جدل آيدلوجي حول تعليم الرقص الشرقي في الكويت

أثارت قضية تقديم بعض الاندية الصحية لدروس في الرقص الشرقي أزمة في الرأي العام الكويتي، ففيما رحب البعض بالفكرة معتبرا هذا الرقص احد انواع الفنون الراقية طالما انه يخلو من الابتذال، قال آخرون إن ما يحدث جريمة يجب ايقافها، قبل ان يحل غضب الله على البلد.

 في الوقت نفسه، دعت اطراف ثالثة الى التهوين من حجم الموضوع واعتباره عاديا، حيث قالت ناشطة سياسية إن الرقص الشرقي موجود في بلد كمصر ولم يعترض عليه الأزهر، بحسب تقرير لصحيفتي "الوطن" و"القبس" الصادرتين بالكويت الاثنين 28-8-2006 .

وقال النائب خضير العنزي ان وجود مدارس لتعليم الرقص الشرقي في بلادنا هو دعوة صريحة للفسق والفجور ودليل واضح على عمق أهداف مريدي الافساد الأخلاقي لأبنائنا وبناتنا الذين هم ثروة البلد ومستقبله.

وأكد ان ما نشر اخيرا بوجود مدارس لتعليم الرقص هو مرحلة خطيرة ومنحى مؤسف بدأت تمارسه بعض المعاهد الصحية تحت هذه المسميات التي بدأت تلعب وتعبث كيفما تشاء، في حين ان الرقابة الحكومية بجميع وزاراتها وإداراتها باتت تغط في سبات عميق حتى وصلت مراحل الفساد الى كل بيت، ومست كل فرد في مجتمعنا بدءا من شبابنا الى ان تجاوزت الحد لتصل الى بنات هذا الجيل الذي يلتزم بعاداته وتقاليده وقبلها تعاليم ديننا الحنيف.

واعلن العنزي عن رفع سقف المتابعة النيابية والرقابة البرلمانية الى حد الاستجواب الذي سيطال اي وزير يقف دون القيام بواجبه حيال هذا الموضوع ومواضيع تتعلق بالأخلاق العامة والحفاظ عليها، داعيا جميع الغيورين من ابناء هذا الوطن لتزويده بأي معلومات تخص هذا الموضوع لتكوين ملف كامل نستطيع من خلاله القيام بواجبنا الرقابي على اكمل وجه

من جانبه، اكد النائب السابق وعضو التجمع الاسلامي السلفي مفرج نهار ان الحرية الشخصية لها ضوابط، موضحا ان الكويت دولة مؤسسات يحكمها القانون وبالتالي لا مجال للحرية الشخصية المطلقة. ورفض نهار ان يتقبل دعاوى الحرية الشخصية فيما يتعلق بالنظام العام، مشيرا الى ان منع التعري على الشواطىء لا يعتبر تعدياً على حرمة الآخرين.

وأضاف نهار ان كون الرقص الشرقي موجوداً في كثير من الدول لا يعني انه مباح في اخرى مشيرا الى ان الكويت بلاد تلتزم بتعاليم الدين الاسلامي وتمنع بيع الخمور التي تسمح ببيعها بلدان اخرى وان كانت اسلامية.

في المقابل، تساءلت اخصائية علم الايحاء والايماء د.منى الغريب عن سبب رفض تقديم دروس في الرقص الشرقي مؤكدة انها لا تستطيع ان تفهم كيف يفكر الاسلاميون.  وتابعت الغريب " نحن كلنا كويتيون وننتمي لهذا البلد ونعرف جيدا ما هي عاداته وتقاليده وليس الاسلاميون فقط هم من يعرفون ذلك".

وردا على من ينفي ان يكون الرقص عموما من العادات الكويتية، اكدت الغريب ان التراث الكويتي القديم كان ـ ومازال ـ به العديد من الرقصات مثل السامري والبدوية والبحارة وهي رقصات يستخدم بها الجسد ايضا. وبينت الغريب هنا ان تقنية البلوتوث تظهر العديد من الكويتيات وهن يرقصن هذه الرقصات الشعبية.

وعليه شددت الغريب على ان الرقص الشرقي يعد نوعا من انواع الرياضة البدنية موضحة ان تعلم المرأة الكويتية او غير الكويتية للرقص الشرقي لا يعني انها تريد ان تعمل كراقصة شرقية حيث ان الرقص مجرد هواية. ولفتت الغريب ايضا الى ان الرجال انفسهم يرقصون انواعا مختلفة من الرقصات في مناسبات عدة.
وعلميا أوضحت الغريب ان الانسان بحاجة الى سماع الموسيقى مشيرة الى ان هذه الرغبة تنبع من النصف الايمن في المخ البشري، مبينة ان الموسيقى موجودة حتى في تلاوة القرآن الكريم المرتل وليس فقط في الاغاني.

وعلى الرغم من ذلك الا ان الغريب اشترطت على الراغبات في ممارسة الرقص الشرقي ان يمارسنه كما يردن ولكن بعيدا عن الرجال موضحة انها لا تشجع ان تمتهن المرأة مهنة الرقص الشرقي ولكن لا بأس ان تمارسه كنوع من انواع الرياضة او وسيلة لتفريغ الطاقة الزائدة اضافة الى انه من انواع التعبير الجسدي، حيث الرقص عموما لغة الجسد.
وخاطبت الغريب بذلك المعارضين للرقص الشرقي بقولها لماذا لا تمنعون الناس من ممارسة العادات الضارة كالتدخين وتعاطي المخدرات وارتياد شقق الدعارة.

من جانبها اكدت المحامية والناشطة السياسية سلمى العجمي ان الرقص الشرقي هو نوع من انواع الفنون الموجودة في البلاد العربية وانه تراثي وموجود في بلد عظيم مثل مصر التي يوجد بها الازهر الشريف، والذي لم يعترض كمرجع ديني هو وعلماؤه على ذلك في مصر.

ووصفت العجمي الرقص الشرقي في النوادي الصحية بأنه موضوع لا يحتاج الى اثارة اي ضجة او مشاكل من حوله خاصة انه يدخل ضمن بند الحريات الشخصية كونه يمارس داخل اماكن خاصة اولا وثانيا لأن الهدف منه داخل النوادي الصحية هو انقاص الوزن.

وطالبت العجمي المعترضين على ممارسة الفتيات والنساء في الكويت للرقص الشرقي في المعاهد الخاصة ألا يشاهدوا التلفزيون او الفضائيات المختلفة او حتى الافلام العربية القديمة والتي لم يخل اي منها من مشاهد رقص شرقي ـ على حد قولها.. مؤكدة ان الرقص الشرقي لا يوجد به اي انتهاك للآداب العامة ـ كما وصفه البعض ـ معللة ذلك بان هذا النوع من الرقص يدرس في الوقت الحالي في الكليات والمعاهد، ذلك انه من التراث الخاص بالعديد من الدول العربية، ومؤكدة ان نية الفتاة او المرأة التي تمارس الرقص الشرقي هي الحكم فيما اذا كان الهدف منه الاثارة والابتذال او مجرد حركات ايقاعية تتناسب مع الموسيقى الموجودة.

من جهتها، اكدت المرشحة السابقة لانتخابات مجلس الامة وخبيرة "الاتيكيت" مريم شعيب انه لا توجد اي مشكلة في تعلم المرأة لرياضة معينة مثل الرقص الشرقي او غيره مؤكدة انه لا داعي لاعتبار مثل هذا الموضوع موضوعاً شائكاً بل هو أمر عادي جدا.
وأشارت شعيب هنا الى ان رفض البعض لهذه النوعية من الرقص من منطلق كونهم اسلاميين هو رفض غير مبرر خاصة ان المجتمع الكويتي وقوانينه وتراخيصه كلها اسلامية ومستمدة ومستوحاة من الشريعة الاسلامية مؤكدة انه ليس شيئاً جميلاً ان يقال اسلامي او غير اسلامي!!.

وأكدت شعيب انه لا بأس من ان تعلم النوادي الصحية الرقص كنوع من انواع الرياضة ولكن الافضل ان تعلم الرقص الكويتي مثل السامري وغيره.

المصدر: العربية