استنفار أمني ببغداد وسط هواجس من "إنقلاب" مفاجئ
أعلنت القوات الأمنية الحكومية في بغداد ظهر الخميس حالة الطوارئ القصوى، غداة تلقي الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عن مخطط لحركة انقلابية قد تقوم بها وحدات عسكرية في الجيش للسيطرة على العاصمة العراقية واجتثاث سلطة المالكي من المنطقة الخضراء.
وتزامن حال الاستنفار مع إعلان قائد كبير في الجيش الأمريكي في العراق أن لديه معطيات عن اعتزام تنظيم القاعدة وميليشيات مدعومة من إيران تنفيذ هجمات نوعية في بغداد، مما يزيد من حدة الأزمة السياسية والأمنية التي يشهدها البلد جراء التناحر على تشكيل حكومة جديدة.
وبينما تؤكد مصادر من داخل المنطقة الخضراء أن أزمة التشكيل مازالت تراوح مكانها، بدأت المخاوف من سيناريوهات أخرى تلوح في الأفق، مع العودة إلى احتمال أن تنفذ وحدات من الجيش "تمردا" على حكومة المالكي وإعلان "حكومة طوارئ"، قد تعيد مراجعة العملية السياسية وإنهاء حالة الفراغ الحكومي الذي حطم رقما قياسيا.
وذكر مراقبون أن حالة الانذار التي أعلنت ظهر الخميس في بغداد تأتي للحيلولة دون حركة عسكرية قد تقوم بها أجهزة استخبارات، قالت إنها تتبع نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وتمولها بعض الدول الخليجية.
وأفاد مصدر في الشرطة العراقية بأن قيادة عمليات بغداد وضعت جميع قواتها في حالة استنفار قصوى لمدة يومين، دون معرفة الأسباب.
وقال المصدر إن "قيادة عمليات بغداد عممت كتابا على جميع قواتها في العاصمة بغداد يقضي بوضع تلك القوات في حالة انذار قصوى لمدة يومين".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن قوات عمليات بغداد دخلت في حالة الاستنفار منذ ظهر الخميس، مشيرا الى أن "الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك الاجراء لم تعرف حتى الآن.
وتأتي هذه التطورات، بينما توقعت قيادة القوات الأمريكية في وسط العراق أن يقوم تنظيم القاعدة وعدد من الميليشيات بعمليات نوعية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القاعدة مازالت قوية بتمويل ومساعدة من دول إقليمية مجاورة للعراق، لافتة من جانب آخر إلى وجود ميليشيات تعمل داخل العراق بتمويل من إيران.
وقال نائب القوات الأمريكية في بغداد والأنبار العميد رالف بيكر في مؤتمر صحافي عقده الخميس إن "تنظيم القاعدة مازال قويا وينشط للقيام بعمليات نوعية داخل البلد"، كما أشار إلى "وجود ميليشيات إرهابية أخرى في العراق مدعومة تسليحاً وتدريباً من جانب إيران وهي "عصائب أهل الحق" و"اليوم الموعود" و"حزب الله"، كما أن الأسلحة التي تمتلكها من الهاونات وغيرها مصدرها إيران"، متوقعا أن "تقوم هذه الميليشيات وتنظيم القاعد بعمليات نوعية في الفترة المقبلة".
ويتخوف مراقبون من أن تشهد بغداد هجمات عنيفة كتلك التي أعقبت زيارة نوري المالكي إلى سوريا في أغسطس- آب 2009.
وكان المالكي قد أدى الأربعاء زيارة سوريا في محاولة منه لكسب تأييدها لتجديد الولاية له ليستمر في رئاسة الحكومة ببغداد.
مأمون السامرائي
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد