كلينتون: مصالحنا تحدد طريقة التعاطي مع الثورات وسنتعاون مع الإسلاميين

09-11-2011

كلينتون: مصالحنا تحدد طريقة التعاطي مع الثورات وسنتعاون مع الإسلاميين

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أن واشنطن مستعدة للتعاون مع الإسلاميين الذين فازوا في الانتخابات التونسية، معتبرة أن «الإسلاميين ليسوا جميعهم سواسية».
وأقرّت كلينتون، أمام مركز الدفاع عن الديموقراطية (ان دي آي) في واشنطن، أن مصالح بلادها تقف وراء طريقة دعم الانتفاضات في المنطقة. وفيما أعلنت أن واشنطن ستواصل «محادثاتها الصريحة» مع الدول الحليفة، مثل البحرين، لتطبيق الإصلاحات التي وعدت بها، كررت أن على الرئيس  بشار الأسد «التنحي». كلينتون بعد القاء خطابها امام مركز الدفاع عن الديموقراطية في واشنطن امس (ا ب)
وقالت كلينتون «على المسؤولين عن حزب النهضة أن يقنعوا الأحزاب العلمانية بالعمل معهم»، مضيفة إن «أميركا هي أيضاً ستعمل معهم». وذكرت بأن «النهضة» وعد باحترام الحرية الدينية وحقوق النساء. وأشارت إلى أن «العديد من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في العالم تنخرط طبيعياً في لعبة الديموقراطية». وأوضحت أن «الفكرة بأن المسلمين الممارسين لا يمكنهم الازدهار في ديموقراطية ما هي فكرة مهينة وخاطئة».
وعدّدت كلينتون المعايير التي يجب أن يحترمها كل حزب يحترم الديموقراطية، وهي رفض العنف والانضمام إلى دولة القانون واحترام الحريات واحترام حقوق النساء والأقليات والقبول بمبدأ الهزيمة الانتخابية ورفض إثارة التوترات الدينية.
وفيما أكدت أن واشنطن ستعمل مع الإسلاميين في تونس ومصر، أعلنت أن الولايات المتحدة لم تغيّر سياستها حيال «حزب الله» وحركة حماس.
وأعلنت كلينتون أن الولايات المتحدة تواصل دعمها للربيع العربي بالرغم من «الغموض» المتعلق بالعمليات الانتقالية الجارية. وقالت «نقر اليوم بأن الخيار الحقيقي هو بين الإصلاح والاضطرابات»، وأضافت «خلال سنوات، قال الطغاة لشعوبهم إن عليهم إن يقبلوا بهم لتحاشي المتطرفين. وغالباً، كنا نقبل نحن أنفسنا هذا المنطق».
ودافعت كلينتون عن تفاوت سياسة بلادها حيال سوريا والبحرين، معتبرة أن قرار الإدارة الأميركية بعدم التدخل في هاتين الدولتين يعود إلى المخاطر المتصورة للقوات الأميركية والضرورات اللازمة لمحاربة تنظيم القاعدة والحاجة إلى الدفاع عن حلفاء واشنطن والحفاظ على تدفق إمدادات النفط الأجنبية.
وقالت «إن المواقف تختلف دراماتيكياً من دولة إلى أخرى»، مشيرة إلى «أنه من الحماقة أن تتعامل مع الجميع بمعيار واحد، وأن تتجاهل الظروف والعوامل على الأرض»، معتبرة أن الولايات المتحدة ستستمرّ في دعم الانتقال إلى الديموقراطية. وقالت «من غير المنصف أن نتساءل لماذا تدعم الولايات المتحدة الديموقراطية بشكل ما في بعض الدول وبشكل آخر في دول أخرى».
ورداً على سؤال لماذا رفضت إدارة أوباما الدعوات التي تؤيد التدخل العسكري في سوريا بينما قادت «تحالفاً» للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي، قالت كلينتون إن «اختياراتنا تعكس مصالح أخرى في المنطقة، والتي لها تأثير مباشر على حياة الأميركيين، بما في ذلك حربنا ضد القاعدة والدفاع عن حلفائنا وتأمين إمدادات الطاقة».
وانتقدت كلينتون المجلس العسكري في مصر. وقالت «إذا كان بقي، مع الوقت، أكبر قوة سياسية مصرية غرفة فارغة من المسؤولين المنتخبين، فإنهم سيكونون زرعوا بذور عدم الاستقرار. المصريون سيفوتون فرصة تاريخية، ونحن أيضاً لان الديموقراطية تجعلنا شركاء أقوى وأكثر استقراراً».
وأعلنت أن واشنطن ستواصل «محادثاتها الصريحة» مع الدول الحليفة، مثل البحرين. وقالت «الاعتقالات الجماعية والعنف نقيضان للحقوق العالمية للمواطنين البحرينيين، ولن تؤدي لإنهاء الدعوات الشرعية للإصلاح»، مشيرة إلى أن السلطات البحرينية وعدت بإجراء حوار سياسي والتحقيق في الانتهاكات. وأضافت «ننوي الضغط على الحكومة البحرينية لتطبيقها وتشجيع المعارضة على الردّ بشكل بناء للتوصل إلى إصلاحات دائمة».
وحيال الوضع في سوريا، قالت كلينتون «قد يكون بمقدور الأسد تأخير التغيير، لكنه لن يكون بإمكانه إنكار مطالب شعبه المحقة إلى ما لا نهاية. عليه أن يتنحّى، وحتى يقوم بهذا الأمر فإن أميركا والمجتمع الدولي سيواصلان الضغط عليه وعلى نظامه القمعي». واعتبرت أن «أولئك القادة الذين يحاولون وقف المستقبل عبر فوهة البندقية يجب أن يعرفوا أن أيامهم معدودة»، مشيرة إلى أن إيران «كشفت عن نفاقها عندما أعلنت أنها تدعم الديموقراطية في الخارج، بينما تقتل المتظاهرين في الداخل».
وكررت كلينتون أن التطورات التي حصلت في العام 2011 تجعل من الملحّ أكثر أيضاً تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت إلى أن تعليق جهود السلام من قبل الطرفين خلال الربيع العربي هو «قصر نظر». واعتبرت أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من ناحيتها «تعمل من اجل التوصل إلى هذا السلام يومياً بالرغم من كل الإخفاقات»، وكررت «سنواصل مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، موضحة أن واشنطن سترد أيضاً على «التهديدات ضد السلام الإقليمي التي تصدر عن طغاة أو عن ديموقراطيات».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...