الســــوريــون علــى «فـايســبـوك»: «عـيــد شــهـيـد»
لم يمرّ العيد على السوريين، سعيداً. غابت مظاهر الفرح عن عيد الفطر هذا العام، على أرض الواقع، وفي العالم الافتراضي أيضاً. في ما يشبه احتجاجاً صامتاً على حالة الموت والخراب الذي تشهده البلاد، سرى اتفاق ضمني بين السوريين على فايسبوك، مفاده أن «لا عيد حتى تأذن أم الشهيد».
اتخذت حالة الاحتجاج الصامت تلك، أشكالاً متعددة. بعض روّاد فايسبوك استخدم صيغة الوعيد، فخاطب العيد بالقول: «عيد خليك بعيد». واستعار البعض شطراً من بيت شعر شهير للمتنبي هو «عيد بأية حال عدت يا عيد»، فيما استعان البعض الآخر برسوم كاريكاتور ترتبط بالمناسبة للشهيد ناجي العلي. وكان أكثر تلك الرسوم تداولاً، واحداً يحتوي على العبارة الشهيرة: «نحن الموقعون أدناه ليس لنا أي علاقة بالمدعو «عيد سعيد» لا من قريب أو بعيد. والله على ما أقول شهيد»، وإلى جانبها حنظلة يدير ظهره لنا، كعادته.
الاحتجاج بالكاريكاتور لم يقتصر على رسومات الشهيد ناجي العلي، إذ نشر فنان الكاريكاتور السوري رائد خليل على صفحته الشخصية رسماً تضمّن كلمة «العيد»، لكنه استبدل حرف العين بوجه يبكي. فيما قام فنان الكاريكاتور السوري نضال خليل برسم يد تخط عبارة «عيد شهيد» عوضاً عن عبارة «عيد سعيد». وهذه العبارة ذاتها ستظهر ضمن أكثر من صفحة بأشكال متعدّدة. ونشر أحد المستخدمين على صفحته، رسماً تهكمياً مؤلفاً من صورتين للفنان عادل إمام، كُتِب بجانبهما باللهجة المصريّة: «لو فاكر لما يجي العيد بسوريا حتطلع وتفوت وتنبسط... تبقى حمار».
أكثر أشكال التعبير الرافضة للعيد، وأكثرها التصاقاً بيوميات السوريين، كانت عبارة «كل عام وأنتم بخير» بدت حروفها كأنها تنزف. فيما وضع أحد المستخدمين رسماً للعجلة الدوارة وهي واحدة من ألعاب الملاهي الأساسية، وقد علّقت عليها جثث، عوضاً عن العربات الملوّنة. وفي استعارة تهكميّة ليوميات الأزمة، انتشر رسم كاريكاتوري للفنان خالد جلل يظهر فيه القمر هلالاً، وهو يقول: «أعلن انشقاقي عن شهر رمضان وانضمامي إلى شهر شوال، وهذه هويتي» (الصورة). وهو بذلك يحاكي أشرطة «يوتيوب» التي تظهر جنوداً سوريون يعلنون انشقاقهم عن الجيش السوري.
الأشكال السابقة كانت الأكثر تداولاً بين صفحات الفايسبوك الخاصة بالسوريين... وكل صفحاتهم كانت ممتلئة بغصّة أن يأتي العيد «غير سعيد»، وبلادهم تعيش تلك الأزمة الدامية.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد