هل يدفع اللبنانيون ثمن الأحداث السورية؟
لبنان الرسمي قرر عبر حكومته "النأي" بنفسه عن ما يجري على الساحة السورية من احداث، ولكن الشارع اللبناني "يغلي"، والانقسام الحاد الذي تعودنا عليه في السنوات الاخيرة بين قوى 8 و14 اذار، يتجلى هذه الايام بين "متضامن مع الشعب السوري" و"داعم لاصلاحات النظام".
في الشارع اللبناني يختلف مفهوم "التضامن مع الشعب السوري"، فريق يرى ان "الشعب السوري عبّر عن مواقفه من خلال التظاهرات الداعمة للاصلاحات والرافضة للتدخلات الاجنبية"، وفريق يعتبر ان "الشارع السوري يتعرض لحملة قمع كبيرة من قبل النظام الذي يرتكب "جرائم" بحق شعبه"، وتشهد الساحات اللبنانية على ضوء ذلك اعتصامات وتظاهرات مضادة تكون الساحة الواحدة مسرحاً لها، وحتى الان تقوم القوى الامنية بالفصل بينها ومنع تحولها الى مواجهات مباشرة بين المتظاهرين، ولكن ما الذي يمنع "فلتان" الشارع في احدى هذه التظاهرات ليدفع لبنان ثمن الاحداث السورية؟
القصص: موقف الحكومة لا يلزمنا والفريق الاخر هو الذي يلجأ الى العنف
يشير رئيس المكتب الاعلامي في "حزب التحرير" أحمد القصص الى ان "الموقف الرسمي اللبناني الذي عبّرت عنه الحكومة اللبنانية غير ملزم على المستوى الشعبي"، ويعتبر أنه "اذا كان هذا الموقف ملزما يكون من الواجب تعديل الدستور والقوانين التي تسمح بحرية الرأي والتعبير وبالتظاهر".
ويتهم القصص في حديث لـ"النشرة" الفريق الاخر بأنه "هو الذي يلجأ الى العنف والى الاعتداء على المتظاهرين المتضامنين مع الشعب السوري"، ويحمل السلطات اللبنانية الرسمية المسؤولية عن ذلك، معتبراً أنها "تعطي الضوء الاخضر لشبيحة النظام السوري بالاعتداء على المتظاهرين عندما تعطي الاذن لقيام تظاهرة بنفس المكان والزمان الذي يكون فيه تظاهرة متضامنة مع الشعب السوري، وايضاً من خلال امتناعها عن فتح تحقيق بالاعتداءات التي تحصل وعن ملاحقة المعتدين".
ورداً على سؤال عن احتمال ان تؤدي هذه التظاهرات الى اعمال عنف في الشارع، يشير الى ان "التظاهرات التي ندعو اليها تكون جداً منظمة وخالية من أي اعمال شغب ولدينا جهاز انضباط كبير وفعال، ولكن الفريق الاخر هو الذي يتحمل مسؤولية اعمال الشغب"، ويعتبر ان "هذه الاعمال تحصل بقرار سياسي".
حمية: التظاهرات التي تحصل داعمة للمجموعات الارهابية والتخريبية
في الجهة المقابلة القضية تختلف، إذ تتهم القوى الداعمة للقيادة السورية وللاصلاحات التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد، البعض في قوى 14 اذار بالتورط بالاحداث السورية عبر دعم "جماعات ارهابية مسلحة"، ويرى مدير الدائرة الاعلامية في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" معن حمية ان "التظاهرات التي تحصل في لبنان على خلفية الوضع السوري ليس لها أي هوية الا دعم المجموعات الارهابية التي تخرب في سوريا"، مذكراً من يريد التضامن مع الشعب السوري ان "الشعب عبّر عن مواقفه ونزل بالملايين تضامنا مع القيادة ودعما للاصلاحات التي تقوم بها".
حمية في حديث لـ"النشرة" يلفت الى ان "الدولة اللبنانية مرتبطة بمعاهدة أخوة وتعاون وتنسيق مع سوريا، وهي ملزمة بأن تكون سنداً لها لا ان تكون خاصرة رخوة تتقاطع فيها مجموعات مع قوى خارجية من أجل استهداف سوريا وموقعها ودورها".
وعن احتمال ان تؤدي هذه التظاهرات الى احداث أمنية في الشارع، يعتبر أنه "من المؤكد ان الفريق الذي يتظاهر لديه أجندة مشابهة لاجندة المجموعات الارهابية التي يتضامن معها"، ويلفت الى ان "هناك نوعا من الاستفزاز ومحاولة للضغط على الوضع اللبناني لتوتير الاجواء في الداخل".
ويطالب حمية "السلطات الرسمية اللبنانية بتحمل مسؤولياتها لمنع هذا الفريق من تحقيق اهدافه في أي توتير امني".
اذاً على ما يبدو فإن القوى اللبنانية تختلف حتى على مفهوم "التضامن مع الشعب"، لكن يبقى ان المسؤولية الكبيرة في اتخاذ القرار المناسب تقع على عاتق القوى الامنية المولجة المحافظة على أمن المواطن اللبناني واستقراره، ومنع انزلاق الشارع الى ما لا تحمد عقباه.
ماهر الخطيب
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
إضافة تعليق جديد