العشـق: الجرعـة الزائـدة غيــر مضــرة
إن قوة الحب قادرة على جعل العالم يدور دورة مثالية على نغمة رومنسية... في أعين العشاق. لكن قوة الحب تتخطى حدود الخيال والشعر لأنها قادرة على حل مشاكل فيزيولوجية ونفسية.
قالت أستاذة علم النفس في جامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة، جوليان هولت لونستاد إن «علاقاتنا تساعدنا في التغلب على الإجهاد، فوجود شخص يمكن اللجوء إليه للحصول على دعم معنوي أو نصائح عند الحاجة، يقلص التأثير السلبي للإجهاد». استندت معظم الدراسات التي تناولت الفوائد الصحية للحب على المتزوجين. ففي الدراسة التي أجريت في قسم الصحة والخدمات البشرية تبين أن المتزوجين هم أكثر سعادة، ويعيشون أطول، ويشربون كميات أقل من الكحول، ويزورون الأطباء أقل من غير المتزوجين.
وتقول هولت لونستاد «نعرف جميعنا أن الزيجات ليست سعيدة جميعها». وأشارت إلى أنه من بين مئات الدراسات التي تجري على الزيجات، قليلة جدا هي تلك التي تأخذ بعين الاعتبار نوع العلاقة التي تربط الثنائي. عمدت هولت لونستاد إلى البحث عن روابط محتملة بين الحب والصحة، وفي 2008 توصلت إلى وجود صلة بين الزواج وضغط الدم. فالأشخاص السعيدون في زواجهم، يكون ضغط دمهم أقل من غير المتزوجين، بيد أن الأشخاص غير السعيدين في زواجهم يكون ضغط دمهم أعلى من الاثنين. لذا فعندما يتعلق الأمر بضغط الدم، على الأقل، يفضل أن تقضي حياتك أعزبَ من أن تقضيها في زواج مضطرب.
تميل الزوجات المحبات إلى اتباع نمط عيش عنائي وقائي من خلال تحسين السلوكيات الصحية كممارسة الرياضة، والتخلي عن كل ما يضر كالإفراط في شرب الكحول. فالعلاقات الرومنسية قد تضفي معنًى للحياة، يترجم بعناية الشخص بصحته بشكل أكبر وابتعاده عن الخطر. وأشارت هولت لونستاد الى أن هناك أسبابا أخرى قد تحسن حياة المرء داخل الزواج لا علاقة لها بالزواج. فالمتزوجون لديهم ضمان صحي ويكون في أغلب الأحيان لديهم استقرار مادي.
كرس الطبيب النفس الاجتماعي في جامعة ستوني بروك في الولايات المتحدة آرثر آرون حياته في محاولة فهم علم الحب. فصوّر الدماغ بالرنين المغناطيسي لأشخاص في مراحل مختلفة من الحب. ومع أن الدراسة لم تشمل إلا عددا قليلا من المتطوعين إلا أن آرون خلص في دراسته الى أن الشعور بالحب يحث الدماغ على فرز الـ«دوبامين» أي المادة المسؤولة عن شعور المرء بالسعادة والتحفيز.
وفي دراسة أخرى أجراها على 17 ثنائيا متزوجا منذ 21 عاما و17 ثنائيا وقع في الحب للتو، تبين أنه تم فرز الدوبامين في الدماغ بشكل كبير لدى الفريقين، لكن لدى الفريق الثاني ظهرت حركة في الدماغ في المناطق التي تتعلق بالقلق والهوس والتوتر. وحسب دراسة أجرتها جامعة نورث كارولاينا تبين أن التعبير الجسدي كالعناق والإمساك بيد الآخر تجعل الدماغ يفرز مادة الأكسيتوسين التي تخفض معدل هرمونات الإجهاد في الجسم، وبالتالي خفض ضغط الدم وتعديل المزاج وزيادة القدرة على تحمل الألم.
وأجمع الباحثون في مركز كارنغي في بتسبورغ على أن الحب يجعلنا أكثر سعادة وراحة، وبالتالي أقل عرضة للزكام من الذين يشعرون بالاكتئاب أو الخوف. وفي دراسة أجريت في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة تبين أن الزواج السعيد قد يسرع من عملية التئام الجراح، على الأقل بيوم واحد مقارنة بالآخرين. أما بشأن العازبين، فالوضع ليس سيئا كما يعتقدون لأن العلاقات العائلية والصداقات قد تعوض قليلا.
المصدر: السفير نقلاً عن «واشنطن بوست»
إضافة تعليق جديد