كيف تدار غرف عمليات المتمردين وماهي مصادر التمويل والتسليح والدعاية
روى طارق البلشة أحد أذرع العدوان الإعلامي على سورية ما كانت تقوم به هذه الأذرع من تضليل وكذب وخداع في غرف العمليات السوداء المزودة بأحدث أجهزة الحواسب والانترنت بهدف الاتصال مع القنوات الفضائية والجهات الخارجية لتزويدها بصور مفبركة ومزورة لمظاهرات وأحداث لم تقع مقابل تلقي الأموال والأجهزة الحديثة.
وقال البلشة في اعترافات بثها التلفزيون السوري الليلة الماضية.. أنا من مواليد اللاذقية عام 1980 وفي بداية الأمر خرجت بشكل طبيعي مع الناس من الجامع وكنت أعرف شخصا منذ أيام تأديتي خدمة العلم اسمه مأمون حمودي وخلال احدى المظاهرات التقيت به وقال لي وقتها إننا يجب أن نضخم المظاهرات التي تجري في اللاذقية والقيام بأكثر من التظاهر فسألته مثل ماذا... فقال لي إن ابن عمه احمد رضوان حمودي هو معارض في الخارج وسيقوم بدعمنا ماديا وسيرسل لنا كاميرات وسيبني لنا غرفة عمليات في خربة الجوز لتكون مقرا لنا.
وأضاف البلشة :سألت مأمون ما الذي يمكن أن أقوم به للمساعدة فقال لي من خلال سيارة الأجرة التي تملكها ما عليك سوى إيصالي حتى تستفيد ماديا ومن هنا كانت البداية وفعلا تم الأمر.
وقال البلشة :أخذت مأمون حمودي إلى غرفة العمليات في خربة الجوز وعند وصولنا كان في استقباله عدة أشخاص منهم المهندس محمد صباغ وجميل صائب وأخوه سلام صائب وشخص اسمه محمد خوندي ومحمد زعيتر وكان يحمل جهاز ثريا وكان يتصل بالمحطات الفضائية من خلاله على انه شاهد عيان إضافة إلى شخص آخر اسمه زاهر سعيد.
وأضاف البلشة.. شاهدت في الغرفة العديد من أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة انترنت تركية وأجهزة اتصال ثريا وكان الأشخاص الموجودين يعملون على الانترنت معظم الوقت وفي البداية تحدثنا لمدة ساعة تقريبا وكانوا يقولون بأنهم سيغطون الأحداث الجارية في أي منطقة وقاموا بتجنيد أشخاص لتصوير المظاهرات وإرسال التسجيل لهم وفعلنا نفس الشيء في جسر الشغور.
وقال البلشة بعد أن مكثت عندهم حوالي الساعة عدت إلى منزلي وبعدها أصبح مأمون حمودي يتصل بي كل فترة وأخرى ويطلب مني جلب أغراض شخصية من اللاذقية وكان يعطيني على كل طلب أجرتي وعلى سبيل المثال كانت أجرة الطلب لخربة الجوز 1200 ليرة سورية فكان يعطيني 2000 أو 2500 ليرة سورية أي بزيادة.
وأضاف البلشة إن مأمون حمودي أعطاني بعد فترة ثلاث كاميرات على شكل قلم وطلب مني إيصالها إلى شخص اسمه أبو جورج وفعلا قمت بإيصال حوالي 7 أو 8 أقلام إليه وبعد فترة طلب مني أن أوصل لنفس الشخص جهازي انترنت فضائي فخفت بالبداية ولكنه شجعني وفعلا قمت بإيصال الأجهزة.
وقال البلشة .. بعدها علمت أن الأجهزة الأمنية تطلبني فتركت السيارة وهربت إلى تركيا وكان في استقبالي هناك مأمون حمودي الذي قام بإرسال شخص ليقلني على دراجة نارية إلى مفرق مزين وقام بإدخالي من المفرق إلى مناطق لا اعرفها وقام بعبور الحدود وأنا معه بطريقة غير شرعية عبر الطرق التي يستخدمها المهربون.
وقال البلشة بعد وصولي إلى تركيا واستقبالي من قبل مأمون حمودي مكثنا في قرية اسمها غوتشي حوالي أسبوع تقريبا عند شخص اسمه اردوغان حيث استقبلنا في بيته وهو كان يستقبل الصحفيين الموجودين في الخربة وبعدها نزلنا إلى أنطاكيا.
وأضاف البلشة خلال وجودنا في غوتشي جاء حمزة الغضبان وتعرفنا عليه وعلى مصور اسمه أنس كان يرافق الغضبان والشخصان دخلا إلى الأراضي السورية بطريقة غير مشروعة عبر أحد طرق المهربين وصورا المنطقة.
وقال البلشة بعد وصولنا إلى انطاكيا استأجرنا منزلا بعقد لمدة شهر وبقيت معهم في أنطاكيا حوالي خمسة أيام وقلت لهم إنني لا أستطيع البقاء هنا وأريد العودة إلى اللاذقية لكنهم عارضوا في البداية ثم وافقوا على عودتي وفعلا بنفس الطريق التي جئت فيها إلى تركيا عدت من خلالها إلى اللاذقية.
وأضاف البلشة إنني وبعد وصولي إلى اللاذقية توجهت إلى منطقة الرمل الجنوبي ولكن قبل عودتي إلى اللاذقية أعطاني حمودي مبلغ 1000 دولار وطلب مني إيصال 500 دولار منها إلى أهل شخص يدعى بشار الحاج حسين وفعلا قمت بإيصال المبلغ وبقي معي مبلغ 500 دولار استأجرت فيه منزلا وركبت خط هاتف أرضي واستعرت كومبيوترا عاديا من شخص يدعى زكي إلى حين أرسلوا لي هم الكمبيوتر المحمول وبدأت أتواصل مع مأمون حمودي وسألته عما سأفعله فأجابني أنه يجب علي التعرف إلى شباب بالرمل الجنوبي يكونون من القبضايات وأن يكون لكل واحد منهم أتباع في المظاهرة بحيث نشكل تنسيقية صغيرة.
وقال البلشة إننا عقدنا اجتماعا في الرمل الجنوبي بمنزل شخص يدعي أبو عبيدة وهو من فلسطيني أردني الجنسية يسكن بالرمل وحضر الاجتماع حوالي 15 شخصا وكان هذا الاجتماع عبارة عن تعارف ووضعنا نقاط عمل حيث شكلنا لجنة أمنية ومشفى ميدانيا ولجنة طبية بالإضافة إلى اللجنة الإعلامية التي كنت أنا رئيسها حيث طلب مني حمودي إحضار أشخاص ليقوموا بالتصوير ويحضروا المقاطع لي لأرسلها له حصرا وليس لأي شخص عن طريق السكايب ثم أرسل لي جهازي انترنيت فضائي وفعلا نفذت كل ما طلبه مني.
وتابع البلشة في أحد الأيام أرسل لي حمودي مبلغ 125 ألف ليرة وطلب مني ان آخذ من المبلغ 25 ألفا وأوزعها للذين يعملون معي من ذوي الأوضاع السيئة حسب تقديري وأرسل 100 ألف لشخص اسمه الشيخ إبراهيم المسوءول المالي الذي عيناه في الاجتماع.
وقال البلشة جئت بشخص اسمه أبو حمزة وأعطيته كاميرا أرسلها لي مأمون حمودي حيث قام بتصوير مقاطع فيديو وأرسلها لي وأنا أرسلتها إلى حمودي وكنت استغرب عندما أشاهد مقاطع الفيديو على القنوات الفضائية لأنني كنت أرسل مقطع فيديو لمظاهرة لا تتجاوز خمسين شخصا وأراها على القنوات حوالي ثلاثة آلاف شخص ولافتات ليست موجودة وعندما أقول لحمودي كيف فعلتم ذلك كان يضحك وعندما كنت أشاهد مقطع الفيديو كنت أحذف الكلام المسيء وبعد مشاهدتها على القنوات أفاجأ بتغيير المقطع كله.
وأضاف البلشة في أحد الأيام أرسل لي حمودي كاميرتين عبارة عن ميدالية مفاتيح ولم نستخدمهما لأنهما تحتاجان لكرت ذاكرة كما أرسل لي جهازي بث فضائي أرسلناهما لشخص اسمه أبو عمر وفي أحد الأيام جاءني شخص يلقب "مستر بين" ومعه جهاز اي فون من غرفة سمارت في فرنسا التي كانت تدعم حمودي وأشخاصا في تركيا بالأجهزة والكاميرات وكانت توءمن لنا الخط المباشر مع قناتي الجزيرة والعربية وغيرهما بينما كان شخص اسمه عمرو يؤمن لي الاتصال مع قناة الجزيرة من نفس الغرفة.
