سوق الذهب يعود تدريجياً للحركة وجمعية الصاغة تحذر المواطنين من شراء الدولار وتنصحهم بالذهب

13-03-2012

سوق الذهب يعود تدريجياً للحركة وجمعية الصاغة تحذر المواطنين من شراء الدولار وتنصحهم بالذهب

مع بداية الأسبوع الحالي عادت الحركة ولو قليلاً إلى سوق الذهب، متأثرةً بالانخفاض الملحوظ في أسعار المعدن الثمين بسبب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق السوداء بعد تدخل المصرف المركزي لإعادة سعر الصرف إلى مستويات معقولة.
 
وأكد رئيس جمعية الصاغة جورج صارجي أن الأسعار الجديدة الحالية للذهب أعادت الحياة من جديد في سوق الليرات والأونصات الذهبية إضافة إلى القطع الذهبية الثقيلة والغالية الثمن.
واستدرك صارجي قائلاً: مع الانخفاض المتتابع ظهرت مساء أمس الإثنين أسعار جديدة للذهب فوصل بدلاً من سعره الصباحي الذي تحدد بـ3900 ليرة للغرام عيار 21 قيراطاً إلى سعر 3850 ليرة شراء و3750 ليرة للمبيع علماً أن أسعاره في حلب قد تصل أيضاً إلى أقل بـ100 ليرة سورية.
وأشار صارجي إلى أن استمرار انخفاض أسعار الذهب محلياً له أثر إيجابي في تنشيط السوق لافتاً إلى أن الانفراج الكبير في حركة السوق وعودتها إلى حركتها المعهودة سيكون باستقرار أسعار الذهب وليس عندما تكون متذبذبة كما هو الحال عليه منذ أشهر عديدة، موضحاً أنه من مصلحة الصاغة والزبائن على حد سواء تحقيق انخفاض في أسعار الذهب لتحريك السوق من جهة ولحصول المواطن على حاجته من الذهب للمناسبات وغيرها.
وقال صارجي: إن أرباح صائغ الذهب تكون عبر الأجرة التي يتقاضاها على صناعة القطعة الذهبية في الورش.
وبيّن صارجي أن الإقبال على شراء الذهب يكون أكثر عند ارتفاع أسعاره، وهو ما يعني للبعض ضرورة تحويل مدخراتهم إلى ذهب أو دولار كي لا تفقد هذه المدخرات قيمتها مع انخفاض سعر الليرة السورية أمام الدولار، على العكس من حالة انخفاض سعره إذ لا يخاطر البعض بشراء ذهب يعاني انخفاضات متتالية وسريعة، مستثنياً الليرات والأونصات الذهبية والقطع الباهظة الثمن.
وتحدّث صارجي عن النصيحة التي وجهتها جمعية الصاغة إلى المواطنين بعدم اللجوء إلى الدولار كبديل من مدخراتهم لافتاً بالقول: إن الكثير من هؤلاء وبصراحة قد لا يعرفون شكل الدولار فيما لو كان حقيقياً أو مزوراً لأن همهم فقط التخلص من الليرة السورية التي خسرت الكثير من قيمتها مؤخراً، الأمر الذي يعرضهم للحصول على دولار مزور وخصوصاً أن العملة المزورة يمكن أن تصل إلى أيدي الكثير من الناس العاديين خلال هذه الأوقات التي تشهد إقبالاً كبيراً عليها علماً أن هناك الكثير من الدولار المزور موجود وبكثرة، ما عرّض الكثير من المواطنين ممن لجؤوا إلى الدولار لخسارات كبيرة، ما سيكلفهم الكثير عندما يكتشفون هذا الأمر لحظة عرض دولاراتهم للتبديل.
ورداً على سؤال عن رواج صناعة الحلي والمجوهرات التقليدية المحلية على حساب صناعة الذهب الحقيقي بيّن صارجي أن الذهب لا يتغير بين بلد وآخر، وما هو موجود في السوق من مجوهرات تقليدية مجرد معادن رخيصة لا علاقة لها بالذهب الحقيقي وإنما ذات مظهر جميل جداً تشبه الذهب الحقيقي المصاغ ومصنعة في دول أخرى في الكثير من الأحيان. وسيتم رميها بعد الانتهاء من ارتدائها لأنها مجرد إكسسوارات، ما نشط تجارة المجوهرات التقليدية لأن الطبقة المتوسطة واسعة في سورية يجعلها تلجأ إلى هذه المجوهرات مع شراء القليل من الذهب الحقيقي لمناسباتها.
وعن وضع سوق معدن الفضة خلال الفترة الحالية أوضح صارجي أن الطلب على الفضة مرتبط بشكل كبير جداً بحركة السياحة وخصوصاً أن سورية تتميز بصناعات دقيقة ومتميزة ولا يمكن للآلات القيام بها.
ولفت إلى أن مدينة حلب شهيرة بصناعة الحلي الفضية الناعمة والجميلة جداً بزخرفتها ونحتها ما يشد السياح إليها، ولذلك فإن معدن الفضة يسجل اليوم أسوأ أيام تجارته في سورية.
وأضاف: من يقوم بتصنيع الفضة هم الحلبيون، وليس عند الدمشقيين قلم لدمغ المجوهرات الفضية، وقمنا مؤخراً بتصميم قلم لدمغ الفضة في دمشق لإثبات أن صناعتها محلية وليست تهريباً كي لا يقع الصائغ في متاعب مع الجمارك.
وفي موضوع العملة السورية أكد صارجي من جديد أن هناك كميات ضخمة جداً من العملة السورية في العديد من البلدان العربية وخصوصاً السعودية، وأن هذه الدولة تحديداً تقوم باللعب بأسعار صرف الليرة السورية أمام العملات الأخرى لأنها أكبر دول الخليج العربي ويتمركز فيها رأس المال والقوة السياسية لتلك الدول.
ولمواجهة هذا الأمر -قال صارجي مؤكداً ما قاله من قبل- لا بد لنا عندما تهدأ الأوضاع من التفكير جيداً بمسألة إعادة طبع عملة سورية جديدة لإعادة الاستقرار أكثر إلى ليرتنا ولرفع قيمتها أمام الدولار وغيره من العملات، وخصوصاً أن هذه التجربة قام بها الكثير من الدول عندما تمر بأزمات وانعطافات، ومن يقول: إن هذا الإجراء خطير ويترتب عليه الكثير من التكاليف فلينظر إلى الدول الأخرى التي قامت بذلك وحتى الولايات المتحدة الأميركية تفكر في الوقت الراهن بإعادة طباعة عملة جديدة أي دولار جديد لها.

حسان هاشم

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...