مصر: قتيلان وعشرات الجرحى في "التحرير"

قتل شخصان ليل الجمعة السبت في ميدان التحرير في القاهرة، حين قامت الشرطة العسكرية بتفريق متظاهرين كانوا يطالبون برحيل رئيس المجلس العسكري الأعلى المشير حسين طنطاوي، فيما حذرت الأحزاب والقوى السياسية وائتلاف شباب الثورة من محاولات لإجهاض الثورة من خلال الوقيعة بين الشعب والجيش، في حين أمر المجلس العسكري بضبط  قياديين في الحزب الوطني لتورطهم في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة الجماهير الجمعة في ميدان التحرير .
وقال مسؤول عسكري إنه لا يسعه تأكيد أو نفي سقوط قتيلين، مشيراً إلى فتح تحقيق بهذا الصدد . وفي حال تأكد الأمر فسوف يكونان أول ضحيتين منذ سقوط مبارك في 11 فبراير/شباط . كما أصيب ما لا يقل عن 18 شخصاً في أعمال العنف التي وقعت، وإضرم متظاهرون النار في حافلة عسكرية وشاحنة مدنية في ميدان التحرير، وشوهدت شاحنة تابعة للجيش نصف متفحمة على مقربة . ومدت الشرطة العسكرية أسلاكاً شائكة لاحتواء المتظاهرين بينما تناثرت الحجارة على الأرض .
وقال مسؤول في الجيش طلب عدم كشف هويته “لم نستخدم الرصاص الحي” . وما زال نحو مئتي متظاهر يعتصمون ظهر أمس في ميدان التحرير بالقاهرة . وذكر شهود عيان أن الشرطة العسكرية أطلقت النار في الهواء بأسلحة رشاشة فجر أمس، بينما افادت وكالة الأنباء الرسمية عن تدخل قوات وزارة الداخلية . 
وأمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بضبط وإحضار رجل الأعمال الشهير إبراهيم كامل، ووائل أبوالليل مدير مكتبه وكل من المدعو خالد محمد إسماعيل وطارق سليمان (أتباع كامل) لتورطهم في أعمال تحريض وبلطجة وقيام أتباع كامل بإثارة الجماهير الجمعة في ميدان التحرير .
وأكد في رسالته رقم (34) على صفحته الرئيسة على “الفيس بوك” أنه سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني، مشدداً على أن القوات المسلحة سوف تظل دوماً ودائماً درعاً قوية متماسكة تحمي البلاد وضامنة لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم .
وكان المجلس قد أصدر بياناً تعقيباً على أحداث ميدان التحرير قال فيه: “إنه نظراً لوجود عناصر من الخارجين على القانون بميدان التحرير (بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء) والتي قامت بأعمال شغب وترويع للمواطنين، ولم تلتزم بتوقيتات حظر التجوال ووجود بينهم بعض الأفراد المدعين انتماءهم للقوات المسلحة، فقد قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدي لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أي خسائر” .
إلى ذلك، دعا ائتلاف الأحزاب في مؤتمر صحافي لهم أمس نظمته نقابة الصحافيين إلى الدخول في حوار مجتمعي بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف من جانب، وكل القوى والأحزاب السياسية من جانب آخر، بهدف وضع جدول زمني لإنجاز أهداف ومطالب الثورة، مشددين على ضرورة التسرع في إحالة الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد أسرته ورموز نظامه إلى المحاكمة . وأعرب هؤلاء في بيان تلاه القيادي بالجمعية الوطنية من أجل التغيير جورج إسحاق عن شديد الأسى والأسف لسقوط ضحايا خلال أحداث الجمعة، وهو ما يتطلب ضرورة اليقظة لمحاولات إجهاض الثورة عبر إحداث الوقيعة بين الشعب والجيش الذي حمى الثورة .
ولفت البيان إلى تصاعد محاولات الوقيعة والنيل من الثورة كلما اقتربت إجراءات محاكمة الدائرة المحيطة برأس النظام السابق، “ما يستوجب التعامل بأعلى درجات ضبط النفس مع الشباب المتحمس الثائر الذي تدفعه العاطفة التي تفتقد إلى الخبرة” .

المصدر: الخليج+ وكالات