وقال البلشة إن "مستر بين" حضر إلي ومعه جهاز "اي فون" وقال لي سنذهب ونبث مظاهرة مباشرة فقلت له لا أعرف العمل على الجهاز الفضائي فقال لي أنا سأعلمك فصعدنا إلى أحد الأسطح في بناء مهجور وثبتنا الجهاز وقمت بالاتصال مع شخص اسمه فائق رشوان يلقب أبو احمد وطرحت عليه الموضوع ثم جاء إلى منزلي فطلبت منه إخراج الناس إلى المظاهرة من الجامع بعد صلاة العشاء مباشرة لأننا سنبثها مباشرة فوافقني وفي الساعة التاسعة والنصف اتصلت معه ثانية وقلت إننا بعد نصف ساعة سنكون جاهزين وقمنا بالصعود إلى سطح البناء واتصلت مع أبو احمد مرة ثانية وقلت له بعد ثلاث دقائق نكون جاهزين لكن المظاهرة صغيرة والناس على الأطراف فحاولوا أن تجتمعوا حتى تكبر المظاهرة وبعدها طلب هو من الناس الاجتماع لأن المظاهرة ستبث مباشرة وفعلا قاموا بذلك بينما قام "مستر بين" بتصوير المظاهرة عبر اللعب بكاميرا الجهاز وظهرت أنها كبيرة وبثت مباشرة على أنها كذلك.
وأضاف البلشة بعد عودتي إلى المنزل شاهدت المظاهرة على قناة الجزيرة مباشر في الإعادة أكثر مما كانت بعشرات المرات وبعد أن قمنا ببث المظاهرة عبر خطين للجزيرة والعربية طلب مني حمودي ألا أرسل المظاهرات للقنوات الفضائية بل أرسلها له حصرا وهو يقوم بتوزيع الادوار.
وقال البلشة في إحدى المرات كانت هناك مدام اسمها "مها" كانت تتواصل معي على السكايب وأعطتني رقم قناة فرانس 24 واتصلت مع شخص اسمه بشار العيسى عبر القناة لأكون شاهد عيان لكن الجهاز الفضائي وقتها لم يكن فيه شحن بسبب فقدان الأموال ولم يتم الأمر وقبلها بحوالي أسبوع اتصل معي شخص اسمه "انس" من قناة بردى تعرفت عليه في تركيا وقال لي هل تريد أن تكون شاهد عيان على القناة قلت له ليس عندي ما أقول فقال لي تستطيع أن تقول أي شيء وبعدها اتصل بي وأخبرني إنني سأكون في الساعة السابعة
والنصف على الهواء مباشرة واسمعني صوت المذيع لمدة دقيقة وبعدها قدمني المذيع على أنني "أبو حيدر" شاهد عيان من اللاذقية وطلب مني وصف الوضع هناك فقلت له إن الرمل الجنوبي محاصر ورغم الحصار فإن الناس تخرج في مظاهرات والصليبة كذلك محاصرة فسألني سؤالا ارتبكت في الاجابة عليه ففصلت الخط.
وأضاف البلشة كان هناك شخص اسمه ابو مريد يوصل الاخبار إلي وكان يتحدث عن السلاح وإدخاله إلى حي الرمل وبعدها جاءني شخص اسمه عماد زكي إلى المنزل وقال لي إن ابو مريد أعطاه بندقية بومبكشن ووزع عددا آخر منها على بعض الاشخاص.
وتابع البلشة كان هناك أكثر من شخص يدخلون السلاح إلى حي الرمل وكان هناك أشخاص يصنعون الديناميت وشاهدت مسلحين كثيرين وكانت تحدث أعمال مزعجة جدا فعندما كنت في الرمل سمعت أنهم يقتحمون المنازل ويخطفون ويقتلون ويذبحون الأشخاص بحجة أنهم يتعاملون مع الأمن كما سمعت أكثر من قصة حدثت منها ان هناك منزلا كانت فيه صور للسيد حسن نصر الله والسيد الرئيس بشار الأسد فطلب منا أن نصنع تمثيلية نقول فيها إن المنزل كان مركزا لإيران وحزب الله في الرمل وكانوا يقتلون الناس ومن يخرجون في المظاهرات.
وقال البلشة إن حمودي كان يحصل على الأجهزة في البداية من المعارض احمد رضوان حمودي وبعدها من غرفة سمارت وهم خمسة أشخاص وحسب ما فهمت منه هناك شخص مسوءول عنهم ويمولهم اسمه الدكتور نور وشخص اسمه عمرو مسؤول عن موضوع خط الجزيرة وهو يعرف أشخاصا هناك وشخص اسمه تامر وهو كان يبعث الأجهزة ويفعلها وهناك فتاة اسمها ياسمين مسؤولة عن التنسيقيات وهي على اتصال مع عدد من الشبان في كل محافظة تعطيهم الأوامر وتقول لهم ماذا يفعلون وإذا كانوا يريدون إصدار بيان ما تساعدهم فيه.
سانا
إضافة تعليق جديد