تل أبيب تهلّل للتنسيق غير المسبوق مع القاهرة
بالرغم من الرضى الإسرائيلي عن استهداف الجيش المصري للمجموعات المسلحة في سيناء، إلا أن الأنباء عن قيام الطائرات المصرية بعمليات قصف وإطلاق صواريخ في سيناء، أثارت مشاعر مختلطة في اسرائيل، وأعادت ذكريات قديمة تعود إلى 39 عاماً عندما قصفت الطائرات المصرية جنود الجيش الإسرائيلي.
ورأى المعلق السياسي في صحيفة «إسرائيل اليوم»، دان مرغليت، أن هذه العمليات بالرغم من أنها موجهة ضد الارهاب، إلا أن ثمنها سيكون تراجعاً في الالتزام المصري بجعل سيناء منطقة مجردة من القوات العسكرية الكبيرة. وشدد على أنه مع توسع نطاق العمليات العسكرية المصرية، وبالرغم من أنها لا تثير القلق، فإن على إسرائيل الإصرار على ألا تتفرد مصر في الجولات المقبلة في اتخاذ مثل هذه الخطوات المرغوب فيها.
في هذه الأثناء، كان لافتاً أن تؤكد صحيفة «هآرتس» أن التنسيق الأمني بين مصر واسرائيل، في هذه الأيام، يعتبر غير مسبوق ومن أفضل ما شهدته الدولتان منذ اتفاقية السلام بينهما، ولا سيما أنه يجري بعد سيطرة الاخوان المسلمين. وأوضحت «هآرتس» أن تعزيز التنسيق الأمني بين الدولتين يجري بعيداً عن أعين الجمهورين الإسرائيلي والمصري.
وأكدت «هآرتس» أنه في الجانب الإسرائيلي، لا يحبون التحدث بهذا الأمر، كون المسألة تتعلق بموضوع حساس. غير أن مسؤولين مصريين وإسرائيليين، يقرون بأن من الصعب عليهم أن يتذكروا الفترة التي كانت فيها العلاقات بين الأجهزة الاستخبارية للدولتين حميمية كما هي اليوم.
من جهته، أشار المعلق العسكري في موقع «والا»، أمير بوحبوط، إلى أنهم في إسرائيل يتعاطون بريبة حيال فرص نجاح العملية المصرية. ونقل عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن الإسرائيليين «لا يتوقعون أن تؤدي عملية واحدة الى التغيير المنتظر». لكن بوحبوط اعتبر أنه لم يكن أمام الرئيس المصري محمد مرسي خيار سوى الرد بقوة «وإلا لكان يمكن أن يتحول الأمر إلى كرة ثلج تمس به مباشرة، وهو يظهر للجميع الآن من هو رب البيت».
من جهته، تطرّق نائب وزير الخارجية، داني أيالون، إلى العملية في مصر وقال إن «الأمر يتعلق بموضوع مصري داخلي، ونحن نتمنى تحقيق انجازات للمصريين في مكافحة الإرهاب الذي يحاول أن يمسنا جميعاً ويمس العلاقات بيننا وبين مصر».
أما المعلق الأمني في صحيفة «يديعوت احرونوت»، رون بن يشاي، فأكد أنه «لا يزال من المبكر جداً معرفة ما هي نتائج العملية (المصرية) ولأي مدى ستكون فعّالة وما إن كان المصريون سيتابعونها بشكل مناسب». وأوضح أن «السلسلة الذهبية» لاحباط الارهاب لن تخرج إلى حيز التنفيذ، إما بسبب نقص في المعلومات الاستخباريّة المصريّة وإمّا لأنّهم لا يملكون القوات المطلوبة للنشاطات ضد الإرهابيين «المفعمين بالعصبية الدينية» والمزوّدين بسلاح بشكل كبير ومتنوّع».
أمام هذا الواقع المعقد في سيناء، يؤكد بن يشاي أنهم في إسرائيل غير مستعدين لوضع العقبات السياسيّة والقضائيّة أمام المصريين، بل سيسمحون لهم بتنفيذ كل ما يفكرون به، بما في ذلك إغلاق الأنفاق بين قطاع غزّة ورفح المصرية بهدف قطع العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية الفلسطينيّة. وفي حال وجد سلاح الجو المصري أن من الصواب قصف هذه الانفاق، يمكن الافتراض بأن اسرائيل لن ترى في ذلك خرقاً لاتفاقية السلام.
في المقابل، رأى القيادي السابق في حزب العمل، الرئيس السابق لحركة ميرتس، يوسي بيلين، أنه بالرغم من أن التعاون العملياتي بين مصر واسرائيل، أكبر مما تستطيع الدولتان الاعتراف به، لكن الوضع الجديد الذي نشأ الآن يوجب علينا جميعاً اعادة التفكير في كون إبقاء سيناء مجردة من السلاح هو الحل. وربط ذلك بأن الجيش المصري كان خلال المفاوضات المصرية الاسرائيلية، خلال اعوام 1978 – 1979، هو التهديد المحتمل لإسرائيل، أما الآن، فقد تبين أن الجيش المصري ليس هو التهديد الأمني لاسرائيل، بل هو أكثر من أي مؤسسة أخرى في المجتمع المصري، ترى أهمية الاتفاق مع اسرائيل. وأضاف أن المشكلة الرئيسية الآن هي الاشخاص الذين يتنقلون في سيناء، والذين تم اهمالهم لسنوات طويلة من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة.
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد