سحر وألق وأنوثة النساء في الخمسين

20-08-2007

سحر وألق وأنوثة النساء في الخمسين

أعجبني مقطع لأحد الكتاب في رواية يقول فيه: ( كنت قد قرأت كثيراً عن الرجال الذين يعشقون النساء الناضجات وعن سحر الخمسين

لدى الأنثى وعن الخبرة المكتسبة في التعامل مع الرجل لكنني لم أجد نفسي في موقف كهذا دعوني اعترف لكم بأن وجهها لايزال متعباً ومملوءاً بالندوب والتجاعيد وبأن زغرودة حنجرتها المعدنية لاتزال صاخبة وأن صداقتي لها قد جعلتني أحترم نفسي أيضا..‏

هذا الاعتراف دفعني للبحث عن المحطة العمرية التي تخيف المرأة في وقتنا الحالي, ولاسيما إن نساء كثيرات لم يعد يبدو عليهن الكبر وأوقفن الزمن.‏

الثلاثون.. كانت كلمة مخيفة في معرض إشارتها إلى عمر المرأة.. الثلاثون كانت محطة في دورةحياة المرأة تقف عندها طويلا.‏

اليوم ومع تخطي المرأة قيود الماضي الغابر وبنهضتها المعاصرة نحو آفاق جديدة ومفارق اساسية في الحياة العامة إضافة إلى تطور الطبابة ووسائل الوقاية وعمليات التجميل, بدأت المحطة تبتعد في الزمن حتى تجاوزت الخمسين بل تشعر أنها في أوج أنوثتها واختمار جمالها وغنى تجربتها الانسانية وتألقها الاجتماعي أو المهني بهذه المرحلة العمرية.‏

السيدة ديانا علي 48 سنة موظفة تقول لم أفقد ثقتي بنفسي إنني مؤمنة إيمانا ثابتا بأن المرأة في عقدها الخامس تبدو أكثر جمالا ونضجا وقدرة على الاستيعاب والعطاء فهي تعرف جيدا نعمة الأمومة والعمل بإخلاص وتنتقل من نجاح لآخر وتضيف السيدة ديانا: أولادي هم أهم شيء في حياتي وحان وقت قطاف النجاح لا أشعر بالفراغ وعملية قتل الوقت هي أكبر جريمة يرتكبها الانسان تجعله في أي سن يشعر بالكبر وبأنه لاقيمة لحياته.‏

وعلى عكس ديانا تخاف السيدة أم سالم 50 سنة ربة بيت من ضربات القدر والفشل والوحدة أكثر من الشيخوخة ولاسيما بعد أن تزوج أولادها تركوها وحيدة مع زوجها الذي يفضل الجلوس على القهوة نهارا ومع أصدقائه ومشاهدة نشرات الأخبار ليلا إضافة إلى خلافات ومشاجرات كلامية تستدعي إحضار الأولاد للمصالحة والشكوى تقول أم سالم ضاع الحلم.. وضاع العمر في تربية الأولاد.‏

وعلى العكس تملك السيدة سها محمود 50 سنة ربة منزل شجاعة النظر في المرآة ولامانع من الخضوع لعمليات جراحية تجميلية في هذا السن إن وجدت في ذلك سعادة لها تمكنها من الانسجام مع نفسها تقول: ألا يكفي أن المسؤوليات العائلية التي تقع على عاتقي حدت من طموحي صحيح إنني لم أحقق الأهداف التي وضعتها لنفسي وأنا شابة لكنني لا أشعر بالكبر ولا الكآبة ولا الوحدة..‏

مستعدة لأي عمل جراحي تجميلي يصالحني مع نفسي لا أنقطع عن المطالعة بيتي هو مملكتي أهتم بتغيير الديكور من فترة لأخرى.. ولا أخجل من التزين لزوجي ومبادلته نظرات الحب والاعجاب.‏

أشعر بالطاقة والحيوية وحب الحياة كأي شابة. أخيرا تؤكد الدكتورة منال علي 49 سنة إن تعب الهموم هو الذي يقتل الانسان وليس التعب الجسدي وبالمقابل فإن الايمان والشجاعة هما حافزان أساسيان على الابداع وحب الحياة.‏

وتضيف الدكتورة منال: جيل المرأة الأربعينية يمتاز بسعة اطلاعه وقوة حضوره في المجتمع وعمق تفكيره بفعل تخضرمه بين الماضي والحاضر, بين الجهل والتعصب من جهة والنور والانفتاح من جهة أخرى لقد ورثت المرأة في هذه المرحلة العمرية معاناة أجيال طويلة من كبت المرأة وإجبارها على إغماض عينيها من شتى المجالات وتلك المعاناة هي التي تقويها وتمدها بإرادة تحدي الصعوبات والزمن.‏

الأختصاصية الاجتماعية رجاء سلوم تقول: كل مرحلة عمرية عند المرأة لها نشاطها الخاص ولكن هذا لايعني أن دخول المرأة مرحلة عمرية جديدة تعيشها المرأة وعطاؤها ونشاطها لايتوقف ولاينتهي عند هذه المرحلة. والمرأة السوربة بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام معروفة بنشاطها حتى لو تقدم بها العمر إن كانت في حالة صحية جيدة.‏

المرأة نصف المجتمع فهل من المعقول أن يتوقف نشاط وعطاء الجزء الأكبر من هذا النصف الأكثر نضجا والأكثر خبرة عندما تبلغ المرأة الخمسين من العمر, وعلى سبيل المثال تبقى المرأة في الريف في ذروة النشاط والعطاء حتى لو أصبحت في الخمسين من العمر خلال القيام بالأعمال الزراعية المتنوعة ومنذ فترة عرضت شاشة التلفزيون صورة لإحدى المعمرات وهي تمارس نشاطها اليومي والمعتاد وقد بلغت من العمر 120 سنة في إحدى قرى القدموس.‏

ونشاط المرأة لايتوقف في هذه المرحلة من العمر سواء كانت في الريف أو في المدينة.‏

ولا تقتصر مهمة المرأة على الانجاب وتربية الأولاد حتى يكبروا بعدها تنتهي مهمتها ولا تفتقر على أعمال المنزل التي أصبحت بسيطة وسهلة بحكم تطور الحياة ووجود الأدوات الكهربائية بحيث أصبح عند المرأة الوقت الكافي لتعتني بنفسها وتمارس هواياتها ومعروف عن المرأة بحكم تكوينها الفيزيولوجي بأنها ترغب بالتجديد والتغيير ومواكبة التطور والاطلاع على كل شيء جديد ويتم ذلك عن طريق وسائل متعددة ( السينما , المسرح , وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة, الكمبيوتر, الانترنت, الانتساب إلى ناد..)‏

وأخيرا دخلت عمليات التجميل سببا مهما لتزيد ثقة المرأة بنفسها والمحافظة على جمالها.‏

ويضيف العلماء إن دماغ الانسان هو المركز الاساسي لاستمرار مرحلة الشباب أو للاسراع في تدهور العمر نحو الشيخوخة وحسن استعمال الدماغ قادر على إيقاف مسيرة العمر عند حدود الشباب وبدوري أقول:‏

صحيح أن الزمان يتدفق إلى الأمام تاركا وراءه الأعمار تمضي وتوغل في المضي وتطعن ولكن المؤكد أن عمر الحيوية يسجل اختراقات مدهشة لقواعد الكهولة وما بعدها.‏

رويدا سليمان

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...