غازات الأوزون الناتجة عن نشاطات البشر تدمر المحاصيل
وجدت دراسة أميركية أن ارتفاع مستويات الأوزون بسبب استخدام الوقود الأحفوري كالنفط والفحم سيؤدي لعطب الغطاء النباتي، وخسائر للاقتصاد العالمي، كما أوردت سيانس ديلي.
الأوزون أحد صور الأوكسجين، ويعتبر ملوثاً للغلاف الجوي على مستوى الأرض. وأجرى الدراسة باحثون بمعهد تكنولوجيا ماساتشوستس ومختبر البيولوجيا البحرية، ونشرت حصيلتها بدورية "سياسة الطاقة".
تناول التحليل ثلاثة تغيرات بيئية، هي الزيادات في درجة الحرارة، وثاني أكسيد الكربون والأوزون، مرتبطة بالنشاط البشري وكيفية تأثيرها على المحاصيل الزراعية والمراعي والغابات.
أظهر البحث أن زيادات درجة الحرارة وثاني أكسيد الكربون تفيد الغطاء النباتي، خاصة المناطق المعتدلة الشمالية. لكنها فوائد تفوقها أضرار زيادة الأوزون بالغلاف الجوي على المحاصيل.
تكلفة أضرار الأوزون بالمحاصيل ستعالج بتغيير استخدام الأراضي والتجارة الزراعية، وهناك مناطق ستتكيف أكثر من غيرها. ولكن العواقب الاقتصادية الكلية باهظة. لذلك، إذا لم تُتخذ تدابير سريعة، فسيتراجع إنتاج المحاصيل عالمياً بنسبة 10 إلى 12%.
يقول مدير برنامج ماساتشوستس للعلوم والتغير الكوني، جون رايلي، مع افتراض أن أفضل تكنولوجيا لضبط الأوزون اعتمدت في أنحاء العالم، سنرى في العقود القادمة مستويات تركيز أوزون متصاعدة، وستكون النتيجة مفاجئة ومقلقة أيضاً.
وبينما يبحث علماء آخرون كيفية تأثير تغيرات المناخ ومستويات ثاني أكسيد الكربون على الغطاء النباتي، أضاف الباحثون تغير تركيز أوزون طبقة الغلاف الجوي السفلى، كما نظروا في تأثير العوامل البيئية الثلاثة معاً.
استخدم الباحثون نموذج النظم العالمية المتكاملة، ويضم نماذج اقتصادية متقدمة ونماذج حاسوبية مناخية وزراعية للتنبؤ بانبعاثات غازات الاحتباس ومولدات الأوزون بناء على النشاط البشري والمنظومات الطبيعية.
تحليل تأثيرات تغير المناخ وارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون جاء بمفاجآت قليلة. فسيستفيد الغطاء النباتي مثلاً في أنحاء العالم من زيادات ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة، لكن جاءت تأثيرات الأوزون مختلفة.
فبدون قيود على انبعاثات غازات الاحتباس، سيزيد احتراق الوقود في أرجاء العالم مستوى الأوزون عالمياً بنسبة 50% بحلول 2100.
وسيكون لهذه الزيادة تأثير كبير وغير متناسب على الغطاء النباتي نظراً لارتفاع تركيزات الأوزون في مواقع عديدة فوق المستوى على النباتي والمنظومات الإيكولوجية. وستكون المحاصيل الزراعية هي الأكثر تضرراً.
تظهر تنبؤات النموذج أن مستويات الأوزون تتعاظم بمناطق إنتاج المحاصيل، ولها حساسية خاصة تجاه الأوزون، ويعود ذلك جزئياً لأنها مُخَصّبة. فعندما تُخصب المحاصيل، تتفتح ثغيرات النبات فتمتص هواء أكثر. وكلما ازداد امتصاصها للهواء، ازداد عطبها من الأوزون.
بدون قيود على غازات الاحتباس، قد يقل نتاج الغابات والمراعي أو يزيد بتأثير المناخ وثاني أكسيد الكربون، ونتاج المحاصيل يتراجع بنحو 40 بالمائة عالمياً. لكنه تراجع لا يترجم مباشرة لخسائر اقتصادية. فوفقاً لنموذج التحليل الاقتصادي، يتكيف العالم مع الخسائر بتخصيص أراض أكثر للمحاصيل، لكنه تكيف لا يتأتى إلا بتكلفة.
فاستخدام موارد إضافية للتكيف مع الخسائر في نتاج المحاصيل يجلب خسارة اقتصادية عالمية من 10 إلى 12 بالمائة من قيمة إنتاج المحاصيل.
لكن الآثار الإقليمية للأوزون تتفاوت من إقليم لآخر، فالمناطق المعتدلة مثلاً تستفيد عموماً من تغير المناخ، نظراً لأن ارتفاع الحرارة يطيل موسمها الزراعي.
ومع ذلك، فخسائر المحاصيل المرتبطة بارتفاع الأوزون ستكون بالغة، بينما لا تحتاج المداريات لمزيد من الدفء لأنها حارة بالفعل، فلا تستفيد من الاحترار، ولكنها لا تتضرر بشدة بالأوزون، لأن الانبعاثات المنتجة للأوزون أقل في المداريات.
وفي المحصلة النهائية فالبلدان التي كالولايات المتحدة والصين وأوروبا ستحتاج لاستيراد الغذاء، وستكون الواردات مكسباً للبلاد المدارية.
مازن النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد