعة دراسة العراق التي شكلها الكونغرس برئاسة وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر والسيناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، بهدف وضع خطة البدائل المحتملة للسياسة الاميركية في العراق.
وسرعان ما بدأت التعليقات الدولية على ترشيح بوش لغايتس خلفاً لرامسفيلد، حيث اعتبر رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي أن استقالة رامسفيلد ستسرع التغيرات في السياسة الاميركية في العراق. وقال ان استقالة رامسفيلد فور الاعلان عن نتائج التصويت يعطي معنى خاصاً لهذه الانتخابات.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد